العقوبات الأمريكية الجديدة توجه رسالة مباشرة إلى حكومة بن غفير وسموتريتش
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية نهاية الأسبوع عن سلسلة من العقوبات الإضافية – هذه المرة ضد المنظمات والجمعيات التي حاولت الالتفاف على العقوبات السابقة؛ علاوة على ذلك، العقوبات الجديدة تضيق الخناق حول بن غفير والمقربين منه - في حين قد يجد سموتريش نفسه على قائمة العقوبات التالية
تهدف العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي على عدد من المستوطنين والجمعيات إلى توجيه رسالة تحذير مزدوجة إلى إسرائيل: ليس فقط أن الحكومة الأمريكية تبذل قصارى جهدها ضد أولئك المتورطين في أعمال العنف ضد الفلسطينيين، ولكن الآن أيضا ضد من يحاول جمع الأموال لهؤلاء الأفراد حيث سيواجه هو أيضا قيود وزارة الخزانة الأمريكية.
وفرضت العقوبات الجديدة، من بين أمور أخرى، على منظمتين غير ربحيتين تعملان على جمع الأموال لينون ليفي ودافيد حاي حصادي، وهما مستوطنان تم إدراجهما على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية في الأول من فبراير 2024. صدم القرار في شهر فبراير الوزيرين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير، وفي الأيام التي تلت الإعلان عنه نشر الاثنان بيانات متعددة هاجما فيهل الحكومة الأمريكية.
حتى أن وزير المالية ذهب إلى أبعد من ذلك وأعلن أنه سيعمل على تجنيد مؤسسات الدولة لمساعدة هؤلاء الأفراد. حينها قال سموتريتش: “أجري حديثا مع المشرف على البنوك. والنتيجة واضحة – لا ينبغي السماح بواقع كهذا. وللقيام بذلك، سيتعين علينا إجراء مناقشة متعمقة حول هذا الأمر من حيث الجوانب القانونية والإجرائية مع هدف واضح”.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
في تلك الأيام، أشار سموتريش أيضا إلى البنوك الإسرائيلية: “سأتأكد من أن البنوك لن تلحق الضرر بمواطني إسرائيل بسبب أمر سخيف ليس له أي مبرر. نحن لسنا جمهورية موز تابعة للولايات المتحدة”.
وأوضح سموتريش في كلامه أنه يبحث عن سبل للتحايل على العقوبات الأميركية، وعمليا أوصل رسالة إلى أنصار هؤلاء المستوطنين مفادها: بإمكانكم محاولة مساعدتهم.
من الأشخاص الذين يحاول سموتريتش حمايتهم؟ ينون ليفي، الذي تم إدراجه في قائمة العقوبات بعد أن قاد مجموعة من الأشخاص لمهاجمة الفلسطينيين وحرق حقولهم؛ ودافيد حاي حصادي، الذي بحسب المعلومات “بادر وقاد أعمال شغب، شملت إضرام النار في مركبات ومبان، والاعتداء على مدنيين فلسطينيين، وإحداث أضرار في الممتلكات في حوارة، ما أدى إلى مقتل مدني فلسطيني”. وتم إدراج اثنين آخرين في القائمة الأصلية: شالوم زيخرمان وعينان تنجيل.
مباشرة بعد الدعم المبدئي من وزير المالية، بدأت مجموعات مختلفة بجمع الأموال للمستوطنين الذين فُرضت عليهم العقوبات. وجمعت جمعية “صندوق جبل الخليل” من خلال التمويل الجماعي مبلغا قدره حوالي 140 ألف دولار لينون ليفي، في حين جمعت جمعية “شلوم أسيرايخ” مبلغا قدره 31 ألف دولار لحصادي.
وقال نائب وزيرة الخزانة الأمريكية، والي أدييمو، في إعلانه العقوبات على الجمعيتين: “إن تصرفات الجمعتين تقوض الأمن والسلام والاستقرار في الضفة الغربية، وسنواصل استخدام الأدوات المتاحة لنا لمحاسبة الجناة”.
كما تم فرض عقوبات إضافية منذ يوم الجمعة الماضي على بنتسي غوبشتين ومنظمة “لهافا”. مساء السبت، نشر باراك رافيد في موقع “اللا” الإخباري أن الحكومة الأمريكية تدرس فرض عقوبات على كتيبة “نيتساح يهودا” بسبب سلوك جنود الكتيبة خلال خدمتهم العسكرية في المناطق وبطريقة معينة بسبب حدث صعب بشكل خاص توفي فيه عمر أسعد (80 عاما)، وهو فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية في يناير 2022.
اعتقل جنود “نيتساح يهودا” أسعد – وبعد ذلك قاموا بتقييده وتكميمه قبل أن يتركوه على جانب الطريق طوال الليل. في اليوم التالي عُثر عليه ميتا. الجيش لم يحاكم أيا من الجنود.
إن رسالة الإدارة الأمريكية، من خلال سلسلة العقوبات المذكورة أعلاه، واضحة: طالما أن إسرائيل لا تتعامل مع أعمال العنف المتطرفة ضد الفلسطينيين ولا تحاكم منفذيها، فإن الأمريكيين سوف يفعلون ذلك على طريقتهم. علاوة على ذلك، إذا كان وزير المالية الإسرائيلي يوجه رسائل تعزيز ودعم للمستوطنين الذين تم تجميد حساباتهم، سيتم فرض عقوبات على ذلك أيضا.
بالأمس كان لا يزال من الممكن العثور على الصفحة المخصصة لجمعية “صندوق جبل الخليل” مع مجموعة متنوعة من مشاريع جمع التبرعات على موقع JGive. لكن جمع التبرعات لينون ليفي ليس موجودا. ومن المحتمل أن الجمعية أو الموقع سارعا إلى إزالة المشروع بعد الإعلان الأمريكي.
تقوم جمعية “شلوم أسيرايخ” بجمع التبرعات من خلال الموقع الإلكتروني للجمعية. هناك أيضا، لا يوجد حاليا مشروع محدد لحصادي، لكن بالإمكان العثور على أغراض عامة مختلفة لجمع التبرعات هناك، مثل “مساعدة المُبعدين عن يهودا والسامرة”، “المقاصف ومساعدة عائلات السجناء”، كما تظهر أيضا صور المعتقلين الإداريين والمدانين الذين يصفهم الموقع بأنهم “أسرى صهيون”.
وتشير وزارة الخزانة الأمريكية في قرارها إلى أن جمعية “شلوم أسيرايخ” ذكرت على وجه التحديد أنها تقوم بجمع الأموال بسبب فرض العقوبات على حصادي.
وجاء في البيان “هذه الجمعية، التي يقع مقرها في الضفة الغربية، قامت أيضا بجمع الأموال في الماضي لمجرمين متطرفين مثل ييغال عمير، قاتل رئيس الوزراء يتسحاق رابين عام 1995، وعميرام بن أوليئيل، الذي أدين عام 2020 بقتل الزوجين دوابشة وابنهما الرضيع في حريق متعمد في قرية دوما عام 2015”.
تضييق الحلقة حول بن غفير
يرتبط اثنان من أبرز المقربين لبن غفير بالعقوبات. الأول هو بنتسي غوبشتين، الذي يقدم المشورة لوزير الأمن القومي في عدد من القضايا.
حاول غوبشتين الترشح للانتخابات في السنوات الأخيرة وتم استبعاده من قبل المحكمة العليا بتهمة التحريض على العنصرية، اليوم هو مقرب من وزير الأمن القومي وأصبح الآن على قائمة العقوبات الأمريكية.
والثاني هو رئيس مكتب بن غفير، حنمئيل دورفمان. ولم يتم فرض عقوبات على دورفمان شخصيا، ولكن وفقا لمعلومات التسجيل الخاصة بجمعية “شلوم أسيرايخ”، فقد تم تسجيله كمستشار قانوني للجمعية.
كما أن زوجة بن غفير، أيالا، مرتبطة أيضا بالعقوبات الجديدة. تعمل منظمة “لهافا”، التي فُرضت عليها العقوبات، من خلال منظمة غير ربحية تسمى “الصندوق لإنقاذ إسرائيل”. وفي المعلومات الخاصة بالمنظمة غير الربحية في سجل الجمعيات التابع لوزارة العدل، تم إدراج أيالا بن غفير على أنها موظفة في الجمعية: رئيسة لجنة المراجعة.
خلال الأيام الماضية، نشر الوزير بن غفير عدة تصريحات تتعلق بالقرارات الأمريكية بشأن فرض العقوبات الإضافية. في تعليقاته زعم بن غفير إن الخطوة تنبع من مؤامرة تقف وراءها عناصر معادية للسامية وكارهة لإسرائيل.
من جهة أخرى، وحتى مساء السبت، لم ينشر الوزير سموتريش أي إعلان أو إشارة إلى القرار الأمريكي بفرض عقوبات على المنظمات غير الربحية “شلوم أسيرايخ” أو “صندوق جبل الخليل” أو “لهافا” – ولا إلى قرار فرض عقوبات على غوبشتين. ومع ذلك علق سموتريش يوم السبت على القرار المتوقع بشأن “نيتساح يهودا” ووصفه بأنه “جنون مطلق”.
وتوجه “زمان يسرائيل”، موقع “تايمز أوف إسرائيل” باللغة العبرية، للمتحدث باسم وزير المالية للحصول على تعليقه بشأن العقوبات المذكورة أعلاه، ولكن لم يتم تلقي أي رد.
إذا سارع سموتريش الآن إلى الإعراب عن تأييده وتقديم الدعم المالي غير المباشر لغوبشتين أو غيره، فقد يجد نفسه هو أيضا تحت طائلة العقوبات، لأنه لا يبدو أن الأمريكيين ينوون التوقف.