الشرطة الفرنسية تحقق في تهديد ضد هرتسوغ قبل حفل افتتاح الأولمبياد – تقرير
الرئيس يقول إن لديه "ثقة كبيرة في البنية التحتية الأمنية الفرنسية" لحماية الإسرائيليين في ألعاب باريس الأولمبية، ويشكر ماكرون على عمله ضد معاداة السامية
ذكرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية إن الشرطة الفرنسية تحقق مع شخص هدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمهاجمة رئيس الدولة الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ في الألعاب الأولمبية.
ووفقا للتقرير، تم تنبيه السلطات إلى التهديد عبر موقع Pharos التابع للحكومة الفرنسية، والذي يمكن للمستخدمين من خلاله الإبلاغ عن المحتوى غير القانوني عبر الإنترنت.
وتم نشر التهديد على منصة “إكس”، تويتر سابقا، من منطقة فال دي مار جنوب شرق باريس، ويتم التحقيق فيها من خلال وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الإقليمية، حسبما أفادت الصحيفة.
وفي إفادة صحفية يوم الجمعة نقلها موقع “واينت” الإخباري، قال هرتسوغ إن “لديه ثقة كبيرة في البنية التحتية الأمنية الفرنسية والدول الأخرى هناك، وكذلك في اللجنة الأولمبية، التي بذلت جهدا هائلا”.
ويستعد هرتسوغ للمشاركة في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية يوم الجمعة بعد حضور حفل استقبال مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث شكر نظيره الفرنسي على الترحيب الحار.
وقال هرتسوغ لماكرون، بحسب بيان صادر عن مكتب الرئيس: “أقدّر عملك في مكافحة معاداة السامية ومساهمتك في ضمان قدرة الوفد الإسرائيلي الممتاز على التنافس باحترام ونزاهة في الألعاب الأولمبية”.
بلغت المخاوف بشأن سلامة الوفد الإسرائيلي والسياح الإسرائيليين ذروتها في الأيام الأخيرة.
يوم الخميس، نشرت مجموعة قراصنة تطلق على نفسها اسم “زيوس” معلومات شخصية عن رياضيين إسرائيليين، في هجوم تعتقد السلطات الإسرائيلية أنه من تدبير إيران.
وجاء التحقيق في التهديد الذي واجهه هرتسوغ في الوقت الذي أدت فيه حملة تخريب منسقة إلى توقف نظام القطارات في باريس.
وحمّل وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إيران مسؤولية الهجوم على نظام النقل، لكنه لم يقدم أي دليل.
يوم الخميس، كتب كاتس إلى نظيره الفرنسي ستيفان سيجورن ليحذره من أن “وكلاء إيران الإرهابيين” سيحاولون تخريب الألعاب وتنفيذ هجمات على السياح والرياضيين الإسرائيليين، وشكر كاتس فرنسا على اتخاذ “تدابير أمنية غير مسبوقة” لحماية الوفد الإسرائيلي.
يوم الأربعاء، أُمر هرتسوغ نفسه بالبقاء على متن طائرته لمدة 40 دقيقة إضافية بعد أن حط في باريس بسبب مخاوف أمنية أثارها وجود شخصية مشبوهة على سطح مبنى قريب.
وقد حظيت الوفود الإسرائيلية والفلسطينية بحماية إضافية، وسط التوترات بشأن الحرب الدائرة في غزة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.
وقد ارتفعت وتيرة الهجمات المعادية للسامية في فرنسا منذ الهجوم، وقامت الشرطة الفرنسية باعتقال عدة أشخاص بتهم تتعلق بالإرهاب في الأشهر الأخيرة.
تتألف وحدة الأمن المخصصة لـ 88 رياضيا إسرائيليا من ضباط فرنسيين وعملاء من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).
أكد مصدر دبلوماسي فرنسي لموقع “واينت” الإخباري أن “أجهزة الاستخبارات والأمن الفرنسية تعمل بنشاط لتحديد هوية مرتكبي الأعمال الإجرامية وتقديمهم للعدالة”.
وقال المصدر “في الوقت نفسه، نحن على دراية بالتهديدات التي يتعرض لها الرياضيون الإسرائيليون. وستحصل السلطات الفرنسية والوفود ومواطني دولة إسرائيل على أعلى مستوى ممكن من التغطية الأمنية”.
غضب عائلات الرهائن
في غضون ذلك، أعرب أقارب الرهائن المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر عن غضبهم من التصريحات التي أدلى بها الرئيس يتسحاق هرتسوغ للرياضيين الإسرائيليين يوم الخميس.
وقال الرئيس للوفد الإسرائيلي في باريس إنه “ربما في مكان ما في غزة، قد يراكم أحد المخطوفين لثانية واحد، وأن تمنحوهم القوة… هذا العام نريد رؤية علم إسرائيل في كل ساحة وفي كل مكان في العالم”.
وطالبت عيناف تسانغاوكر، التي اختُطف نجلها من منزله في كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر وما زال محتجزا في غزة، باتخاذ إجراءات لإعادة الرهائن إلى الديار بدلا من استخدامهم في حديث تحفيزي.
وقالت تسانغاوكر: “بدلا من الذهاب لتدفئة قلوب الرياضيين، أطالبك بالقيام بوظيفتك والاهتمام بعودة المخطوفين عبر صفقة مطروحة على الطاولة، والتي يواصل رئيس الوزراء نسفها”.
وأضافت: “الرئيس هرتسوغ، إن قلب يارون لا يدفئه رؤية رئيس الدولة يطبّع احتجاز الرهائن لصالح الألعاب الأولمبية، وينطبق الشيء نفسه على النساء اللاتي يتعرضن للإعتداء الجنسي وجميع المخطوفين الآخرين”.
وردا على الانتقادات، قال مكتب هرتسوغ يوم الجمعة إن تصريحات الرئيس أخرجت عن سياقها.
وأضاف بيان صادر عن مكتبه: “كان الرئيس يتحدث عن القوة العقلية للرياضيين وأرواح الرهائن الذين لا يمكننا أن ننساهم ولو للحظة واحدة ـ حتى على المسرح العالمي للألعاب الأوليمبية”.
وأضاف البيان أن رئيس الدولة أكد أيضا على الحاجة إلى التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن.