إسرائيل في حالة حرب - اليوم 589

بحث

العاهل الأردني يدعو إلى وقف إطلاق نار “دائم” ويقول إن هجوم 7 أكتوبر غير مقبول عند المسلمين

متحدثا إلى جانب بايدن، قال الملك عبد الله الثاني إنه يجب على المجتمع الدولي تكثيف الجهود للتوصل إلى "سلام شامل"؛ الرئيس الأمريكي يروج لاتفاق لوقف مؤقت للقتال

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يتحدث بينما يستمع الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، 12 فبراير 2024، في واشنطن. (AP Photo/Andrew Harnik)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يتحدث بينما يستمع الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، 12 فبراير 2024، في واشنطن. (AP Photo/Andrew Harnik)

وجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أحد أشد انتقاداته للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، قائلا أن الهجوم يجب أن يكون مرفوض بالنسبة للمسلمين، ودعا إلى وقف إطلاق نار “دائم” من شأنه أن ينهي الحرب في غزة، التي أثارها الهجوم غير المسبوق.

وفي حديثه إلى جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض يوم الاثنين، قال عبد الله إن “جميع الهجمات ضد المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال، بما في ذلك تلك التي وقعت في 7 أكتوبر، لا يمكن أن يقبلها أي مسلم. وكما أكدت سابقا، يجب علينا التأكد من أن فظائع الأشهر الماضية منذ 7 أكتوبر لن تتكرر أبدا، ولن يقبلها أي إنسان”.

وأضاف: “علينا، مع الشركاء العرب والمجتمع الدولي، تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة والبدء فوراً في العمل على خلق أفق سياسي يؤدي إلى سلام عادل وشامل” على حدود ما قبل عام 1967.

وتابع: “هذا هو الحل الوحيد الذي سيضمن السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك للمنطقة بأكملها”.

وكان لقاء يوم الاثنين هو أول لقاء مباشر بين بايدن وعبد الله منذ هجوم 7 أكتوبر، حيث أشاد الرئيس الأمريكي بزميله الأردني باعتباره لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط المضطرب.

وكان من المقرر أن يسافر بايدن إلى الأردن لإجراء محادثات مع عبد الله عندما زار إسرائيل بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر، لكن الاجتماع ألغي بعد انفجار في مستشفى في غزة ألقي باللوم فيه زورا على إسرائيل، وأثار غضبا في جميع أنحاء العالم العربي.

الرئيس الأمريكي جو بايدن والملك عبد الله الثاني يصلان للتحدث إلى الصحافة في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 12 فبراير، 2024. (Jim WATSON / AFP)

وكانت واشنطن المحطة الأولى في جولة العاهل الأردني التي ستشمل أيضا كندا وفرنسا وألمانيا، وسط تصاعد الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس هناك.

وبدأ عبد الله تصريحاته بعد اجتماعه في البيت الأبيض بالتحذير من خطط إسرائيل للتقدم إلى مدينة رفح في أقصى جنوب غزة، آخر معقل لحماس في القطاع، والتي تعد هدفًا حاسمًا في الحرب بالنسبة لإسرائيل لأنها نقطة تهريب رئيسية للفصائل المسلحة في القطاع.

وقالت إسرائيل إن عمليتها في رفح مهمة لتفكيك كتائب حماس المتبقية. وقد عارضت واشنطن أيضا العملية دون وجود خطة “موثوقة” لحماية أكثر من مليون فلسطيني يحتمون بالمدينة، بعد أن دفعهم الهجوم العسكري الإسرائيلي في شمال ووسط القطاع جنوباً.

ولا يزال من غير الواضح أين سيتمكنون من النزوح، لأن إسرائيل تعارض السماح للفلسطينيين بالعودة إلى الشمال، الذي تم تدميره إلى حد كبير، وترفض مصر قبول اللاجئين بسبب مخاوف من أن إسرائيل لن تسمح لهم بالعودة إلى غزة بعد الحرب.

لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشار إلى أنه سيتم السماح للمدنيين بالإخلاء أولا.

وقال عبد الله: “لا نستطيع تحمل هجوم إسرائيلي على رفح. ومن المؤكد أن يؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية أخرى”.

وأضاف أن “الوضع لا يطاق بالفعل لأكثر من مليون شخص تم دفعهم إلى رفح منذ بدء الحرب. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونترك هذا الأمر يستمر. نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن. هذه الحرب يجب أن تنتهي”.

“التهديد المحتمل بتهجير الفلسطينيين خارج حدود غزة والضفة الغربية هو أمر ننظر إليه بقلق بالغ ولا يمكن السماح به”.

وتطرق أيضا إلى الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية، معربا عن قلقه إزاء مقتل حوالي 400 فلسطيني في تلك المناطق منذ 7 أكتوبر.

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يتحدث بينما يستمع الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، 12 فبراير 2024، في واشنطن. (AP Photo/Andrew Harnik)

وقُتل معظم هؤلاء الفلسطينيين في اشتباكات أو هجمات ضد قوات الجيش الإسرائيلي، رغم مقتل بعضهم خلال مواجهات مع المستوطنين.

وحذر العاهل الأردني من أن “تصعيد المستوطنين المتطرفين المستمر في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس وتوسيع المستوطنات غير القانونية سينشر الفوضى في المنطقة بأكملها”، مدعيا أنه “لا يسمح للغالبية العظمى من المصلين المسلمين بدخول المسجد الأقصى والكنائس المسيحية أعربت أيضًا عن مخاوفها بشأن القيود والتهديدات المتزايدة وغير المسبوقة”.

وأضاف: “من المهم أيضا التأكيد على أنه لا يمكن القبول بفصل الضفة الغربية وغزة”، داعيا إلى إنهاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية على تلك المناطق. “الحلول العسكرية والأمنية ليست الحل. لن تتمكن أبداً من إحلال السلام”.

كما حث على مواصلة الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وسط المزاعم بأن 12 من موظفيها شاركوا في هجوم 7 أكتوبر. وكانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي جمدت تمويل المنظمة.

وقال عبد الله: “لا توجد وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة يمكنها أن تفعل ما تفعله الأونروا، لمساعدة سكان غزة خلال هذه الكارثة الإنسانية”.

وأضاف إن “عملها في مناطق العمليات الأخرى، خاصة في الأردن، حيث يوجد 2.3 مليون (لاجئ) مسجل، يعد أمرا حيويا أيضا. من الضروري أن تستمر الأونروا في تلقي الدعم الذي تحتاجه لتنفيذ مهام تفويضها”.

تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها خلال جولة لوسائل الإعلام نظمها الجيش الإسرائيلي في 8 فبراير 2024، جنودا إسرائيليين داخل مجمع تم إخلاؤه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة غزة. (JACK GUEZ / AFP)

وفي حديثه بعد عبد الله، أكد بايدن أنه لا ينبغي المضي قدما في أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح “دون خطة موثوقة لضمان السلامة والدعم” لأكثر من مليون شخص لجأوا هناك.

“لقد كنا واضحين منذ البداية بأننا نعارض أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة”، كرر الرئيس.

وقال إن الولايات المتحدة تعمل على ضمان بقاء معبري رفح وكرم أبو سالم مفتوحين أمام المساعدات الإنسانية وفتح معابر إضافية.

ودعت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي إلى فتح معبر إيريز من قبل إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات المباشرة إلى شمال غزة. وشدد بايدن أيضًا على ضرورة أن يتمكن عمال الإغاثة من تقديم المساعدة بأمان في جميع أنحاء غزة بمجرد دخولها إلى القطاع، وسط مخاوف متكررة من وكالات الإغاثة من أن آليات منع الاشتباك التي وضعها الجيش الإسرائيلي غير كافية، وتؤدي إلى العديد من الهجمات على قوافل المساعدات.

