القليل من الحوادث مع عبور المشاركين في مسيرة ’يوم القدس’ عبر الحي الإسلامي
يهود من التيار القومي المتدين، بعضهم يحملون ملصقات مؤيدة لمجموعات يمينية متطرفة، يغنون ويرقصون وهم يلوحون بأعلام تحت حراسة أمنية مشددة عشية بداية شهر رمضان
مرت المسيرة السنوية التي يسير فيها يهود إسرائيليون عبر الحي الإسلامي في القدس الشرقية مع حوادث قليلة، في الوقت الذي قام فيه عشرات الآلاف بالتلويح بالأعلام الإسرائيلية تحت حراسة أمنية مشددة لإحياء الذكرى الـ -49 لبسط إسرائيل سيطرتها على النصف الشرقي من المدينة وضمه إلى النصف الغربي في عام 1967.
وقامت الشرطة الإسرائيلية بنشر أكثر من 2,000 شرطي في جميع أنحاء القدس الأحد مع انطلاق المسيرة وسط مخاوف من أن تؤدي هذه التظاهرة التي يشارك فيها قوميون متشددون إلى تأجيج التوترات حيث أنها تمر عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة.
ما يزيد من هذه المخاوف هو أن المسيرة تأتي هذا العام في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون لإستقبال شهر رمضان، حيث يقوم الكثير من الفلسطينيين بزيارة مسجد الأقصى، الذي يُعتبر بؤرة توتر، في البلدة القديمة.
ومرت المسيرة التي تُسمى بـ”مسيرة العلم” عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة قبل الوصول إلى الحائط الغربي، الذي يقع مباشرة أسفل مجمع الحرم القدسي.
باب العامود ومسار المسيرة شهدا عددا من الهجمات ضد المدنيين وعناصر الأمن الإسرائيليين منذ اندلاع أعمال العنف في شهر سبتمبر من العام الماضي.
وأشارت التوقعات إلى مشاركة حوالي 30,000 شخص في المسيرة، التي انطلقت في النصف الغربي من المدينة في الساعة 5:15 مساء.
وقام عدد من المشاركين في المسيرة بوضع ملصقات وحمل لافتات تحمل شعارات مؤيدة لليمين المتطرف، وقامت الشرطة بإبعاد شخصين لوحا بأعلام منظمة “لهافا” اليمينية المتطرفة. عدد من المشاركين وضعوا ملصقات تدعو إلى ترحيل المواطنين العرب من إسرائيل أو مؤيدة للحاخام المتطرف مئير كهانا.
وأنشد المشاركون أناشيد مثل “عام يسرائيل حاي” و”القدس الذهبية” وأناشيد دينية وقومية أخرى بينما ساروا عبر شوارع الحي الذي أقفلت المحلات التجارية فيه أبوابها وطُلب من السكان بحسب تقارير عدم مغادرة منازلهم.
الغالبية العظمى من المشاركين في المسيرة غنت ورقصت خلال مرورها من المنطقة العربية، وقام عدد منهم بمحاولة استفزاز السكان المحليين والصحافيين، من خلال الصراخ عليهم أو صد كاميراتهم.
على الرغم من ذلك، المسيرة مرت بشكل عام بهدوء، من دون الإبلاغ عن حوادث أمنية خطيرة، حيث قامت الشرطة بمراقبة المسيرة وحراستها.
وقال المتحدث بإسم الشرطة الإسرائيلية آسي أهروني، “سنكون هناك بأعداد كبيرة جدا”، وأضاف: “لدينا أكثر من 2,000 شرطي فقط لأحداث ’يوم القدس’”.
وكانت مجموعة “عير عميم” الحقوقية قد طلبت من المحكمة العليا منع المسيرة من دخول البلدة القديمة عبر باب العامود، المدخل الرئيسي الذي يستخدمه الفلسطينيون.
المحكمة رفضت الإلتماس، لكنها طلبت من المشاركين استكمال عبورهم من خلال باب العامود عند الساعة 6:15 مساء ومن الحي الإسلامي عند الساعة السابعة مساء.
وأظهرت صورة ورد أنها التُقطت في الساعة 6:20 مساء المئات من المشاركين في المسيرة وهم لا يزالون داخل باب العامود، الذي لم يتم إغلاقه في الوقت المحدد كما يبدو.
השעה 18:20 כך נראית הכניסה לשער שכם. בג״צ פסק שהשער ייסגר לכניסה ב18:15, המשטרה והמארגנים לא עמדו בהוראות בית המשפט pic.twitter.com/yyjOyYSt9n
— עמרי מניב omri maniv (@omrimaniv) June 5, 2016
وتم وضع هذه القيود على الأوقات استعدادا لبداية شهر رمضان المتوقعة ليلة الأحد.
وطلبت الشرطة أيضا من محكمة الصلح في القدس إصدار أوامر إبعاد لخمسة من أعضاء منظمة “لهافا” اليمينية المتطرفة، لمنعهم من دخول البلدة القديمة خلال المسيرة. وتم احتجاز الخمسة للتحقيق معهم في الأسبوع الماضي خلال تظاهرة ضد بعثة مسيحية وإجبارهم على التوقيع على شروط إستبعاد، بحسب ما ذكر موقع “واللا” الإخباري.
وقال المحامي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي اعترض على طلب الشرطة في المحكمة، بأن “لنشطاء ’لهافا’ الحق في السير في القدس مع أعلام، وعدم قدرة الشرطة على استيعاب أن حرية التعبير تنطبق على الجميع تشير إلى أنهم بحاجة إلى الخضوع لدورة في الحقوق المدنية والديمقراطية”.
وكانت إسرائيل قد بسطت سيطرتها على القدس في حرب الستة أيام في عام 1967 وقامت بعد ذلك بضمهما إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
ويرى الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، في حين يعتبر الإسرائيليون القدس بكاملها عاصمة لدولتهم.
مكانة القدس في المستقبل هي أحد أكثر القضايا جدلية في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
المسيرة تأتي بعد يومين من عقد قمة دولية في فرنسا دعت إلى استئناف جهود السلام قبل نهاية العام.
وبمناسبة إحياء ذكرى هذا اليوم، الذي يُعرف بالعربية ب”النكسة”، تعهد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تصريح له بأن رام الله لن تقبل إلا بإنسحاب إسرائيلي كامل من كل الأراضي التي استولت عليها خلال حرب الستة أيام في 1967.
وقال عباس، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، إن “شعبنا لن يقبل بأقل من انهاء الإحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في حرب حزيران 1967 إنهاءً كاملا، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران لعام 1967”.
ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس.