الشرطة الفرنسية تقتل رجلا أضرم النار في كنيس يهودي؛ وإطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم
في مدينة روان، الشرطة تطلق النار على مسلح في مكان الحادث؛ في السويد، الشرطة تحقق في إطلاق نار في المنطقة، وتعتقل بحسب تقارير عددا من المشتبه بهم

قتلت الشرطة الفرنسية يوم الجمعة بالرصاص رجلا مسلحا أضرم النار في معبد يهودي في مدينة روان شمال البلاد. وفي السويد، أُغلقت السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم بعد إطلاق نار في وقت مبكر من الصباح، بحسب تقارير إعلامية محلية.
وقال مصدر شرطي إن شرطة روان استجابت الساعة 6:45 صباحا بالتوقيت المحلي لبلاغات عن “حريق بالقرب من الكنيس”.
وقال مصدر مقرب من القضية لوكالة “فرانس برس” إن الرجل كان يرفع قضيبا معدنيا وسكينا، واقترب من الشرطة التي أطلقت النار، ولقي الرجل مصرعه”.
وقال رئيس البلدية نيكولا ماير روسينول إن الكنيس تعرض لأضرار جسيمة بسبب الحريق، ولكن لم يصب أي شخص آخر بأذى.
وقال إن بلدة الواقعة في منطقة نورماندي “تشعر بالصدمة” جراء الحادث، مضيفا أن “رجلا مسلحا تسلق بطريقة أو بأخرى الكنيس وألقى جسما، ما يشبه زجاجة حارقة، في غرفة الصلاة الرئيسية”.
وقالت ناتاشا بن حاييم، رئيسة الجالية اليهودية في نورماندي، إن الجدران، والكثير من الأثاث، اسودت بسبب النيران والدخان. “الأمر كارثي. نعم، أنا منزعجة، أنا منزعجة للغاية”، كما قالت للصحفيين.

ووصف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين الهجوم بأنه “عمل معاد للسامية” وندد بالعنف “المشين” ضد السكان اليهود في فرنسا.
وقال دارمانين إن محاولة إشعال النار في الكنيس هي “عمل معاد للسامية ضد مكان مقدس للجمهورية”، مضيفا أنه يأسف للعنف “غير المقبول والخسيس” ضد الجالية اليهودية في فرنسا.
وأضاف دارمانين، خلال مؤتمر صحفي في روان، أن “الشخص الذي أشعل النار في الكنيس في روان لم يكن فرنسيا، بل كان من أصول جزائرية”.
وقال دارمانين إن الرجل لم يتم تصنيفه على أنه متطرف مشتبه به، وأضاف أن المشتبه به سعى إلى الحصول على إذن للبقاء في فرنسا لتلقي علاج طبي، وبعد أن رُفض طلبه، تم وضعه على قائمة المطلوبين لدى الشرطة لاحتمال ترحيله من البلاد.
وأشاد دارمانين بالشرطي البالغ من العمر 25 عاما لاستخدامه سلاح خدمته ضد المعتدي “الخطير بشكل خاص والعنيف بشكل خاص” الذي اندفع نحوه بسكين، قائلا: “لقد كان محقا في القيام بذلك”.
وقال الوزير إنه سيتم تكريم الشرطي لسلوكه “الشجاع للغاية والمهني للغاية”.

وفي ستوكهولم، قال المسؤول الإعلامي بالشرطة، بير فالستروم، لصحيفة “إكسبرسن”، إن دورية للشرطة سمعت أصوات انفجارات عالية، يشتبه في أنها ناجمة عن سلاح ناري. تم تطويق المنطقة بعد الساعة الثانية فجرا بقليل، وفي الساعة 6:30 صباحا كتبت الشرطة أن تحقيقاتها أشارت إلى وقوع إطلاق نار في المنطقة.
وقامت الشرطة بالبحث عن آثار إطلاق نار في السفارة الإسرائيلية .
ولم يعلق فالستروم على ما إذا كانت السفارة هي هدف إطلاق النار المشتبه به.
وتم فتح تحقيق أولي في جريمة خطيرة تتعلق بالأسلحة.
واعتقلت الشرطة السويدية في وقت لاحق صبيا يبلغ من العمر 14 عاما على خلفية إطلاق النار وأعلنت أن السفارة الإسرائيلية كانت الهدف.
وعثرت الشرطة على سلاح غير مؤمن في مسرح الجريمة. وتولى جهاز الأمن السويدي التعامل مع القضية، والذي أشار إلى أن الشرطة تشتبه في الإرهاب.
وأشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن السلطات السويدية تحقق في الحادث وأنه لا تتوفر المزيد من التفاصيل.
في روان، قال حاخام الكنيس، شموئيل لوبيكي، إن زوجته تواجدت في الموقع وقت الهجوم.
وقال: “لقد كان لدينا خوف كبير”، وروى أن زوجته “سمعت طلقات نارية وصراخا… ثم رأت الدخان يتصاعد من الكنيس، فنزلت على الفور وساعدت رجال الإطفاء على دخول الكنيس”.
وقال “لقد توقعنا [الهجمات]، للأسف، بسبب تزايد معاداة السامية. كان لدينا هذا الخوف بداخلنا، ولكن عندما يحدث ذلك بالفعل، فإنه يكون مع ذلك صادما”.

قبل الإبلاغ عن الأضرار الناجمة عن الحريق، كتب دارمانين على منصة “إكس”، إن “الشرطة الوطنية في روان قامت في وقت مبكر من هذا الصباح بتحييد شخص مسلح الذي من الواضح أنه أراد إضرام النيران في كنيس المدينة”.
وكتب ماير روسينول على منصة “اكس”: “ليست الجالية اليهودية فقط هي المتأثرة. إن مدينة روان بأكملها تعاني من الرضوض والصدمة”.
وقال ممثلو الادعاء في روان إن الرجل هدد شرطيا بسكين وأن الأخير استخدم سلاح خدمته. وقال مصدر في الشرطة إنه لم يتم التعرف على هوية القتيل على الفور.
وردا على سؤال لوكالة “فرانس برس”، قال مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب إنه يقوم حاليا بتقييم ما إذا كان سينظر في القضية.
تزايدت التوترات في جميع أنحاء أوروبا بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، مع احتجاجات حاشدة ضد الدولة اليهودية وارتفاع هائل في الحوادث المعادية للسامية.
هذا الشهر، قال رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال إن الارتفاع الحاد في الأعمال المعادية للسامية في فرنسا في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل استمر هذا العام أيضا.
ووصفت المنظمة اليهودية الرئيسية في فرنسا حريق الكنيس بأنه “رسالة فاضحة” و”طريقة للقول إن اليهود لا ينتمون إلى المجتمع الفرنسي”. هذا الأسبوع، تعرض أيضا نصب تذكاري في باريس لتكريم الأشخاص الذين ساعدوا في إنقاذ اليهود في فرنسا أثناء الاحتلال النازي للبلاد في الحرب العالمية الثانية لهجوم، وتم تشويهه بأيد مطلية باللون الأحمر.
وقال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، يوناتان عرفي، إن الوضع “لا يطاق. الأمر يزداد خطورة يوما بعد يوم. بعد خط العبارات معادية للسامية التي رأيناها في الأيام القليلة الماضية ، والشعارات المعادية للسامية، نرى الآن محاولات لإضرام النيران في الكنس”.
وأضاف في حديث مع وكالة “أسوشييتد برس”: “الجميع يتساءل عما إذا كان بإمكانهم أن يعيشوا حياة سلمية في فرنسا كيهود. هناك مناخ من الخوف لأنه يبدو أنه في أي مكان في بلدنا وفي أي وقت، يمكن أن يحدث هجوم معاد للسامية. يهدف ذلك إلى ترهيب اليهود الفرنسيين ولن نقبل هذا الترهيب. نحن نرفض ذلك، وسنواصل الكفاح ضد معاداة السامية الجامحة”.
ساهمت وكالات في هذا التقرير.