العاهل الأردني عبد الله حذر إسرائيل من تجاوز “الخطوط الحمراء” في الأماكن المقدسة في القدس
قال الملك إنه "مستعد تمامًا" للصراع في حال تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، وأعرب عن قلقه بشأن احتمال حدوث انتفاضة ثالثة
حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحكومة الإسرائيلية القادمة من تجاوز “الخطوط الحمراء” الأردنية فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس، بينما أعرب عن قلقه من احتمال اندلاع اضطرابات فلسطينية واسعة النطاق.
في مقابلة مع CNN بثت يوم الأربعاء، سُئل عبد الله عما إذا كان يعتقد أن هناك تهديدات للوضع الراهن ودور الأردن في القدس.
يعتبر الأردن نفسه وصيًّا على الحرم القدسي، مما قد يؤدي إلى صدام محتمل مع المشرعين المتشددين من ائتلاف رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو مثل رئيس حزب “عوتسما يهوديت” إيتامار بن غفير، الذي يدفع لتعزيز سيادة إسرائيل على الموقع المقدس في القدس والسماح بالعبادة اليهودية هناك.
وقال عبد الله دون ذكر أسماء: “هناك دائمًا أشخاص سيحاولون الدفع بهذا الأمر وهذا مصدر قلق”.
“إذا أراد الناس الدخول في صراع معنا، فنحن مستعدون تمامًا. أريد دائما أن +ننظر إلى نصف الكأس الممتلئ+، لكننا وضعنا خطوطًا حمراء وإذا أراد الناس تجاوز تلك الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك”، أضاف.
وأشار عبد الله إلى أن “هناك الكثير من الناس في إسرائيل القلقون بقدر قلقنا”.
ويضم الحرم القدسي المسجد الأقصى، وهو ثالث أقدس المواقع الإسلامية. ويعتقد اليهود أيضًا أنه الموقع التاريخي للمعبدين اليهوديين القديمين، مما يجعله أقدس موقع في اليهودية.
وسيطرت إسرائيل على الحرم القدسي والبلدة القديمة في القدس من الأردن في حرب الأيام الستة عام 1967. لكنها سمحت لهيئة الأوقاف الأردنية بالاحتفاظ بالسلطة الدينية على الحرم. وبموجب معاهدة السلام لعام 1994، اعترفت إسرائيل بـ”دور عمان الخاص… المواقع الإسلامية المقدسة في القدس”.
הנה החלק הרלוונטי מהריאיון של מלך ירדן עבדאללה השני ל- @CNN
"תמיד יש אנשים שידחפו לשינוי במעמד המקומות הקדושים…
אם אנשים רוצים להיכנס לעימות איתנו – אנחנו מוכנים. אני רוצה להסתכל על חצי הכוס המלאה, אבל יש לנו קווים אדומים. אם יחצו אותם- נתמודד עם זה" https://t.co/Nhx0mR4Tz9 pic.twitter.com/SS1vadxspE— Shahar Alharal (@ShaharAl2) December 28, 2022
وقد تثير التغييرات الصغيرة في الموقع أو في هذا الترتيب احتجاجات يمكن أن تتصاعد خارج الأردن أو الفلسطينيين إلى العالم الإسلامي الأوسع.
لطالما دفع بن غفير وغيره من السياسيين اليمينيين المتطرفين لتغيير الوضع الراهن، الذي يُسمح بحسبه فقط للمسلمين بالعبادة داخل الحرم، بينما يمكن لليهود زيارة الموقع دون أداء الصلوات هناك.
وسيرأس زعيم “عوتسما يهوديت” وزارة الأمن القومي الجديدة التي تشرف على الشرطة في الحكومة المقبلة. وتضع الشرطة الإسرائيلية السياسات اليومية في الحرم القدسي، مما قد يعطي بن غفير نفوذاً كبيراً على الترتيبات في الموقع.
لكن الاتفاق الائتلافي الذي وقعته كتلة نتنياهو ينص على الحفاظ على الوضع الراهن “فيما يتعلق بالأماكن المقدسة”.
وفي المقابلة مع CNN، سُئل عبد الله أيضًا عما إذا كان قلقًا بشأن احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، بعد أشهر من العنف في الضفة الغربية.
وتميزت الانتفاضة الأولى والثانية، في أواخر الثمانينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، بهجمات قاتلة ضد الإسرائيليين واشتباكات مع القوات بشكل شبه يومي.
وقال عبد الله: “يجب أن نقلق من الانتفاضة القادمة. وإذا حدث ذلك، فهذا انهيار كامل للقانون والنظام ولن يستفيد منه الإسرائيليون ولا الفلسطينيون”.
وأضاف: “هذ قنبلة إذا اشتعلت، فلا أعتقد أننا سنكون قادرين على الابتعاد عنها في المستقبل القريب”.
وتم بث المقابلة مع العاهل الأردني قبل يوم من أداء اليمين للحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي من المقرر أن تكون الأكثر يمينية ودينية في تاريخ البلاد.
وخلال ولاية نتنياهو الأخيرة كرئيس للوزراء بين عامي 2009 و2021، تدهورت العلاقات بين القدس وعمان بشكل ملحوظ، حيث قال عبد الله في عام 2019 إن العلاقات كانت “في أدنى مستوياتها على الإطلاق” بعد سلسلة من الأحداث التي دفعت الأردن لاستدعاء سفيره لدى إسرائيل.
وشملت الخلافات البارزة احتضان نتنياهو لحارس أمن أُعيد إلى إسرائيل بعد إطلاق النار على مواطنين أردنيين اثنين – أحدهما هاجمه بمفك – في مقر السفارة الإسرائيلية في عمان في عام 2017، مما أثار رد فعل غاضب من الأردن؛ والقرار الأردني في مارس 2021 بمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك من التحليق فوق الأردن في طريقه إلى أبو ظبي، بعد الغاء زيارة ولي العهد الأمير حسين إلى الحرم القدسي.