بلينكن يصرح مع بدء رحلته السادسة في زمن الحرب إلى المنطقة أن “الفجوات في محادثات الرهائن تضيق”
أثناء تواجده في جدة قبل توقفه في محطتين في القاهرة وتل أبيب، ألقى وزير الخارجية الأمريكي اللوم على حماس لعدم قبول العرض السابق والعودة بمطالب جديدة
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء إن “الفجوات تضيق” بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الهدنة الموسعة واتفاق الرهائن، وذلك في الوقت الذي قام فيه كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بأول محطة من ثلاث محطات في جولته السادسة في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر.
وقال بلينكن لقناة “الحدث” السعودية أثناء وجوده في جدة: “الفجوات تضيق، وأعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن للغاية”.
وكانت الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع واتفاق بشأن الرهائن بحلول بداية شهر رمضان في 10 مارس، لكن الجولات المتعاقبة من المحادثات لم تؤتي ثمارها بعد، حيث ألقت واشنطن اللوم إلى حد كبير على حماس في الأزمة.
وقال بلينكن: “لقد عملنا بجد مع قطر ومصر وإسرائيل لوضع اقتراح قوي على الطاولة… حماس لم تقبله. وعادوا بمطالب أخرى. إن المفاوضين يعملون على ذلك الآن، لكنني أعتقد أنه قابل للتنفيذ إلى حد كبير، وهو ضروري للغاية”.
وأضاف: “إذا كانت حماس تهتم حقا لشعبها الذي تزعم أنها تمثله، فسوف تتوصل إلى اتفاق لأن ذلك سيكون له أثر فوري يتمثل في وقت إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الهائلة للناس، وجلب المزيد من المساعدات الإنسانية ومنح إمكانية وجود شيء أكثر ديمومة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري يوم الاثنين أنه من السابق لأوانه القول بأن الجانبين يقتربان من اتفاق، حيث بدأ المفاوضون في العمل على أمل التوصل إلى اتفاق مستعص لوقف القتال لمدة ستة أسابيع على الأقل وتأمين إطلاق سراح 40 شخصا على الأقل من الرهائن المحتجزين في غزة.
وأمضى رئيس الموساد دافيد برنياع عدة ساعات في الدوحة لإجراء محادثات يوم الاثنين قبل أن يعود بسرعة إلى إسرائيل لإطلاع الحكومة على التقدم الذي تم إحرازه. ويبدو أنه لم يتم تحقيق تقدم يذكر منذ ذلك الحين.
وصل برنياع مع الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين، مع انطلاق ما كان يُتوقع أن تكون مفاوضات غير مباشرة تستمر لأسبوعين في العاصمة القطرية.
تأتي الجهود الجديدة للتوصل إلى هدنة جديدة في أعقاب الاقتراح الأخير الذي قدمته حماس لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح نحو 40 رهينة من النساء وكبار السن والمصابين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
وقال أسامة حمدان، وهو مسؤول كبير في حماس في لبنان، إن الرد الإسرائيلي على رد حماس كان “سلبيا بشكل عام”.
وقال حمدان في مؤتمر صحفي عُقد في بيروت إن الوسطاء نقلوا الموقف الإسرائيلي في اليوم السابق، لكنه كان “سلبيا بشكل عام ولا يستجيب لتطلعات شعبنا”.
وأضاف أن الرد الإسرائيلي “يتراجع عن موافقات قدمها [الإسرائيليون] سابقا للوسطاء” و”من المرجح أن يعيق المفاوضات، ويمكن أن يؤدي إلى طريق مسدود”.
أصبحت المحادثات أكثر إلحاحا مع تحذير مسؤولي الأمم المتحدة من أن القطاع على شفا المجاعة، مما أدى إلى تكثيف الدعوات لدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وزار بلينكن السعودية يوم الأربعاء قبل أن يتوقف في مصر يوم الخميس وإسرائيل يوم الجمعة.
في جدة، ناقش بلينكن أيضا مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان “الحاجة الملحة” لحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الانسانية في غزة التي مزقتها الحرب، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية. والتقى بلينكن في وقت لاحق بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت الوزارة أن بلينكن سيناقش في جدة والقاهرة “المسار السياسي للشعب الفلسطيني بعد الحرب مع ضمانات أمنية لإسرائيل وهيكل للسلام والأمن الدائمين في المنطقة”.
عند الإعلان عن إضافة محطة إسرائيلية ضمن جولة بلينكن الإقليمية في وقت سابق الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر إن الوزير سيناقش الحاجة إلى ضمان هزيمة حماس، “بما في ذلك في رفح”، عندما يصل إلى تل أبيب.
عارضت الولايات المتحدة خطة إسرائيل لشن هجوم بري كبير في رفح هذا الأسبوع، وبدلا من ذلك تضغط من أجل عملية محدودة أكثر في المدينة وأجزاء أخرى من غزة تستهدف قادة حماس العسكريين. تسعى واشنطن أيضا إلى تأمين الحدود بين مصر وغزة لمنع استمرار التهريب، وزيادة المساعدات الإنسانية من خلال نقاط وصول جديدة إلى القطاع، والترويج لبديل قابل للحياة لحكم حماس مرتبط بالسلطة الفلسطينية، حسبما قال مسؤولون أمريكيون لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الثلاثاء.
وتسعى الولايات المتحدة لمناقشة هذه الخطط البديلة مع اثنين من كبار مساعدي نتنياهو، وهما وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، في واشنطن يوم الأحد، لكن القضايا ستكون على جدول أعمال بلينكن خلال زيارته إلى تل أبيب يوم الجمعة.
بدأ مسلحون بقيادة حماس الحرب في غزة عندما اخترق الآلاف منهم الحدود الإسرائيلية واقتحموا بلدات في جنوب إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص، وقاموا باحتجاز 253 آخرين من كافة الأعمار كرهائن في غزة.
وتعهدت إسرائيل بتفكيك الحركة الفلسطينية، وشنت هجوما بريا وجويا غير مسبوق على القطاع، مما أدى إلى تدمير حوالي نصف مساكنه وتشريد ما يزيد عن مليون شخص. ويواجه سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تقريبا انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 31 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل ويشمل حوالي 13 ألف مقاتل من حماس تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة. كما تقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
ويُعتقد أن حوالي 100 رهينة لا يزالون في أسر حماس، إلى جانب جثث أكثر من 30 شخص.