الشرطة تستخدم قوة كبيرة بالقرب من منزل رئيس الوزراء نتنياهو لتفريق المتظاهرين المطالبين بصفقة الرهائن
اعتقال 12 شخصا على الأقل، والقبض على مراسل تايمز أوف إسرائيل من رقبته في القدس؛ كما أقيمت مظاهرات خارج منزل نتنياهو في قيسارية وفي تل أبيب، حيث أغلق طريق أيالون السريع
تجمع آلاف الإسرائيليين في مختلف أنحاء البلاد مساء الاثنين في نهاية اليوم الثاني على التوالي من الاحتجاجات المطالبة بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن. وفي القدس، قوبل المتظاهرون بقدر كبير من العنف على أيدي الشرطة، التي اعتقلت أكثر من اثني عشر شخصا أثناء إلقاء المتظاهرين على الأرض، بشكل عشوائي على ما يبدو.
اندلعت الاحتجاجات يوم الأحد واستمرت طوال يوم الاثنين، بما في ذلك تنظيم إضراب عام، بعد أن استعاد الجيش الإسرائيلي جثث ستة رهائن من غزة، تم إعدامهم جميعا على يد حماس قبل أيام قليلة.
وفي القدس أطلق المتظاهرون أبواق السيارات التي سمعت في أرجاء حي رحافيا وعلى الطرق القريبة من مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحملوا نقالات ولافتات عليها صور الرهائن، وأشعلوا النيران، وهتفوا “لتكن ذكراهم ثورة”.
وقال شاي موزيس، ابن شقيق الرهينة غادي موزيس، في كلمته أمام الحشود خارج مقر إقامة رئيس الوزراء “مواطني إسرائيل ينزلون إلى الشوارع لأنهم أدركوا أن رئيس وزرائهم قرر التخلي عن المواطنين الإسرائيليين لمقتلهم”.
وفي إشارة إلى إصرار نتنياهو على أن إسرائيل سترفض قبول أي اتفاق يتطلب منها سحب قواتها من محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر، اتهم موزيس رئيس الوزراء بتقديم هذا المطلب وحصوله على موافقة مجلس الوزراء الأمني من أجل “بقائه السياسي”.
وقال موزيس، بحسب القناة 12، إنه “اتخذ هذا القرار خلافا لموقف جميع كبار أعضاء المؤسسة الدفاعية، وعلى الرغم من إدراكه التام لثمنه. لقد تم تحذيره، ومع ذلك قرر التخلي عنهم”.
واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في المظاهرة التي أقيمت بالقرب من منزل نتنياهو في شارع عزة. وألقى عناصر الشرطة بالمتظاهرين على الأرض، بشكل عشوائي على ما يبدو، أثناء اعتقالهم، وتم جر العديد من المعتقلين بالقوة.
ووقع الاعتداء وسط اشتباكات بدأتها قوات الشرطة عندما بدأ الضباط يدفعون المتظاهرين في شارع عزة بعيدًا عن منزل نتنياهو.
وخلال المواجهات، وضع أحد الضباط يده على حلق مراسل تايمز أوف إسرائيل، وأجبر المراسل على التراجع حوالي 30 مترا، على الرغم من أنه عرَّف نفسه كعضو في الصحافة.
كما تم إخلاء أحد المتظاهرين من قبل طاقم طبي بينما كان ينزف من رأسه.
وذكرت قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية أن عددا من المتظاهرين اخترقوا مجموعة من الحواجز التي أقيمت لمنعهم من الاقتراب من مقر إقامة نتنياهو، وأشعلوا نارا في وسط الشارع.
وفي أعقاب أعمال العنف، ادعت الشرطة الإسرائيلية أن المشاركين في الاحتجاج “حاولوا التوجه نحو الشوارع القريبة، دون التنسيق مع الشرطة”.
وأضافت الشرطة في بيانها أن “بعض المتظاهرين بدأوا في الإخلال بالنظام وعبور الأسوار والاشتباك مع الشرطة وإشعال قنابل الإضاءة”.
وفي غضون ذلك، أمام منزل نتنياهو المطل على الشاطئ في مدينة قيسارية، نظم المتظاهرون مظاهرة صاخبة شارك فيها نحو 5000 شخص، وفقا للمنظمين.
وكان أحد المنازل المجاورة لمنزل نتنياهو عليه لافتات معلقة تقول “كفى”، بالإضافة إلى لافتة تحمل شعار الاحتجاج الشعبي “أنت المسؤول، أنت الملام”.
وتجنب الحشد الخطابات لصالح شعارات تم ترديدها عبر مكبرات الصوت مصحوبة بالطبول والأبواق والصافرات والصراخ.
وأُضرمت النيران على الرمال، بينما رفع أحد المتظاهرين لافتة مكتوب عليها باللغة الإنجليزية “أوقفوا الحرب، حرروا غزة من حماس، حررونا من بيبي”.
وفي وقت سابق من اليوم، هتف نحو ألف متظاهر وغنوا وعطلوا حركة المرور في شارع بيجين في تل أبيب. كما قام العشرات بإغلاق طريق أيالون السريع.
وعلى وقع دقات الطبول الصاخبة، تعهد المتظاهرون بعدم التخلي عن الرهائن الذين ما زالوا في أسر حماس.
وكانت هناك ملصقات توصر الرهائن الستة الذين قتلتهم حماس والذين استعادت القوات الإسرائيلية جثثهم يوم السبت، بالإضافة إلى أولئك الذين ما زالوا في الأسر في القطاع الساحلي. كما دعت ملصقات أخرى إلى وضع “القيم قبل كل شيء”، متهمة حكومة إسرائيل بأنها تعمل ضد الأمة.
ونظم اتحاد العمال الهستدروت إضرابا عاما يوم الاثنين للضغط على الحكومة لإبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن. وقال نتنياهو إن الإضراب كان “إظهارًا للدعم” لزعيم حماس يحيى السنوار. وتم إنهاء الإضراب العمالي بأمر من المحكمة، بعد أن اعتبرت طبيعته سياسية وبالتالي غير قانونية.
ويعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 33 شخصاً أكد الجيش مقتلهم.
מפגינים חוסמים את איילון צפון @AnnaPines_ pic.twitter.com/VmqQFiuQOL
— כאן חדשות (@kann_news) September 2, 2024
وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما أطلقت سراح أربعة رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم استعادة جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة رهائن قتلوا بالخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.
وتحتجز حماس أيضًا مدنيين إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.