القدس تنضم إلى العالم في الحداد على ضحايا هجوم أورلاندو
وقفات تضامنية في إسرائيل وحول العالم بعد مقتل 50 شخصا في هجوم إطلاق نار في ناد للمثليين في فلوريدا؛ منظمة ’البيت المفتوح’ في القدس تقول ’الذهاب إلى ناد ليس بحدث ينبغي على المشاركين فيه الشعور بالخطر’
احتشد العشرت من الأشخاص في القدس ليلة الأحد لإضاءة الشموع والوقوف وقفة تضامنية مع ضحايا المجرزة في ناد ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا، في واحدة من بين عدد من الوقفات التضامنية التي أجريت حول العالم في أعقاب أسوأ هجوم إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة.
وأضاء المشاركون الشموع وحملوا لافتات منددة بالهجوم في نادي “Pulse” الليلي كُتب عليها “الحب ينتصر دائما” في ميدان “تسيون” المركزي في المدينة.
منظمة “البيت المفتوح” في القدس، التي نظمت الحدت، كتبت في بيان لها، “أصبنا بالصدمة والحزن من حادثة الكراهية الخطيرة هذه، التي تثبت مجددا الخطر الذي تواجهه جماعتنا في كل مكان في العالم”.
“الذهاب إلى ناد، مثل المشاركة في موكب [الفخر]، ليس بحدث ينبغي فيه على المشاركين الشعور بالخطر على حياتهم، ومن غير المعقول أن الواقع يثبت عكس ذلك مرة تلو الأخرى”.
في تل أبيب، تمت إضاءة مبنى البلدية بألون قوس قزح تضامنا مع ضحايا المجزرة، التي أوقعت 50 قتيلا.
وكانت المدينتان قد شهدتا هجمات ضد المثليين في السنوات الأخيرة. في عام 2015، قام رجل بطعن عدد من الأشخاص خلال موكب الفخر للمثليين في القدس، ما أسفر عن مقتل فتاة وإصابة 5 آخرين. في 2009، قام مسلح بقتل 3 أشخاص عندما فتح النار في ناد للشبيبة المثلية في تل أبيب، في قضية لم تُحل حتى يومنا هذا.
وندد القادة الإسرائيليون بالهجوم. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصف الهجوم بـ”المروع”.
وقال نتنياهو في بيان صدر بالإنجليزية، “بإسم شعب وحكومة إسرائيل أبعث بتعازي العميقة إلى الشعب الأمريكي في أعقاب الهجوم المروع في الليلة الماضية على المجتمع المثلي في أورلاندو”.
وأضاف نتنياهو: “إسرائيل تقف إلى جنب الولايات المتحدة في هذه اللحظة من الخسارة المأساوية”.
وقفات تضامنية في نيويورك وباريس
حول العالم وفي عدد من المدن الأمريكية، تم إجراء وقفات تضامنية مع ضحايا الهجوم.
وأُطفأت الأضواء في مبنى “إمباير ستيت” ليلة الأحد، بينما أضاء برج “مركز التجار العالمي 1” أنواره بألوان علم الفخر المثلي لإحياء ذكرى قتلى أورلاندو.
وجاءت هذه الخطوة الرمزية في الوقت الذي نعت فيه الولايات المتحدة مقتل 50 شخصا في حادث إطلاق نار هو الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الحديث في ناد ليلي للمثليين في المدينة التي تقع في ولاية فلوريدا.
في أعقاب الهجوم الذي نفذه شخص مدجج بالسلاح، أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو خفض الإعلام للنصف في أكبر مدينة في الولايات المتحدة وتشديد الإجراءات الأمنية فيها، وبالأخص في محيط الأماكن المرتبطة بمجتمع المثليين.
وقال دي بلازيو للصحافيين إن الهجوم الذي أسفر أيضا عن إصابة العشرات هو هجوم “ضد قيمنا”.
وأشار إلى أنه لا توجد هناك تهديدات محددة موجهة ضد مدينة نيويورك.
ولكن “سترون الكثير من الوجود الإضافي للشرطة في شوارع المدينة”، مضيفا: “لا توجد في العالم مدينة أكثر إستعدادا لوقف الإرهاب ولوقف الكراهية”.
في غرينيتش فيليج احتشد العشرات لمناقشة العنف ووضع الزهور والشموع والرسائل إلى جانب لافتة كُتب عليها “أوقفوا الكراهية”.
في حفل توزيع جوائز توني المسرحية، الذي يُقام لتكريم أفضل الإنتاجات المسرحية في برودوي، تم تخصيص افتتاحية الحفل لضحايا هجوم إطلاق النار، أكثر الهجمات دموية في أمريكا منذ 11 سبتمبر، 2001.
في باريس احتشد حوالي 100 شخص في وقفة تضامنية عفوية في ميدان إيغور سترافنسكي لتذكر أولئك الذين قُتلوا وأصيبوا في النادي الليلي في أورلاندو.
ووضع عدد من الأشخاص أعلام قوس قزح على أكتافهم، وقاموا بإضاءة الشموع والتقاط الصور. إحدى النساء حملت لافتة مع قوس قزح على جانب واحد منه والعلم الأمريكي على الجانب الآخر.
وكُتب على اللافتة: “لدينا حب لأورلاندو”.
ريمي برون (30 عاما) قال بأن الأخبار صدمته بشدة لأنه مثل ضحايا الهجوم كان يقضي وقته ليلة السبت في ناد ليلي للمثليين.
إيان بروسا، نائب رئيس بلدية العاصمة لشؤون السكن، شارك هو أيضا في الوقفة التضامنية، وقال إنه من المهم تعبئة التعبير عن التضامن والتشديد على محاربة كراهية المثليين.
وسار الآلاف من الأشخاص في شوارع لوس أنجليس في موكب الفخر للمثليين بعد ساعات من هجوم إطلاق النار في أورلاندو في مسيرة خيمت عليها أجواء الحزن والتحدي، في الوقت الذي اعتقلت فيه الشرطة رجلا للإشتباه بتخطيط هجوم منفصل على المسيرة في ولاية كاليفورنيا.
وقال ماربا فرانزوني (28 عاما) الذي شارك في المسيرة التي سارت عبر شوارع هوليوود، “لن يتم إسكاتنا ولم يتم تقليصنا مهما كانت العدائية التي يستخدمونها ضدنا”.
“أنا في حالة صدمة. إظهار الوضوح والدعم لمجتمعنا أهم الآن من أي وقت مضى”.
وقامت الشرطة في سانتا مونيكا القريبة بإعتقال رجل مدجج بالسلاح الذي ورد بأنه أراد مهاجمة الموكب في لوس أنجليس.
وقالت السلطات إنها درست إلغاء موكب الفخر في لوس أنجليس ولكنها قررت مواصلة الإحتفالات مع تعزيز وجود عناصر الشرطة.
رئيس بلدية لوس أنجليس، إريك غارسيتي، الذي سار وهو يلوح بعلم قوس قزح ويحمل لافتة كُتب عليها “نحن نحب أورلاندو”، قال بأن العنف أظهر مرة أخرى الثمن الباهظ جراء سهولة الحصول على أسلحة.
وقال للحشود التي وصل عددها إلى 150,000 شخص، “نحن هنا للسير وللإحتفال وللحداد”.
في شاطئ ميامي، أُضيئت الشموع وقام المشاركون في الوقفة التضامنية هناك بالتلويح بأعلام قوس قزح ليلة الأحد.
أعضاء من المجتمع المثلي وأنصارهم التقوا في حي بويزتاون في شيكاغو، من بينهم مفتش الشرطة إيدي جونسون، الذي قال إن المدينة شددت من إجراءاتها الأمنية في محيط المجموعات المثلية. وشارك أيضا في الوقفة التضامنية أمهات فقدوا أبناءهن جراء عنف الأسلحة.
وتم إجراء وقفتين تضامنيتين على الأقل في شيكاغو، في الوقت الذي أصدر فيه حاكم ولاية إيلينوي، بروس رانر، أوامر بخفض الأعلام إلى النصف.
بريان جونسون، المدير التنفيذي لمنظمة “إيكواليتي إيلينوي”، التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها، قال بأنه بالنسبة للكثير من الأشخاص فإن للهجوم على ناد للمثليين هناك أهمية تاريخية واجتماعية.
وقال جونسون لوكالة فرانس برس: “إذا نظرتم إلى الوراء على حياة مجتمع المثلييين… فنحن لسنا بمجتمع لديه كنائس ليجتمع فيها”.
“الهجوم ضدنا في ناد ليلي ليس فقط هجوما في مكان نختلط فيه، إنه هجوم على مركز المجتمع (المثلي) حيث نشعر بالأمان”.
إحدى الوقفات التضامنية في شيكاغو كانت من تنظيم دون فالينتي، التي تقدم الإستشارة عادة لأسر ضحايا إطلاق نار في مدينة شيكاغو التي تعاني من عنف أسلحة يومي.
وقالت فالينتي، وهي مثلية، إن الكثير من الأفراد في المجتمع المثلي لم يتعرضوا من قبل لعنف الأسلحة ولا يعرفون كيفية التعامل معه.
وقالت لوكالة فرانس برس: “مجرد السماع عن أمور كهذه يثير إضطراب ما بعد الصدمة عند أشخاص”، مضيفة أن إظهار الدعم الشعبي لسكان أولاندو هو أحد الطرق للتعامل مع ذلك.