وأشاد بايدن أيضا بجهود الأردن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرًا إلى عمليات الإنزال الجوي التي انضم إليها الملك نفسه.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يصل مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للتحدث في البيت الأبيض، 12 فبراير 2024، في واشنطن. (AP Photo/Andrew Harnik)

“إننا نعمل على تهيئة الظروف الملائمة للسلام الدائم… مع ضمانات أمنية إسرائيلية وتحقيق تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولتهم. هذا هو المسار الوحيد الذي يضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل”.

“لتحقيق ذلك، يجب على الفلسطينيين أيضًا اغتنام الفرصة. ويجب على السلطة الفلسطينية إجراء إصلاحات عاجلة حتى تتمكن من تقديم الخدمات بفعالية للشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وغزة”، تابع بايدن.

“بمجرد انتهاء سيطرة حماس على غزة. يجب على [السلطة الفلسطينية] أن تستعد لبناء دولة تقبل السلام، ولا تؤوي جماعات إرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي”.

“لقد بدأنا بدمج المنطقة لتحقيق السلام بين إسرائيل وجميع جيرانها العرب، بما في ذلك الدولة الفلسطينية [المستقبلية]. وكانت هذه الجهود جارية بالفعل قبل هجمات 7 أكتوبر. الأمر أكثر إلحاحًا اليوم”، قال.

وبدأ الرئيس الأمريكي حديثه بالتأكيد على أن يوم 7 أكتوبر “كان اليوم الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهودي منذ المحرقة”.

وأشار إلى أن 134 رهينة ما زالوا في غزة وأن عائلاتهم “لا تعرف كم منهم ما زالوا على قيد الحياة”.

ويعتقد أن 130 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من الأسر خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثلاثة رهائن على قيد الحياة، وتم استعادة جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 29 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا على معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.

كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.

وتحتجز حماس أيضا رفات جنديي الجيش الإسرائيلي أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين، وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة حماس، التي يختبئ عناصرها في أنفاق تحت البنية التحتية المدنية، “بما في ذلك المدارس والملاعب والأحياء”.

كما أقر بأن الشعب الفلسطيني “عانى أيضا من ألم وخسارة لا يمكن تصورهما”.

وتابع بايدن قائلا إن “عددا كبيرا جدا من بين أكثر من 27 ألف فلسطيني قتلوا في هذا الصراع كانوا من المدنيين الأبرياء، بما في ذلك آلاف الأطفال. مئات الآلاف لا يستطيعون الحصول على الغذاء والماء والخدمات الأساسية الأخرى. لقد فقدت العديد من العائلات ليس شخصًا واحدًا فحسب، بل فقدت العديد من أقاربها ولا يمكنها الحداد عليهم، بل وحتى دفنهم لأن القيام بذلك ليس آمنًا. إنه أمر مفجع”.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 28 ألف شخص قُتلوا منذ بداية الحرب، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل ويُعتقد أنها تشمل مدنيين وعناصر في حماس قُتلوا في غزة، بما في ذلك جراء صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 10 آلاف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وقال بايدن إنه يعمل “على إيجاد السبل لإعادة جميع الرهائن إلى وطنهم، وتخفيف الأزمة الإنسانية، وإنهاء التهديد الإرهابي وإحلال السلام في غزة وإسرائيل من خلال حل الدولتين”.

وسلط بايدن الضوء على إطار صفقة الرهائن الذي ساعد في صياغته مع وسطاء مصريين وقطريين والذي من شأنه أن يشهد هدنة لمدة ستة أسابيع على الأقل، “والتي يمكننا بعد ذلك [استخدامها] لبناء شيء أكثر استدامة”.

وقال إنه شجع القادة الإسرائيليين على “مواصلة العمل لتحقيق الاتفاق”، بعد أن وصف نتنياهو استجابة حماس لمطالب الإطار بأنها “وهمية”.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن