إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

الشرطة العسكرية تداهم منشأة اعتقال تابعة للجيش وتحتجز 9 جنود بتهمة “انتهاكات خطيرة ضد معتقل”

اندلاع مشادة كلامية حادة في سديه تيمان، حيث احتجز المحققون تسعة مشتبه بهم لاستجوابهم بعد نقل مشتبه به إلى المستشفى مع وجود علامات اعتداء جنسي عليه

مشادة كلامية حادة اندلعت بين جنود في منشاة الاحتجاز سديه تيمان في جنوب إسرائيل بعد وصول محققي الشرطة العسكرية لاحتجاز المشتبه بهم للاستجواب، 29 يوليو 2024. (Screenshot: X, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
مشادة كلامية حادة اندلعت بين جنود في منشاة الاحتجاز سديه تيمان في جنوب إسرائيل بعد وصول محققي الشرطة العسكرية لاحتجاز المشتبه بهم للاستجواب، 29 يوليو 2024. (Screenshot: X, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

داهم محققو الشرطة العسكرية منشأة اعتقال في جنوب إسرائيل يوم الاثنين لاعتقال جنود يشتبه في قيامهم بارتكاب انتهاكات خطيرة بحق معتقل فلسطيني، مما أثار احتجاجات في صفوف سياسيين من اليمين المتطرف.

وأظهرت لقطات نقاش حاد بين الجنود ومحققي الشرطة العسكرية في قاعدة “سديه تيمان” العسكرية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ضباط الشرطة العسكرية سعوا إلى اعتقال عشرة جنود كانوا يحرسون مشتبه به معتقلين من قطاع غزة، كجزء من التحقيق في شبهة “انتهاكات خطيرة ضد معتقل”.

وقال الجيش إن تسعة مشتبه بهم تم اعتقالهم للتحقيق معهم من قبل الشرطة العسكرية بعد المشادة التي وقعت في القاعدة. ولم يتم اعتقال المشتبه به العاشر على الفور.

وأضاف الجيش إن تحقيق الشرطة العسكرية في شبهات ارتكاب انتهاكات خطيرة تم فتحه بأوامر من المدعية العامة العسكرية، الميجر جنرال يفعات تومر يروشالمي.

وبدأ التحقيق بعد نقل مشتبه به في قضايا إرهاب من القاعدة إلى المستشفى وقد ظهرت عليه علامات اعتداءات خطيرة، بما في ذلك في فتحة الشرج.

ورغم عدم وجود سلطة على الجيش، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وأعضاء آخرون في حزبه اليميني المتطرف “عوتسما يهوديت” أنهم سيتوجهون إلى المنشأة في جنوب إسرائيل للاحتجاج على احتجاز الجنود.

وقال بن غفير، الذي تسيطر وزارته على الشرطة الإسرائيلية ومصلحة السجون الإسرائيلية “إن مشهد عناصر الشرطة العسكرية الذين يأتون لاعتقال أفضل أبطالنا في سديه تيمان ليس أقل من مخز”.

وفي وقت لاحق، حث الساسة اليمينيون المتطرفون أنصارهم على الحضور والاحتجاج في منشأة الاحتجاز التي تم اعتقال الجنود.

واقتحم عدد من المشرعين والناشطين اليمينيين المتطرفين، من بينهم عضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب “الصهيونية المتدينة” القومي المتطرف، القاعدة وسط احتجاج غاضب خارجها.

في مقطع فيديو تم تصويره في القاعدة، أعلن سوكوت “لا يمكننا التحقيق مع الجنود حتى نحقق مع أولئك الذين فشلوا” في منع 7 أكتوبر. وقال للمحتجين وهو يحمل مكبر صوت: “ليس لدينا جيش آخر، هذه مظاهرة مهمة، فلنخرج ودعونا نمتنع عن الدخول في قتال مع الجنود”.

وهاجم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اعتقال الجنود، وقال في رسالة مصورة إن “جنود جيش الدفاع يستحقون الاحترام” ولا ينبغي معاملتهم باعتبارهم “مجرمين”. ودعا سموتريتش تومر يروشالمي إلى “رفع يديها عن محاربينا الأبطال”.

مشادة كلامية حادة اندلعت بين جنود في منشاة الاحتجاز سديه تيمان في جنوب إسرائيل بعد وصول محققي الشرطة العسكرية لاحتجاز المشتبه بهم للاستجواب، 29 يوليو 2024. (Screenshot: X, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

أعلن رئيس لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست يولي إدلشتين وسط الاستهجان والاستنكار نيته عقد جلسة  عاجلة يوم الثلاثاء لمناقشة الوضع.

وقال إدلشتين: “لن أساهم في مشاهد مثل تلك التي رأيناها اليوم في قاعدة سديه تيمان. إن الوضع الذي يقوم فيه عناصر الشرطة العسكرية الملثمون بمداهمة قاعدة لجيش الدفاع غير مقبول بالنسبة لي، ولن أسمح بحدوث ذلك مرة أخرى. إن جنودنا ليسوا مجرمين وهذا الملاحقة الحقيرة لجنودنا غير مقبولة بالنسبة لي”.

وقد حثت عريضة قدمتها جمعية حقوق المواطن في إسرائيل إلى المحكمة العليا على إصدار أمر للدولة بإغلاق سديه تيمان بعد ظهور تقارير في الأشهر الأخيرة عن إساءة معاملة المعتقلين في المنشأة.

وزعمت التقارير وجود انتهاكات واسعة النطاق بحق السجناء، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقيود الجسدية، والضرب، وإهمال المشاكل الطبية، والعقوبات التعسفية، وغير ذلك.

هذه الصورة التي لا تحمل تاريخا، والتي التقطت في شتاء عام 2023، وقدمتها منظمة “كسر الصمت”، وهي مجموعة مكونة من جنود إسرائيليين سابقين، تظهر فلسطينيين معصوبي الأعين تم القبض عليهم في قطاع غزة في منشأة احتجاز في قاعدة سديه تيمان العسكرية في جنوب إسرائيل. (Breaking The Silence via AP)

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمحكمة العليا إن سديه تيمان يجب أن يُستخدم فقط للاحتجاز والاستجواب قصير المدى للمعتقلين الأمنيين الفلسطينيين الذين يتم القبض عليهم في غزة، وهو الموقف الذي يعارضه بن غفير بشدة.

وعادة ما يتم احتجاز نشطاء مشتبهين بتهم تتعلق بالإرهاب وغيرهم من المشتبه بهم في البداية في مرافق الاحتجاز في قواعد سدي تيمان وعناتوت وعوفر العسكرية، قبل تسليمهم إلى مصلحة السجون الإسرائيلية.

يُسمح قانونا باحتجاز المعتقلين لمدة 45 يوما قبل إطلاق سراحهم أو نقلهم إلى رعاية مصلحة السجون الإسرائيلية.

طوال الحرب بين إسرائيل وحماس، استُخدم سجن سديه تيمان لاحتجاز أكثر من 1000 معتقل من غزة يشتبه في قيامهم بنشاط إرهابي. يُشتبه في أن الغالبية العظمى منهم شاركوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، والذي قتل فيه المسلحون حوالي 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين.

في مايو، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في تقارير عن إساءة معاملة وتعذيب المعتقلين المحتجزين في سديه تيمان في أعقاب تقارير متعددة تفيد بأن الأسرى يتعرضون لمعاملة سيئة للغاية.

وقالت تومر يروشالمي، المدعية العامة العسكرية، إنه حتى نهاية شهر مايو، فتح الجيش 70 تحقيقا يتعامل معها “بجدية بالغة”.

وفي أعقاب مزاعم الإساءة والتعذيب والالتماس الذي تقدمت به جمعية حقوق المواطن إلى المحكمة العليا، أعلنت الدولة أن الجيش الإسرائيلي سوف يوقف تدريجيا استخدام سديه تيمان، وبدأت عمليات نقل السجناء على الفور.

ساهم في هذا التقرير سام سوكول وجيريمي شارون.

اقرأ المزيد عن