رئيس معهد أبحاث استطلاعات رأي: القائمة المشتركة استحوذت على الغالبية الساحقة من أصوات الناخبين العرب
بحسب يوسف مقالدة فإن عدد كبير من المواطنين العرب تخلوا عن الأحزاب الصهيونية لصالح تحالف الأحزاب ذات الغالبية العربية، حيث حصل الحزب على حوالي 87٪ من أصوات الناخبين العرب

قال منظم استطلاعات رأي بارز يوم الأربعاء إن ما تُقدر نسبتهم 87% من مواطني إسرائيل العرب صوتوا في انتخابات الكنيست الاثنين “للقائمة المشتركة”، حيث التف المواطنون العرب حول الحزب وتخلوا عن حزب “أزق أبيض” الوسطي لصالح التحالف العربي.
بحسب نتائج شبه نهائية لفرز الأصوات يوم الإثنين فإن القائمة المشتركة فازت بـ 15 مقعدا، مما يمنح التحالف أقوى تمثيل له على الإطلاق في الكنيست.
وتشكل نسبة الـ 87% زيادة في دعم القائمة المشتركة في صفوف المواطنين العرب مقارنة بالانتخابات العامة الأخيرة التي أجريت في شهر سبتمبر، عندما صوت 80% من الناخبين العرب لتحالف الأحزاب ذات الغالبية العربية، كما قال يوسف مقالدة، رئيس معهد الأبحاث “ستات نت”، لـ”تايمز أوف إسرائيل”. ولقد حصل الحزب على 13 مقعدا في انتخابات سبتمبر.
وقال مقالدة إن حساباته تستند على نتائج 99% من إجمالي فرز الأصوات في انتخابات الإثنين. ولم تنشر لجنة الانتخابات المركزية النتائج النهائية والكاملة للانتخابات بعد.
كما قال إن حساباته استندت على معطيات من محطات اقتراع في البلدات العربية وتقديرات بشأن الإقبال على صناديق الاقتراع في المدن اليهودية العربية المختلطة، مثل يافا والرملة.
وقال مقالدة إن العديد من العرب الذين صوتوا لأحزاب صهيونية في سبتمبر قرروا دعم القائمة المشتركة بعد أن بدأ حزب “أزرق أبيض” ببذل جهود في حملته الانتخابية لجذب الناخبين من اليمين.

وقال: “لقد بدأوا النظر إلى ’أزرق أبيض’ باعتبار أنه لم يعد جزءا من الوسط أو اليسار وفي النهاية قرروا أن القائمة المشتركة ستكون أفضل من يمثل مصالحهم”، مشيرا إلى بعض التصريحات التي صدرت عن زعيم “أزرق أبيض”، بيني غانتس، والتي أزعجت عددا كبيرا من الناخبين العرب الذي دعموا في السابق الأحزاب الصهيونية.
في مقابلة أجريت معه في منتصف شهر فبراير، قال غانتس إن أحد خيارات حزبه ستكون تشكيل حكومة ذات “غالبية يهودية”، كما أنه تعهد مرارا وتكرارا بعدم تشكيل حكومة بدعم القائمة المشتركة.
وقال مقالدة إنه في انتخابات سبتمبر صوت ما تُقدر نسبتهم 20% من الناخبين العرب للأحزاب الصهيونية، في حين بلغت النسبة في انتخابات الإثنين 13% فقط.
في الانتخابات العامة التي أجريت في أبريل 2019 التي خاضت فيها القائمة المشتركة الإنتخابات بقائمتين منفصلتين – “الجبهة-العربية للتغيير” و”الموحدة-التجمع” – صوت ما تُقدر نسبتهم 30% من الناخبين العرب للأحزاب الصهيونية.
وأضاف مقالدة إن نسبة مشاركة الناخبين العرب في انتخابات يوم الإثنين، وفقا لحساباته، بلغت 64.7% – وهو ما يشكل ارتفاعا كبيرا مقارنة بانتخابات سبتمبر، حيث بلغت النسبة 59.2%.
في انتخابات أبريل، وصلت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع لدى الناخبين العرب 49.2% فقط.
وقال مقالدة إن خطة السلام التي كشفت الإدارة الأمريكية عنها مؤخرا لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني لعبت دورا كبيرا في خروج المواطنين العرب للتصويت.
وقال: “يرى العديد من الأشخاص هذه الخطة كتهديد حقيقي… لقد ظنوا أنه إذا لم نتصرف الآن، فقد يقومون بتنفيذها بالفعل”.

وتقترح الخطة الأمريكية إمكانية ضم القرى والبلدات العربية القريبة من الضفة الغربية إلى دولة فلسطينية مستقبلية، بموافقة إسرائيل والفلسطينيين.
وقد اعتبر الكثير من الفلسطينيين وحلفائهم هذا الاقتراح محاولة لتوفير غطاء أمريكي للخطط الإسرائيلية لضم مساحات واسعة من الأراضي في الضفة الغربية.
كما قال مقالدة إن خطاب نتنياهو ضد عضو الكنيست عن القائمة المشتركة، أحمد الطيبي، شجع الناخبين العرب على الخروج والتصويت.
وقال: “ظن الناس أن نتنياهو استهدف بالتحديد أحمد الطيبي لأنه اسم عربي شائع… لم يعتبروا ذلك هجوما على الطيبي لوحدة وإنما على جميع العرب”.
في حين أن نتنياهو لم يستخدم جزء كبير من خطابه المعادي للعرب الذي استخدمه في جولات انتخابية سابقة قبل انتخابات الاثنين، إلا أنه كرر مزاعمه بأن الطيبي وبقية أعضاء القائمة المشتركة لا يتمتعون بالشرعية للإنخراط في صنع القرار الحكومي.
وأضاف مقالدة أن القائمة المشتركة، التي تضم قوميين علمانيين واشتراكيين وإسلاميين، نجحت في تجنب الصراعات الداخلية، مما ساعد في جعل الحزب أكثر جاذبية للناخبين العرب.
وقال: “قبل انتخابات سبتمبر، قاتلوا لأيام حول أي حزب سيحصل على هذا المقعد أو ذاك. ولكن هذه المرة، بدأوا موحدين واتفقوا بسرعة على تركيبة القائمة”، مضيفا: “إظهار وحدة أكبر جعل الناس يشعرون بارتياح تجاه نهج القائمة المشتركة”.
بشكل منفصل، ذكرت القناة 12 يوم الأربعاء أن معطيات جمعتها القائمة المشتركة أظهرت أن التحالف حصل على 20,000 صوت من يهود إسرائيليين في انتخابات الإثنين – وهو ضعف ما حصل عليه الحزب في شهر سبتمبر.