الشاباك يحتجز 3 مشتبه بهم في أعقاب هجمات انتقامية للمستوطنين في الضفة الغربية
قالت جماعة "حونينو" إن ثلاثة المستوطنين اليهود حرموا من الاستشارة القانونية؛ تُظهر لقطات جديدة من إحدى الهجمات في بلدة فلسطينية مستوطنين ملثمين يمزقون كتابًا، يُقال إنه مصحف، خارج مسجد
ألقى الشاباك القبض على ثلاثة يهود إسرائيليين من سكان مستوطنات الضفة الغربية في الأيام الأخيرة وهم محتجزون للاستجواب، بحسب مجموعة المساعدة القانونية اليمينية “حونينو”.
وقالت “حونينو” إن المتهمين الثلاثة المحتجزين حُرموا من تلقي الاستشارة القانونية ووعدت بتقديم استئناف عاجل، واصفة القرار بأنه “استثنائي” في بيان مقتضب صدر في وقت متأخر من يوم الخميس. وقالت المنظمة إن المشتبه بهم الثلاثة في العشرينات من العمر، وأحدهم متزوج.
تأتي الاعتقالات المزعومة وسط سلسلة من الهجمات الانتقامية هذا الأسبوع من قبل المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية في أعقاب هجوم إطلاق نار يوم الثلاثاء بالقرب من مستوطنة “عيلي” حيث قتل أربعة إسرائيليين في محطة وقود. ليلة الثلاثاء، هاجم عدد غير معروف من المستوطنين عدة بلدات فلسطينية في شمال الضفة الغربية، كما هاجم مئات المستوطنين الإسرائيليين بلدتي ترمسعيا وعوريف بعد ظهر الأربعاء – بعد وقت قصير من دفن ضحايا هجوم الثلاثاء – وأضرموا النار في المنازل والسيارات والحقول وروعوا السكان.
عوريف هي مسقط رأس المسلحين الفلسطينيين الذين نفذوا عملية إطلاق النار يوم الثلاثاء.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية مساء الخميس بوقوع اشتباكات عنيفة بين مستوطنين إسرائيليين وفلسطينيين بالقرب من قرية جالود بالضفة الغربية، المجاورة لمستوطنة شيلوه، والقريبة من “عيلي”. وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي مستوطنين وفلسطينيين يرشقون بعضهم البعض بالحجارة في المنطقة. وأظهرت صورة أخرى حريقًا كبيرًا مشتعلًا بالقرب من القرية.
ويبدو أن هجمات المستوطنين الانتقامية هذا الأسبوع هي تكرار مروّع لحادث وقع في حوارة وصفه البعض بـ”مذبحة” في وقت سابق من هذا العام، بعد هجوم إطلاق نار فلسطيني آخر في فبراير. اعتقل جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 16 مشتبها في تلك الواقعة، وتم إطلاق سراحهم جميعًا في نهاية المطاف دون توجيه التهم إليهم. ومن بين المعتقلين، احتُجز اثنان لبضعة أشهر رهن الاعتقال الإداري، وهو إجراء مثير للجدل يستخدمه وزير الدفاع ضد المشتبه بهم بالإرهاب والذي يسمح باحتجاز الأفراد دون توجيه تهمة لمدة ستة أشهر، مع امكانية تجديد هذه الفترة إلى أجل غير مسمى، ويسمح للنيابة العسكرية بمنع المشتبه بهم من رؤية الأدلة ضدهم.
وفي وقت سابق يوم الخميس، أظهرت لقطات أمنية لإحدى هجمات المستوطنين يوم الأربعاء مستوطنا ملثما في عوريف يمزق كتابًا ويلقي الصفحات على الأرض في مسجد في المدينة. وذكرت تقارير إعلامية عبرية أن الكتاب مصحف، لكن لم يتسن التأكد من ذلك أو تأكيده.
תיעוד: יהודי רעול פנים, אחד המתפרעים שנכנסו אתמול לכפר עוריף בשומרון שממנו יצאו המחבלים, גונב ספר קוראן מאחד הבתים – קורע את הדפים ומשליך ברחוב.
אותה קבוצה גם הציתה בית ספר בכפר, מספר כיתות נשרפו.
עד לשלב זה לא נעצרו חשודים pic.twitter.com/Hzm0R3nybS— דורון קדוש | Doron Kadosh (@Doron_Kadosh) June 22, 2023
في مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 60 ثانية، يمكن رؤية الرجل – الذي يرافقه كلب – وهو يمزق صفحات من عدة كتب ويلقيها على الأرض، بينما يتجول مشتبه بهم ملثمون آخرون.
وندد الجيش بهجمات الأربعاء، مؤكدا أن عنف المستوطنين جعل من الصعب على الجيش التركيز على مهمته الرئيسية، وهي حماية المدنيين الإسرائيليين.
كما ندد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء بأحداث الشغب في بيان تناول أيضا الاشتباكات المنفصلة تماما في مرتفعات الجولان بين السكان الدروز المحليين والشرطة، داعيا الإسرائيليين إلى الامتثال للقانون. كما أعلن مكتب رئيس الوزراء عن تصريح وشيك لبناء 1000 منزل جديد في “عيلي” باعتباره “رد إسرائيل على الإرهاب”.
كما أدانت الولايات المتحدة علنا الهجمات الانتقامية من قبل المستوطنين، حيث حذر السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدس يوم الخميس من أن إدارة بايدن “لن تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد عنف المستوطنين يحدث”.
وقال السفير في تجمع تل أبيب لشبان إسرائيليين وفلسطينيين نظمته مبادرة جنيف: “لا ينبغي لأحد أن يقلق بشأن جيش مارق. نحن ندفع الإسرائيليين لاتخاذ أي إجراء يحتاجون إليه لوقف هؤلاء الناس”.
يوم الأربعاء، افتتح المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل مؤتمره الصحفي بإصدار بيان يدين هجوم إطلاق النار الفلسطيني يوم الثلاثاء قبل أن يشير إلى التقارير “المقلقة” عن أعمال عنف لاحقة من قبل المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية.
قال باتيل: “يجب متابعة المساءلة والعدالة بنفس القدر من الصرامة في جميع حالات العنف المتطرف”، مرددا تصريحاته في فبراير، بعد أن هاجم مئات المستوطنين حوارة، مما أسفر عن مقتل فلسطيني واحد في ظروف غامضة، وإصابة العشرات.
وندد تور وينيسلاند، مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، بالعنف الذي وقع يوم الأربعاء من قبل “المستوطنين الإسرائيليين ضد السكان الفلسطينيين والأراضي والممتلكات، بما في ذلك مدرسة وسيارة إسعاف، في القرى المحيطة بنابلس ورام الله…”
وكتب على تويتر “أدين جميع أعمال الإرهاب ضد المدنيين”، مضيفًا أن “إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، يجب أن تضمن حماية السكان المدنيين من جميع أعمال العنف، ومحاسبة الجناة”.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث نفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية، وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية.
منذ بداية العام، أسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية عن مقتل 24 شخصا، من بينهم ضحايا يوم الثلاثاء. واستهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر على مدار العام الماضي القوات أثناء تنفيذها مداهمات واعتقالات ومواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية ومدنيين على الطرق، خاصة في شمال الضفة الغربية.
ووفقًا لإحصاء التايمز أوف إسرائيل، قُتل 132 فلسطينيًا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم خلال اشتباكات مع قوات الأمن أو أثناء تنفيذ هجمات، لكن بعضهم كانوا مدنيين غير متورطين والبعض الآخر قُتلوا في ظروف غامضة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلية مساء الخميس أن رئيس الشاباك رونين بار التقى مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة لمناقشة الوضع المتدهور في الضفة الغربية. وبحسب ما ورد، حذر بار من أن السلطة الفلسطينية فقدت السيطرة على بعض المناطق في شمال الضفة الغربية، مما أدى إلى تصاعد العنف، وقال إن الجيش الإسرائيلي يضطر العمل في هذه المناطق.
وسجل الشاباك 147 هجوما إرهابيا “كبيرا” في إسرائيل والضفة الغربية هذا العام، بما في ذلك 120 حادث إطلاقنار ، بحسب ما قال متحدث باسم الشاباك لتايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء.
وقال الشاباك إن قوات الأمن أحبطت 375 هجوما كبيرا حتى الآن هذا العام، بما في ذلك 300 عملية إطلاق نار مخطط لها. “الهجمات الكبيرة” مصطلح يشمل عمليات إطلاق النار والتفجيرات والدهس بالسيارات والاختطاف.
في عام 2022، سجلت سلطات الأمن الإسرائيلة ما يقرب من 300 هجوم إطلاق نار، معظمها في الضفة الغربية، وقالت إن الجيش والشاباك أحبطوا حوالي 500 هجوم كبير مخطط له.