الشرطة ترفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى؛ وتعتقل 42 فلسطينيا في أعقاب هجوم اطلاق النار في القدس
بعد الإعلان بوقت قصير، أطلق فتى يبلغ من العمر 13 عاما النار وأصاب شخصين؛ المفوض العام للشرطة يرسل فريق لمكافحة الإرهاب إلى العاصمة؛ مخاوف من هجمات انتقام محتملة لمتطرفين من اليمين
أعلنت الشرطة يوم السبت عن رفع حالة التأهب في البلاد إلى أعلى مستوياتها بعد مقتل سبعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم وقع بالقرب من كنيس في حي نيفيه يعكوف في القدس مساء الجمعة.
بعد ساعة من الإعلان، اصيب شخصان بجروح خطيرة في هجوم إطلاق نار ثان نفذه فتى يبلغ من العمر 13 عاما في البلدة القديمة بالقدس.
وأمر المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي بنشر فريق من عناصر وحدة مكافحة الإرهاب “يمام” في الشرطة في القدس في أعقاب الهجومين.
وقال مسؤولون كبار في الشرطة لهيئة البث الإسرائيلية “كان” إنهم سيزيدون من عدد القوات في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في العاصمة. بالإضافة إلى تعزيز قوات الشرطة، أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي تعليمات لزيادة عدد القوات في الضفة الغربية وعلى طول الجدار الفاصل، والاستعداد لتصعيد محتمل في المنطقة.
كما أعربت الشرطة عن مخاوف من وقوع هجمات “تدفيع ثمن” انتقامية محتملة ضد العرب.
وقال مصدر أمني لم يذكر اسمه لموقع “واللا” الإخباري إن مؤسسة الدفاع قلقة للغاية من حدوث تصعيد محتمل من قبل متطرفين يمنيين يهود.
وقال المسؤول “عندما دعا رئيس الوزراء في الأمس الناس إلى عدم أخذ القانون بأيديهم، لم يكن ذلك مبنيا على شعور”، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. “هناك مخاوف كبيرة من حدوث شيء ما سيؤدي إلى إشعال المنطقة. المؤسسة الأمنية على دراية بذلك”.
يوم السبت، أعلنت الشرطة اعتقال 42 شخصا على صلة بهجوم يوم الجمعة في نيفيه يعكوف، الكثيرون منهم من أقارب أو معارف منفذ الهجوم خيري علقم (21 عاما) – وهو من سكان القدس الشرقية وليست لديه أي سوابق أمنية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية إن والد المسلح كان من بين الأشخاص الذين استدعتهم الشرطة للتحقيق.
وقال مسؤولون أمنيون لموقع “واللا” الإخباري إن علقم أظهر مهارات إطلاق نار متطورة نسبيا خلال الهجوم، وأن التحقيق جار لفحص ما إذا كان قد تلقى تدريبا على استخدام الأسلحة.
يوم السبت، واصلت الشرطة رفضها لادعاءات شهود عيان بأن وصول القوات إلى موقع الهجوم استغرق نحو 20 دقيقة، وقالت إن عناصرها اشتبكت مع المسلح وأردته قتيلا بعد حوالي خمسة دقائق من تلقيها البلاغات الأولية بشأن الهجوم.
وقال ضابط في الشرطة عُرف عنه بالاسم الميجور (ج) “توجهنا إلى منطقة الهجوم ولاحظنا سيارة المهاجم وهي تفر من المكان. بدأنا بمطاردة الإرهابي وأطلقنا النار باتجاهه وتوقفت السيارة. خرج الإرهابي وبدا بإطلاق النار باتجاهنا. في مرحلة معينة خرجنا من السيارة، وقمنا بتحييده ومنعنا قتل المزيد من الأبرياء”.
وفقا للشرطة، وصل علقم في سيارة في الساعة 8:13 مساء إلى الكنيس في الحي الواقع بالقدس الشرقية يوم الجمعة وفتح النار على أشخاص خارج الكنيس ومارة آخرين.
الهجوم هو الأكثر دموية الذي شهدته إسرائيل منذ عام 2011، عندما اجتاز مسلحون حدود إسرائيل من شبه جزيرة سيناء المصرية، وقتلوا ثمانية إسرائيليين، وهو أيضا أكثر الهجمات الفلسطينية دموية منذ عام 2008، عندما قتل مسلح من القدس الشرقية ثمانية طلاب إسرائيليين في المعهد الديني “مركز هراف” في القدس.
وجاء هجوم يوم الجمعة بعد أيام من العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة. تصاعدت التوترات بشكل كبير منذ صباح الخميس، عندما أسفرت عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ضد خلية فلسطينية عن مقتل تسعة فلسطينيين – معظمهم من المسلحين وأعضاء الخلية، على الرغم من مقتل مدني واحد على الأقل.
وقال الجيش إن عملية يوم الخميس في مخيم جنين كانت ضرورية لإحباط مخطط هجوم وشيك من قبل خلية محلية تابعة لحركة “الجهاد الإسلامي”. وأن المجموعة قامت بتجهيز متفجرات وأسلحة نارية.
واشادت حركة “حماس” بالهجوم واعتبرته ردا على عملية الجيش الإسرائيلي يوم الخميس، لكن الحركة لم تعلن مسؤوليتها عنه.
وشهد ليل الخميس قيام الفصائل الفلسطينية في غزة بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل ردت عليها إسرائيل بغارات جوية، ولكن بدا أن الجانبين كانا معنيين بتجنب التصعيد إلى حرب شاملة.
كما تصاعدت التوترات في القدس والحرم القدسي يوم الجمعة، على الرغم من مرور صلاة الجمعة في المسجد الأقصى دون حوادث تذكر.
ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس