العاهل الأردني الملك عبد الله ينضم إلى عملية إسقاط جوي للمساعدات على غزة مع تفاقم الأزمة الإنسانية
مع الملك على متنها، طائرة عسكرية أردنية تسقط إمدادات طبية لمستشفيات ميدانية في القطاع؛ الأونروا تقول إن إمدادات ضخمة من المواد الغذائية مُنعت من مغادرة ميناء إسرائيلي
أفادت قناة “المملكة” التابعة للدولة في الأردن اليوم الأحد إن العاهل الأردني الملك عبد الله شارك في عملية إنزال جوي لتقديم المساعدات لقطاع غزة.
وأظهر مقطع مصور العاهل الأردني بزي عسكري على متن طائرة عسكرية في أحدث إنزال جوي للإمدادات الطبية العاجلة إلى المستشفيات الميدانية التي يديرها الأردن في القطاع الذي مزقته الحرب.
ولم تحدد القناة موعدا لعملية الإنزال الجوي.
وغادر الملك، الذي كان صوتا صريحا في الدعوة إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، يوم الخميس في جولة في العواصم الغربية الكبرى ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن يوم الاثنين للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار.
وقال مسؤولون إن عبد الله سيحث واشنطن على الضغط على إسرائيل لرفع العقبات التي تحول دون تقديم المزيد من المساعدات للفلسطينيين، قائلا إن العقبات تزيد من تفاقم محنة أكثر من مليوني نسمة في القطاع الذين يواجهون خطر المجاعة المتزايد.
בכבודו ובעצמו: מלך ירדן, עבדאללה השני, השתתף לאחרונה באופן תקדימי במבצע הצנחה מהאוויר של סיוע הומניטרי לתוך בית החולים שדה של הממלכה בצפון עזה pic.twitter.com/Vr9Z8Swo0t
— roi kais • روعي كايس • רועי קייס (@kaisos1987) February 11, 2024
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارة إلى عمان في الشهر الماضي بـ”دور [الأردن] القيادي في تقديم المساعدات المنقذة للحياة للمدنيين الفلسطينيين في غزة”.
ونجح الأردن في إقناع إسرائيل بالسماح لبرنامج الأغذية العالمي بإرسال مساعدات إلى غزة عبر طريق بري آخر يبدأ من الأردن، مما ساعد في تخفيف الضغط على معبر رفح الحدودي الرئيسي، الذي يعد محدود القدرة.
ويخشى الأردن، الذي له حدود مع الضفة الغربية، من احتمال انتشار الصراع في غزة، حيث يؤدي العنف الذي يرتكبه مستوطنون مسلحون إلى نزوح جماعي واسع النطاق للفلسطينيين إلى الجانب الآخر من نهر الأردن.
بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر عندما اخترق الآلاف من المسلحين بقيادة حماس الحدود إلى جنوب إسرائيل وشنوا هجوما صادما قتلوا فيه حوالي 1200 شخص، واحتجزوا 253 آخرين كرهائن، وما زالوا يحتجزون 130 منهم، وليس جميعهم على قيد الحياة.
ردا عى الهجوم، بدأت إسرائيل عملية عسكرية جوية وبرية متعهدة بالقضاء على حماس وإنهاء حكم الحركة المستمر منذ 16 عاما في قطاع غزة.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 28 ألف شخص قُتلوا منذ بداية الحرب، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل ويُعتقد أنها تشمل مدنيين وعناصر في حماس قُتلوا في غزة، بما في ذلك جراء صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 10 آلاف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
أدت الحرب إلى نزوح حوالي 85٪ من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بحسب الأمم المتحدة، ويُعتقد أن واحدا من كل 10 أطفال دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية الحاد.
قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، يوم الأحد، إن شحنة تعادل إمدادات شهرية من المواد الغذائية قد تم حظرها في ميناء إسرائيلي.
في الشهر الماضي، فصلت الأونروا 12 من موظفيها بشبهة ضلوعهم في هجمات 7 أكتوبر وفتحت تحقيقا في المزاعم. ونتيجة لذلك، قام عدد من الدول المانحة الرئيسية بتعليق التمويل، وهو ما حذرت الوكالة من أنه قد يؤدي إلى تعليق العمليات في غزة بحلول نهاية فبراير.
وقالت الوكالة الأممية إنها تواجه عقبات إدارية متزايدة من إسرائيل، وكانت شحنة المساعدات المحظورة هي الأحدث منها.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني يوم الأحد “لدينا هنا بيئة معادية تماما للوكالة في الوقت الحالي، لكن هناك بعض القرارات الآن التي بدأت تؤثر على قدرة الوكالة على العمل بشكل صحيح”.
وقال إن الأونروا أُبلغت من قبل أحد المقاولين الذين يقدمون خدمات المعالجة في ميناء أشدود بأنه لم يعد بإمكانه مواصلة العمل مع الأونروا، بعد تعليمات صدرت عن السلطات الإسرائيلية.
وأضاف لازاريني أنه نتيجة لذلك، تم حظر شحنة من تركيا تتكون من 1049 حاوية من الإمدادات بما في ذلك الدقيق والحمص والسكر وزيت الطهي، وهي كافية لتغطية احتياجات 1.1 مليون شخص لمدة شهر، في الميناء.
وأضاف أن الأونروا أبلغت تركيا باحتجاز الشحنة. ولم يصدر تعليق فوري عن السلطات التركية.
متحدث باسم وزارة المالية الإسرائيلية قال إن المسألة في أيدي المستشار القانوني للحكومة لكنه لم يقدم أي تعليق آخر.
في الأسبوع الماضي، أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على منصة “اكس”، تويتر سابقا، أن إسرائيل ستلغي الإعفاءات الضريبية التي قدمتها سابقا للأونروا. وقال لازاريني إنه لم يتم إبلاغ الوكالة رسميا بالقرار، حيث علمت به فقط عندما ظهر البيان على المنصة.
تم إنشاء الأونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم أو فروا منها خلال “حرب الاستقلال” عام 1948 التي صاحبت تأسيس دولة إسرائيل. ولا تزال توزع المساعدات وتوفر التعليم لأحفادهم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وكذلك لبنان والأردن وسوريا.
وتتهم إسرائيل الوكالة منذ مدة طويلة بالمساهمة في الصراع من خلال تعزيز جماعات متطرفة، وهي اتهامات تصاعدت بشكل حاد منذ هجوم السابع من أكتوبر.
يوم السبت، نشر “تايمز أوف إسرائيل” ووسائل إعلام أخرى معلومات حول مركز بيانات تابع لحركة حماس يقع أسفل مقر الأونروا في غزة.
وشمل مركز البيانات تحت الأرض، الذي زاره المراسل الحربي لتايمز أوف إسرائيل يوم الخميس خلال جولة نظمها الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام، غرفة كهرباء، وشاحنات للبطاريات الصناعية، وأماكن سكنية لعناصر حماس المزعومين الذين يقومون بتشغيل خوادم الكمبيوتر.
ونفى لازاريني أن يكون له أي علم بمركز البيانات، وقال إنه في حين أن النتائج “تستحق إجراء تحقيق مستقل”، إلا أنه ليس من الممكن إجراء تحقيق “نظرا لأن غزة منطقة حرب نشطة”.