العائلة وسكان الناصرة يلقون باللائمة على الشرطة في جريمة قتل راح ضحيتها رجل وطفله البالغ عامين
القائد السابق للواء الشمال في الشرطة يقول إنه كان بالإمكان منع الحادثة لو استثمرت القوة موارد أكبر في المدينة العربية
في أعقاب جريمة قتل مزدوجة وقعت في الناصرة وراح ضحيتها فراس الهيب وابنه ابن العامين فارس، اتهم والد فراس، خالد، الشرطة يوم الأربعاء بأنها لم تبذل جهودا كافية لمنع وقوع الجريمة.
متحدثا لموقع “واينت” الإخباري، قال الهيب إن اللوم يقع على الشرطة، حيث أنها كانت على علم بالوضع المتفجر في المدينة لكنها لم تفعل شيئا حيال ذلك.
وقال: “إنهم يعرفون كل شيء. كانوا يعلمون أن شخصا قُتل [في الناصرة] قبل أسبوع”.
ورفض الهيب افتراض المفوض العام للشرطة الذي اعتبر أن خلفية الحادث صراع بين المجرمين، وقال إن نجله لم يكن هدفا ولم يكن متورطا بأي نشاط إجرامي.
وقال: “هذا غير صحيح. الجميع في الناصرة يعرفنا”.
وكان الهيب هو من وجد نجله وحفيده بعد أن تعرضا لإطلاق النار بينما كان فارس يوقف سيارته أمام منزله.
وقال في مقابلة مع القناة 13: “كنت في المنزل مع زوجتي. سمعنا صوت طلقات نارية من الخارج. خرجت ولم أر أحدا. ثم وصلت ورأيت فارس وابنه فراس ملقى فوقه. كلاها كان مغطى بالدماء. تم نقلهما إلى المستشفى وأُبلغنا أنهما توفيا بعد ثلاثين دقيقة”.
“لم ير حفيدي بعد أي شيء [في الحياة]. كيف يمكن لشخص أن يقتل طفلا يبلغ من العمر سنتين؟ لم أر قط فتى أذكى منه. في روضة الأطفال كانوا يرسلون لنا صورا له كل يوم، ويخبروننا كم هو جيد”.
ويتفق القائد السابق للواء الشمال يعقوب بوروفسكي في الشرطة مع الادعاء بأن الجريمة المزدوجة في الناصرة هي نتيجة مشكلة أوسع كان بالإمكان حلها بموارد كافية.
وقال بوروفسكي لموقع “واينت” الإخباري: “لا يوجد هناك شك. الدولة هي المسؤولة. لم يكن هذا خلافا بين مجرمين. ولكن صراعات مستمرة على القوة. لو كانت الناصرة تملك 20 فريق شرطة مزودا بالمخابرات والتكنولوجيا اللازمة لمعالجة هذه القضية التي حصدت حياة العديد من الأشخاص، لكان بإمكاننا تقليل جرائم القتل بنسبة 80%”.
“لا يمكن تجاهل الواقع والادعاء، هذه مشكلة ثقافية. ينبغي على الشرطة حماية مواطني الدولة، نقطة. إذا كانت هوية قاتل محتمل معروفة لهم، فلا يكفي تحذير الشخص الذي يتعرض للتهديد. الأمر يتطلب تشريعا يحد من حركة المشتبه به. الدولة لا تفعل ما يكفي لمعالجة هذه القضية”.
ووصف مرشد سياحي محلي الجو العام في الناصرة بعد عملية القتل الأخيرة، وقال لموقع “واللا” الإخباري إن “الجميع هنا يشعر بالفزع”، فيما تستعد المدينة العربية للاحتفالات بعيد الميلاد.
وقال: “لا يمكن وصف الألم وعدم الارتياح عندما نواجه مثل هذه الخسارة قبل عيد الميلاد. الأمر يصبح واضحا، حتى بالنسبة لضيوف المدينة”.
وأضاف المرشد السياحي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لموقع واللا أن هناك “شعور كبير بالغضب في صفوف السكان. إنهم غاضبون من جريمة القتل ومن الوضع في المجتمع العربي. إنهم غاضبون لأنهم محبطون. ترك البعض المدينة لهذا السبب”.
אלפים משתתפים בטקס הדלקת עץ חג המולד בכיכר הבשורה, נצרת pic.twitter.com/e8d3MRgZKa
— Asslan Khalil (@KhalilAsslan) December 11, 2022
وقالت الشرطة إن خلفية جريمة القتل على ما يبدو صراع بين المجرمين. وخلال زيارة إلى موقع الجريمة، قال شبتاي إن القتل وقع بسبب “عدد من الصراعات ونتيجة للضغط على عائلات معينة، والتي رأينا دلائل على وجودها على الأرض”.
يوم الثلاثاء، قدم رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد تعازيه لعائلة الهيب وتعهد بأن تبذل السلطات “كل ما في وسعها لتقديم القتلة إلى العدالة”.
ووصف وزير الأمن الداخلي المنتهية ولايته عومر بارليف جريمة قتل الطفل بأنها “مروعة”، وقال إن المسؤولين عنها “مجرمون متوحشون لن يتوقفوا عند أي شيء لإيذاء خصومهم”.
وتعهد بمواصلة حملة السلطات ضد الجريمة في المجتمع العربي، لكنه أضاف أنها “معقدة للغاية ولا توجد طرق مختصرة”.
ترفع جريمة القتل في الناصرة عدد المواطنين العرب الذين قُتلوا في حوادث عنف إلى 110 منذ بداية عام 2022، وفقا لمنظمة “مبادرات إبراهيم” التي ترصد أعمال العنف. من بين الضحايا، قُتل 93 بالرصاص.