الفلسطينيون يجددون رفضهم لخطة ترامب ويهددون بحل السلطة الفلسطينية
في الوقت الذي يتوجه فيه نتنياهو وغانتس إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي لمناقشة الخطة، نشطاء فلسطينيون يدعون إلى ’يوم غضب’ ضد الإعلان عنها

هدد المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الأحد من احتمال قيام الفلسطينيين بحل السلطة الفلسطينية، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إدارته ستقوم بنشر خطتها التي طال انتظارها لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين هذا الأسبوع.
وقال أبو ردينة لإذاعة “صوت فلسطين” الرسمية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) على موقعها الإلكتروني، إن ” القيادة ستعقد سلسلة اجتماعات على كافة المستويات من فصائل ومنظمات وغيرها للإعلان عن الرفض القاطع لأي تنازل عن القدس”.
وأضاف “أن القيادة ستدرس الخيارات كافة بما فيها مصير السلطة الوطنية، وأي قرار سيخرج سيكون مدعوما عربيا ودوليا”.
وكانت القيادة الفلسطينية في رام الله قد هددت في الماضي في أكثر من مناسبة بحل السلطة الفلسطينية ونقل المسؤولية عن توفير الخدمات للفلسطينيين إلى إسرائيل، لكنها لم تتخذ حتى الآن أي خطوات رئيسية في هذا الاتجاه.
في حال قام الفلسطينيون بحل السلطة الفلسطينية، سيخسر آلاف الموظفين الحكوميين وظائفهم.
وهدد مسؤولون فلسطينيون آخرون بوضوح بالتراجع عن بنود رئيسية في اتفاقات أوسلو، التي تحدد علاقات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، إذا أعلن ترامب عن خطته للسلام. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، لوكالة “فرانس برس” إن منظمة التحرير الفلسطينية تحتفظ بحقها في “إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية”، في حال قام ترامب بالكشف عن الخطة.

وأضاف عريقات أن “إعلان الخطة سيخلق واقعا جديدا” و”يحوّل الاحتلال من احتلال مؤقت إلى دائم”.
ويسعى الاتفاق الإسرائيلي-الفلسطيني المؤقت، الذي تم التوقيع عليه في عام 1995، إلى تفعيل أول اتفاق من اتفاقات أوسلو الذي تم التوقيع عليها قبل عامين من ذلك. ويحدد الاتفاق المؤقت، الذي يُطلق عليه أحيانا اسم “أوسلو 2″، نطاق الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة. وكان من المفترض أن يستمر الاتفاق المؤقت لخمسة أعوام فقط حتى الانتهاء من العمل على صياغة اتفاق دائم، لكن هذه المرحلة مستمرة ضمنيا لأكثر من عقدين من الزمن.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “أزرق أبيض”، بيني غانتس، بشكل منفصل الإثنين بشأن خطة إدارته. وقال نتنياهو إنه سيلتقي بالرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء أيضا.
ونقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية لم تذكر اسمها الخميس أن خطة الإدارة الأمريكية تنص على سيادة إسرائيلية في القدس وفي أكثر من مئة مستوطنة وإقامة دولة فلسطينية بشرط أن تتخلى حركة “حماس” عن سلاحها واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية وبالقدس عاصمة لها.
وذكرت القناة أيضا أن الخطة الأمريكية ستمنح إسرائيل سيطرة أمنية كاملة في منطقة غور الأردن، وتنص على تبادل أراض ضئيل وإمكانية استيعاب بعض اللاجئين الفلسطينيين في إسرائيل؛ كما أفادت الشبكة التلفزيونية أنه في حال قبلت إسرائيل بالخطة ورفضها الفلسطينيون، فسيكون لإسرائيل دعم أمريكي للبدء في ضم المستوطنات من جانب واحد.

ولطالما دعت القيادة الفلسطينية إلى إنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها وإلى حل “عادل” لقضية اللاجئين.
وأعلن إئتلاف “القوى الوطنية والإسلامية” في رام الله والبيرة، وهو مجموعة من النشطاء المحليين، الأحد عن أن اليوم الذي ستعلن فيه إدارة ترامب عن الخطة سيكون “يوم غضب”، حسبما ذكرت وكالة “وفا”.
كما دعت المجموعة، التي تضم العديد من أعضاء الأحزاب السياسية الفلسطينية المختلفة، إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية وقالت إنها ستعلن عن أوقات محددة ل”الأنشطة المتعلقة بمواجهة” الخطة الأمريكية في الأيام القريبة، وفقا ل”وفا”.
وفي حين أن بعض الاحتجاجات ضد إدارة ترامب في الضفة الغربية في السنوات الماضية استقطبت آلاف المشاركين، إلا أن مظاهرات أخرى لم تشهد سوى مشاركة بضع عشرات.
منذ أواخر عام 2017، قامت إدارة ترامب باتخاذ عدة خطوات نُظر إليها على أنها تهميش للفلسطينيين: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية في الدولة اليهودية من تل أبيب إلى القدس، وحجب مساعدات أمريكية بمئات ملايين الدولارات عن الفلسطينيين والهيئة الأممية التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى إغلاق المكتب التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
يوم الأحد، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن “القيادة الفلسطينية تبحث مع الأشقاء العرب الخطوات العملية للرد على إعلان الإدارة الاميركية”، بحسب ما ورد في الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الفلسطينية.

وأدلى المالكي بتصريحاته خلال استقباله لعصام الدين عاشور، السفير المصري لدى الفلسطينيين، وفقا لوزارة الخارجية.
وفي حين أن عددا من الدول العربية أظهر انفتاحا أكبر تجاه إسرائيل في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الدول استمرت بالدعوة علنا إلى حل الدولتين.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان أرسل لوكالة “فرانس برس” الأحد إن خطة ترامب هي “مؤامرة القرن لتصفية القضية الفلسطينية (…) وانقلاب فاضح على المنظومة الدولية ومرتكزاتها”.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، إن حركته ترفض “مؤامرة صفقة القرن”، مستخدما عبارة يستخدمها الفلسطينيون عادة للإشارة إلى الخطة الأمريكية بسخرية.
ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس.