إسرائيل في حالة حرب - اليوم 531

بحث

الفلسطينيون يعودون إلى الجزء الشرقي من محور نتساريم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه

مصادر في القطاع تؤكد انسحاب القوات بشكل كامل من المنطقة العازلة الرئيسية؛ الجيش الإسرائيلي لم يعلّق على الانسحاب بعد

أكدت مصادر في قطاع غزة أن القوات الإسرائيلية انسحبت من محور نتساريم وسط قطاع غزة بالكامل ليل السبت الأحد، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.

وبعد انسحاب القوات من المحور الذي يقسم القطاع جنوب مدينة غزة، شوهد فلسطينيون وهم يعودون إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للاجتياح البري للقطاع.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الانسحاب بعد.

بموجب الخطوط العريضة للاتفاق، في اليوم الـ 21 من اتفاق وقف إطلاق النار، يجب على إسرائيل الانسحاب من المحور الذي يقسم القطاع بالكامل، والاحتفاظ فقط بوجود في منطقة عازلة تمتد إلى حوالي كيلومتر واحد داخل غزة.

ولا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة في محور فيلادلفيا، منطقة الحدود بين مصر وغزة. وبموجب الاتفاق، يتعين على إسرائيل، في اليوم الخمسين من وقف إطلاق النار، استكمال انسحابها من هذا المحور.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية التي تديرها حماس لوكالة “فرانس برس” إن القوات الإسرائيلية “فككت مواقعها ونقاطها العسكرية وانسحبت كليا الدبابات من مفترق نتساريم على طريق صلاح الدين، إذ سمح للمركبات المرور بالاتجاهين”.

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان عدم وجود قوات إسرائيلية الأحد في المكان.

وعند سؤاله عن الانسحاب الذي تم يوم الأحد، قال مسؤول أمني إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس: “نستعد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار تبعا لتعليمات الدوائر السياسية”.

وأفاد صحافيون من وكالة فرانس برس أن سيارات وحافلات وشاحنات صغيرة وحتى عربات تجرها الحمير شوهدت تسير على طريق صلاح الدين من الشمال والجنوب.

ولقد انسحبت القوات الإسرائيلية من مواقعها في الجزء الغربي من محور نتساريم قبل نحو أسبوعين، حيث سمحت إسرائيل للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال القطاع مشيا على الأقدام عبر الطريق الساحلي وبالمركبات على طريق صلاح الدين.

ومع الانسحاب يوم الأحد، أصبح بإمكان سكان شمال القطاع الآن عبور الممر المتجه جنوبا بالمركبات.

عندما أعيد فتح الجزء الغربي من محور نتساريم لأول مرة أمام حركة المشاة والسيارات في يناير، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكثر من 370 ألف نازح فلسطيني عادوا إلى شمال غزة في اليومين الأولين بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.

تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها من الجو النازحين من غزة وهم يسيرون باتجاه مدينة غزة في 27 يناير 2025، بعد عبور محور نتساريم من جنوب قطاع غزة. (AFP)

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت حماس آلاف المسلحين في اقتحام جنوب إسرائيل حيث قُتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين. كما اختطف المسلحون 251 شخصا من جميع الأعمار لاحتجازهم كرهائن في غزة.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية لتدمير حماس وإنقاذ الرهائن. كان القتال في شمال غزة أكثر كثافة من أي مكان آخر في الجيب الساحلي، وأُمر المدنيون هناك مرارا وتكرارا بإخلاء مناطق القتال والمغادرة إلى الجنوب، حيث أنشأ الجيش الإسرائيلي منطقة إنسانية.

في بداية الهجوم البري الإسرائيلي ضد حماس في أواخر أكتوبر 2023، كان محور نتساريم مجرد آثار تركتها مركبات الجيش الإسرائيلي، ولكن على مدار الأشهر التالية، أنشأ الجيش طريقا بطول حوالي ستة كيلومترات يمتد من الشرق إلى الغرب على طول الممر، كجزء من الجهود الرامية إلى منع الفلسطينيين من العودة إلى شمال غزة بعد النزوح جنوبا.

صورة لمحور نتساريم في وسط قطاع غزة، 26 ديسمبر، 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

في نهاية المطاف، تم تعبيد الطريق على طول الممر، وتحولت المنطقة المحيطة إلى منطقة عازلة لتأمين الطريق من هجمات حماس.

وبمرور الوقت، وسع الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة، من بضع عشرات من الأمتار على كل جانب من الطريق إلى حوالي 47 كيلومترا مربعا من الأرض، أو حوالي 13٪ من إجمالي أراضي القطاع.

وتم تدمير مئات المباني في هذه العملية، مما أدى إلى محو القرى الفلسطينية في المنطقة. وزعم الجيش أنه كان من الضروري هدم المباني لتأمين الممر بشكل كاف، حيث كانت حماس تستخدم المباني لشن هجمات على القوات.

وفي المنطقة العازلة، أقام الجيش أكثر من عشرة مواقع عسكرية صغيرة وأربع قواعد عملياتية متقدمة على الأقل، وقام ببناء البنية الأساسية مثل خطوط المياه وأبراج الإنترنت. ومع ذلك، أصر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي على أن كل البنية التحتية الأساسية في الممر مؤقتة ويمكن إزالتها في غضون مهلة قصيرة.

داخل قاعدة عمليات متقدمة للجيش الإسرائيلي في محور نتساريم في وسط قطاع غزة، 26 ديسمبر، 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، من المقرر أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من جميع مواقعه في المحور، مما يسمح بحرية حركة الفلسطينيين إلى شمال غزة – وهو أحد مطالب حماس الرئيسية خلال المفاوضات بشأن صفقة الرهائن.

حتى الآن، افرجت الحركة عن 16 رهينة – مدنيين ومجندات – خلال وقف إطلاق النار، الذي بدأ في شهر يناير، مقابل الافراج عن مئات السجناء الفلسطينيين، من بينهم العديد من المدانين بالإرهاب. كما أطلقت الحركة سراح خمسة مواطنين تايلانديين في اتفاق جانبي.

وأفرجت حماس عن 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، وأطلقت سراح أربع رهائن قبل ذلك.

وأنقذت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 40 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

كما تحتجز حماس مدنييّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جندي إسرائيلي قُتل في عام 2014. كما تم استعادة رفات جندي إسرائيلي آخر، قُتل هو أيضا في عام 2014، من غزة في يناير.

اقرأ المزيد عن