العثور على جثة طفلة بعد أيام من ظهور تسجيلات تستغيث فيها طلبا للمساعدة تحت إطلاق النار في غزة
انتشال رفات هند رجب وأفراد أسرتها ومسعفيّن، بعد مقتلهم؛ لم يصدر تعليق فوري عن الجيش الإسرائيلي
عثر فلسطينيون اليوم السبت على جثة طفلة من أقاربهم عمرها ست سنوات توسلت لرجال الإنقاذ في غزة لإرسال المساعدة بعد أن حاصرتها نيران الجيش الإسرائيلي، كما عثروا على جثث خمسة من أفراد أسرتها ومسعفين خرجا لإنقاذها.
واتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إسرائيل بتعمد استهداف سيارة الإسعاف التي أرسلتها لإنقاذ هند رجب بعد أن أمضت ساعات على الهاتف مع المسعفين تطلب منهم نجدتها وسط دوي إطلاق النار الذي تتردد في أرجاء المكان.
وقال الهلال الأحمر في بيان إن “الاحتلال تعمد استهداف طاقم الهلال الأحمر رغم الحصول على تنسيق مسبق للسماح بوصول مركبة الإسعاف إلى المكان لإنقاذ الطفلة هند”.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب رويترز للتعليق على بيان الهلال الأحمر.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن اقارب هند عثروا على جثتها وجثث خالها بشار حمادة وزوجته وأطفالهما الثلاثة في سيارة بالقرب من منطقة تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
وقال خالها سميح حمادة إن السيارة كانت مليئة بالثقوب التي أحدثتها طلقات الرصاص.
الأهوال التي عانتها هند كشفت عنها مقاطع صوتية مروعة لمكالمتها الهاتفية مع المسعفين قبل 12 يوما، وسلطت الضوء على ظروف لا يمكن تصورها يعيشها المدنيون في مواجهة الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أربعة أشهر على غزة.
واندلعت أحدث حرب بالقطاع في السابع من أكتوبر عندما هاجم مقاتلو حماس إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، يجتاح الجيش الإسرائيلي معظم أنحاء القطاع الفلسطيني تحت قصف مكثف في صراع أسفر عن مقتل أكثر من 28 فلسطينيا، بحسب ما أعلنته السلطات الصحية في غزة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل أكثر من 10 آلاف من عناصر الجناح العسكري لحركة حماس الذين قُتلوا في المعركة وسكان غزة الذين قُتلوا بصواريخ طائشة.
خلال الحرب، أكد الجيش الإسرائيلي أنه يبذل الكثير من الجهود لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، لكن لا يمكن تجنب هذه الإصابات أثناء قتاله المسلحين الذين يتواجدون بين السكان المدنيين ويستخدمون المدنيين كدروع بشرية.
ويواجه الجيش انتقادات دولية شديدة بسبب عدد القتلى والجرحى.
???????????? « Venez me chercher, j’ai tellement peur »
Hind Rajab n’avait que 6ans. Elle était en voiture avec sa famille pour fuir la mort. Les chars israéliens les arrêtent et assassinent sa famille de sang-froid. Elle sera la seule survivante, tentant d’appeler les secours, mais pas… pic.twitter.com/wI8FEKSMrd
— David Guiraud (@GuiraudInd) February 10, 2024
وجاء في المقاطع الصوتية التي نشرها الهلال الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر نداء للمسعفين أطلقته في البداية ليان حمادة (15 عاما)، ابنة خال هند، قائلة إن دبابة إسرائيلية كانت تقترب قبل أن تنطلق الطلقات وتتعالى صرخات الفتاة.
ويُعتقد أن هند كانت الناجية الوحيدة بعد إطلاق النار إذ بقيت على الخط لثلاث ساعات مع المسعفين الذين حاولوا تهدئتها بينما كانوا يعملون على إرسال سيارة إسعاف.
وسُمع صوت هند وهي تبكي بشدة في تسجيل صوتي آخر وتتحدث إلى عاملة بالهلال الأحمر الفلسطيني “خذيني تعالي. أمانة خايفة تعالي. رني على حدا يجي يأخذني”.
What remains of the PRCS ambulance sent to rescue Hind Rajab 12 days ago. The ambulance was bombed by the Israeli occupation, resulting in the deaths of the crew, Yusuf Al-Zeino and Ahmed Al-Madhoun.#Gaza #NotATarget ❌#IHL #TheyKilled_Hind_YousefAndAhmed pic.twitter.com/TrCqRSvZYA
— PRCS (@PalestineRCS) February 10, 2024
وأرسل المسعفون سيارة الإسعاف بعد أن رأوا أنه من الآمن الاقتراب من المنطقة، وكان بالسيارة مسعفان هما يوسف زينو وأحمد المدهون.
وسرعان ما انقطع الاتصال بكل من فريق الإسعاف وهند مما أصاب عائلاتهم وزملاءهم وكثيرين حول العالم بالقلق بشأن مصيرهم.