“الصهاينة ليسوا يهودا”: متطرفون من الحريديم يضايقون مجندين من مجتمعهم عند مراكز التجنيد
الشرطة تشتبك مع متظاهرين يهتفون ويغلقون الطرق؛ رئيس الأركان يندد بالمتطرفين ويؤكد أن الجيش "بحاجة إلى الجميع"؛ عضو كنيست من الصهيونية الدينية يزور قاعدة لدعم مجند حريدي
تظاهر رجال حريديم يوم الإثنين أمام مركزي تجنيد تابعين للجيش الإسرائيلي، واشتبكوا مع الشرطة بينما ضايقوا المجندين المنضمين إلى الكتيبة الحريدية الجديدة في الجيش.
تجمع مئات المتظاهرين في القدس في ساعات الصباح الباكر، بينما وصل العشرات بالتوازي إلى قاعدة تل هشومير العسكرية في وسط إسرائيل لإغلاق الطرق والاحتجاج على محاولات الحكومة لتجنيد طلاب المعاهد الدينية (الييشيفوت) الحريديم.
تزامنت الاحتجاجات مع تجنيد نحو 70 مجندا في كتيبة الحريديم الجديدة في الجيش، المعروفة باسم كتيبة “حشمونائيم”، إلى جانب 110 مجندين أكبر سنا في وحدة الاحتياط التابعة للكتيبة، بحسب ما أفاد به الجيش. وقد أرسل الجيش نحو 10 آلاف أمر تجنيد إلى رجال حريديم مؤهلين خلال العام الماضي، لكن حوالي 2% فقط امتثلوا للأوامر.
وأظهر مقطع فيديو من تل هشومير عشرات المتظاهرين وهم يضايقون المجندين الجدد الذين رافقهم عناصر من شرطة حرس الحدود إلى داخل القاعدة.
وأثار المشهد غضب عدد من السياسيين في الائتلاف من التيار الديني القومي، بمن فيهم عضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب الصهيونية الدينية، الذي حضر إلى قاعدة تل هشومير بعد الظهر لدعم المجندين.
وردد المتظاهرون هتافات: “سوكوت مثل [يحيى] السنوار!” في إشارة إلى زعيم حماس المقتول، بينما وقف سوكوت بهدوء خلف صف من عناصر حرس الحدود.
תיעוד: המשטרה מנסה לפנות מהכביש מוחים מול בסיס תל השומר ביום גיוס חרדים pic.twitter.com/aoMTcWOJHw
— גלצ (@GLZRadio) April 28, 2025
وقال وزير الداخلية موشيه أربيل، عضو حزب “شاس” الحريدي، لموقع “واينت” إنه يدين بشدة “الأوغاد الذين تصرفوا بعنف تجاه المجندين الحريديم في الجيش الإسرائيلي اليوم”.
وأضاف: “هؤلاء المشاغبون لا يتبعون التوراة ولا يمثلون قيمها”.
في العاصمة، أحاط مئات المتظاهرين بمركز التجنيد في القدس، مغلقين الشوارع المؤدية إلى المنشأة العسكرية الواقعة في حي رومما الحريدي.
وردد المتظاهرون شعارات مثل “الصهاينة ليسوا يهودًا” و”نموت ولا نتجند”. كما غنوا نشيدًا معاديًا للصهيونية والتجنيد يتضمن كلمات: “لا نؤمن بحكومة الكفار” — وهو نشيد تستخدمه طائفة ناطوري كارتا الحريدية المعادية بشدة للصهيونية.

وصاح المتظاهرون بكلمة “חרד”ק” (خارداك) على شرطي يرتدي الكيباه، وهي شتيمة تشير إلى الحريديم الذين يخدمون في الجيش، وتشبه في لفظها بالعبرية كلمتي “حشرة” و”جرثومة”.
وحمل متظاهر شاب لافتة باللغة الإنجليزية كتب عليها: “مجرد وجود الدولة الصهيونية وجيشها النجس يتعارض مع التوراة”.
وجرّ ضباط حرس الحدود المتظاهرين الذين حاولوا كسر صفوفهم والاقتراب من مركز التجنيد، ودفعوهم، وركلوا البعض منهم في عدة حالات.
وفي إحدى اللحظات، اضطر أحد ضباط حرس الحدود إلى تقييد زميله جسديًا لمنعه من دفع أحد المتظاهرين. وقد تمزقت سترات عدة متظاهرين خلال الاشتباكات، وظهر على أحدهم كدمة تحت عينه.

رئيس الأركان: نحن بحاجة إلى تجنيد الجميع
ندد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير بأعمال الشغب.
وقال: “في بداية أسبوع يرمز إلى ذكرى جنود إسرائيل القتلى وأهمية استقلالنا كشعب موحد، أرى أفعال مجموعة من المتطرفين ببالغ الخطورة”.
وأضاف: “وسط حرب متعددة الجبهات، يحتاج الجيش إلى الجميع، وسنواصل العمل لتحقيق هذا الهدف”.
وذكر الجيش أنه يواجه نقصًا في القوى البشرية، ويحتاج حاليًا إلى نحو 12 ألف جندي جديد — 7 آلاف منهم جنود قتاليون.
ويبلغ عدد الرجال الحريديم المؤهلين للخدمة العسكرية حاليًا نحو 70 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما لم يتجندوا بعد.
وقد صرح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عضو الكنيست يولي إدلشتاين (الليكود) أن “الكثير” من الشبان الحريديم “يريدون الخدمة في الجيش” لكنهم “يواجهون العديد من العوائق — اجتماعية ومادية”.

وقال إدلشتاين إن قانون التجنيد المثير للجدل الذي تتم مناقشته حاليًا في لجنته، “سيساعدهم على تجاوز العوائق وسيساعدنا في تجنيدهم في الجيش وتوسيع قاعدة المجندين بالكامل”.
وأضاف: “هم بحاجة إلى مساعدتنا. يريدون مساعدتنا — وهذا ما سنفعله. لا خيار آخر”.
ووفقًا لمديرية القوى العاملة في الجيش، فإن 2% فقط من أصل 10 آلاف رجل حريدي تم إرسال أوامر تجنيد إليهم بين يوليو 2024 ومارس 2025 قد انضموا إلى الجيش.
وبشكل عام، انضم 1,721 حريديًا إلى الجيش منذ بداية دورة التجنيد الحالية العام الماضي.
وأصدرت المحكمة العليا يوم الأحد أمرًا مؤقتًا طالبت فيه الحكومة بتفسير فشلها في إصدار عدد كافٍ من أوامر التجنيد للطلاب الحريديم لتلبية احتياجات الجيش، وكذلك فشلها في تطبيق الأوامر الصادرة.
وطالبت المحكمة الحكومة بتقديم رد مكتوب على تلك الإخفاقات بحلول 24 يونيو.
Anti-enlistment protesters chant “we will die and not enlist” outside the IDF’s Jerusalem enlistment bureau pic.twitter.com/VZgp9xMwar
— Sam Sokol (@SamuelSokol) April 28, 2025
وجاء الأمر في إطار التماسات تطالب المحكمة بأن تأمر الحكومة بتنفيذ حكمها الصادر في يونيو 2024 والذي نصّ على أنه لم يعد هناك إطار قانوني يعفي طلاب الييشيفوت الحريديم من الخدمة العسكرية، وأن على الحكومة أن تبدأ بتجنيدهم.
لكن شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الأحزاب الحريدية في الائتلاف يدفعون نحو تمرير تشريع يكرس الإعفاء من الخدمة العسكرية لطلاب الييشيفوت وأفراد المجتمع الحريدي الآخرين.
ساهم إيمانويل فابيان وطاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير