الفرق العسكرية الإسرائيلية تنقذ 4 أشخاص خلال عمليات الإنقاذ في جنوب تركيا المنكوبة
لقطات فيديو تظهر لحظات انتشال شابة وفتى وهما على قيد الحياة من تحت الأنقاض؛ وصول الفريق العسكري الأولي لإنشاء مستشفى ميداني
قال مسؤولون إن فرق البحث والإنقاذ العسكرية الإسرائيلية عملت ليل الثلاثاء وفجر الأربعاء على انتشال أربعة مدنيين أتراك على الأقل من تحت الأنقاض في المناطق الواقعة في جنوب شرق تركيا المتضررة من الزلزال المدمر، الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص.
حطت طائرة تقل وفدا تابعا للجيش الإسرائيلي يضم نحو 150 خبيرا فى البحث والإنقاذ من قيادة الجبهة الداخلية فجر الثلاثاء في تركيا. كما أرسل الجيش وفدا ثانيا، مكونا من 230 شخصا، لإنشاء مستشفى ميدانيا في المنطقة.
ليل الثلاثاء، أعلن الجيش إن فرق قيادة الجبهة الداخلية نجحت في إنقاذ شابة وصبي كانا محاصرين تحت الأنقاض في منطقتين منفصلتين في كهرمان مرعش.
وقال الميجر (احتياط) متان شنايدر، قائد إحدى الفرق:“كنا في طريقنا إلى موقع متضرر، عندما تم استدعاؤنا من قبل سكان محليين قالوا لنا إنهم سمعوا أصواتا قادمة من تحت الأنقاض… وقمنا بإنقاذ شابة تبلغ من العمر 23 عاما كانت في صحة جيدة وعانت فقط من كسر في الحوض”.
وقال فليكس لوتان، وهو مسعف في منظمة “نجمة داود الحمراء” انضم إلى فرق الجيش الإسرائيلي: “نحن نعمل على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح وقد حددنا وجود شخصين محاصرين تحت الأنقاض”.
وأضاف: “تمكنا من إنقاذ صبي يبلغ من العمر 12 عاما وامرأة تبلغ من العمر 23 عاما من تحت الأنقاض بعد حوالي 48 ساعة، وهما على قيد الحياة. البرد قاس جدا، لذا فالوقت حرج. إننا نبذل قصارى جهدنا لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح في ظل الظروف المعقدة”.
ونشر الجيش لقطات فيديو لعمليات الإنقاذ.
وقال نائب رئيس البعثة الإسرائيلية في تركيا، نداف ماركمان، صباح الأربعاء، إن الفرق الإسرائيلية أنقذت ما مجموعه أربعة مدنيين أتراك، من بينهم أطفال.
في غضون ذلك، وصل فريق أولي للجيش الإسرائيلي إلى تركيا فجر الأربعاء لاستكشاف المنطقة وتحديد مكان إنشاء المستشفى الميداني. وقال مسؤولون إنه من المتوقع أن يتم إنشاء المستشفى مساء الأربعاء.
وفي حديثه للصحفيين بعد ظهر الأربعاء، قال رئيس وفد المساعدات، الكولونيل (احتياط) غولان فاخ، إن الفرق الإسرائيلية كانت الأكثر نجاحا حتى الآن، مع أربع عمليات إنقاذ وعمليتين أخريين يجري العمل عليهما.
وقال فاخ، بينما أقلعت طائرتا نقل ثقيلتان تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي تحملان معدات المستشفى الميداني والمسؤولين الطبيين إلى المناطق المتضررة في جنوب شرق تركيا، إن “الوفد الإسرائيلي هو الأكبر، باستثناء أذربيجان التي أرسلت 400 شخصا. وأعتقد أنه بحلول الليل سنصل إلى 420 شخصا”.
وأضاف: “لقد نفذنا العدد الأكبر من عمليات الإنقاذ حتى الآن. أعتقد أن دولة (إسرائيل) وقيادة الجبهة الداخلية تعرفان كيفية تنفيذ مثل هذه المهام في وقت قصير. السرعة التي وصلنا بها إلى الميدان هي التي أوصلتنا إلى هذه النتائج وآمل أن نحقق المزيد من النتائج قريبا”.
وقال فاخ إن وفود المساعدة من الجيش الإسرائيلي تستمر عادة ما بين تسعة و 14 يوما، وفي هذه الحالة هي مستعدة للبقاء لتلك المدة.
وفي حديثه عن إنقاذ الصبي البالغ من العمر 12 عاما، قال فاخ إن فرق البحث والإنقاذ لم تتوقع وجود ناجين في المبنى.
“حصلت القوات على منطقة وقامت بتمشيطها على الرغم من أنها لم تفترض وجود ناجين، في مثل هذا النوع من الانهيار. زحفوا تحت الأرضية، ووصلوا إلى الطابق السفلي وسمعوا صوتا بدا وكأنه نقيق طائر. اتضح أن الطفل هو من سمعهم وصرخ”.
وأضاف: “لقد أنقذوا صبيا يبلغ من العمر 12 عاما توفي أفراد عائلته الأربعة في [نفس] الغرفة. نزل إلينا من السقف آمنا وسليما وهو يمشي على قدميه. بدا الأمر تماما وكأنه حالة ولادة”.
أطلق الجيش على عملية الإغاثة اسم “أغصان الزيتون”.
يتم إرسال قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي بانتظام حول العالم للمساعدة في الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل وحرائق الغابات والفيضانات وانهيارات المباني.
كما يتم إرسال المستشفى العسكري الإسرائيلي الميداني بانتظام إلى مناطق الكوارث لتقديم الإغاثة الإنسانية.
كما توجهت عدة وفود طبية إسرائيلية من منظمات الطوارئ إلى تركيا لمساعدة السلطات المحلية في علاج ضحايا الزلزال.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين إن إسرائيل تعتزم أيضا ارسال مساعدات إلى سوريا، بما في ذلك الخيام والأدوية والبطانيات.
لكن مصادر سورية نفت بشدة طلب المساعدة من إسرائيل، وقال المتحدث باسم الجيش ران كوخاف للصحفيين إن الجيش لا يشارك في مساعدة محتملة لسوريا.
تعتبر إسرائيل سوريا دولة معادية، وليس بين البلدين علاقات دبلوماسية. ومع ذلك، خلال الحرب الأهلية الدامية في الدولة المجاورة، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية إنسانية ضخمة لمساعدة المدنيين السوريين.
بلغت حصيلة ضحايا الزلزال 11,200 شخصا على الأقل في تركيا وسوريا حتى بعد ظهر الأربعاء.
ويُعتقد أن المئات ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا، حيث قام عمال الإنقاذ بالبحث تحت الأنقاض في المدن والبلدات في جميع أنحاء المنطقة.