مسؤولان لـ”تايمز أوف إسرائيل”: السنوار لا يختبئ في رفح، بينما يعطي نتنياهو الأولوية لعمليات الجيش الإسرائيلي هناك
مسؤولان يقولان إن المعلومات الاستخبارية الأخيرة تشير إلى أن زعيم حماس يتواجد في أنفاق تحت الأرض في خان يونس، بينما يواصل الرجل المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر بمرواغة القوات الإسرائيلية في غزة
زعيم حماس يحيى السنوار لا يختبئ في رفح، حسبما قال مسؤولان مطلعان على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الجمعة، في الوقت الذي يتحرك فيه الجيش الإسرائيلي لتوسيع عملياته في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة.
وقد رفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عملية محتملة للجيش الإسرائيلي في رفح إلى قمة أجندته العامة، مع الاعتقاد بأن استهداف قيادة حماس لا يزال يشكل هدفا رئيسيا للحرب الإسرائيلية أيضا.
حقق الجيش الإسرائيلي بعض النجاحات على هذه الجبهة، حيث قتل نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس مروان عيسى – الذي يُعتبر القائد الثالث للحركة في غزة – إلى جانب قادة كبار آخرين في الأشهر الأخيرة. لكن السنوار ونائبه – رئيس الجناح العسكري محمد ضيف – ظلا بعيدي المنال، على الرغم من الادعاءات المتكررة من قبل المسؤولين الإسرائيليين بأن الجيش الإسرائيلي يقترب منهما.
ولم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا مع تايمز أوف إسرائيل من تحديد موقع السنوار حاليا على وجه اليقين، لكنهما استشهدا بتقييمات استخباراتية حديثة تشير إلى أن زعيم حماس يتواجد في أنفاق تحت الأرض في منطقة خان يونس، على بعد حوالي ثمانية كيلومترات شمال رفح.
وأكد مسؤول ثالث – إسرائيلي – أن السنوار لا يزال في غزة.
لقد جعلت إسرائيل من القضاء على السنوار عنصرا أساسيا في هدفها المتمثل في تدمير حماس. في شهر فبراير، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لما قال إنه السنوار وهو يسير عبر نفق مع العديد من أفراد عائلته، وهي المرة الأولى التي يتم رصده فيها على ما يبدو منذ اختبائه قبل هجوم 7 أكتوبر المدمر الذي اتُهم بتدبيره، مما أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة.
بدأت القوات البرية للجيش الإسرائيلي العمل في رفح يوم الاثنين، حيث أطلقت عملية مستهدفة في الجزء الشرقي من المدينة بهدف السيطرة على جانب غزة من المعبر الحدودي مع مصر. صوت المجلس الوزاري الأمني المصغر يوم الخميس لصالح الموافقة على توسيع مدروس لعملية رفح بهدف البقاء ضمن نطاق ما ستكون واشنطن على استعداد لقبوله.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيتوقف عن إرسال أسلحة هجومية معينة إلى الجيش الإسرائيلي إذا مضت إسرائيل قدما في هجوم بري كبير على المراكز السكانية في المدينة التي التجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني. وقد قام بالفعل بتعليق ارسال شحنة من القنابل الثقيلة الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن تقوم القوات الإسرائيلية باستخدامها في رفح.
وقد تعهد نتنياهو منذ أشهر بشن هجوم كبير في رفح، بحجة أن العملية ضرورية لهزيمة حماس، التي تحتفظ بأربع من كتائبها الست المتبقية في المدينة.
لكن أحد المسؤولين الذين تحدثوا إلى تايمز أوف إسرائيل قال إن العديد من مقاتلي حماس في رفح فروا باتجاه الشمال مع تكثيف التهديدات الإسرائيلية باجتياح المدينة في الأسابيع الأخيرة.
وبينما تقول إسرائيل إنه تم تفكيك 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، تمكن مقاتلو الحركة من إعادة تجميع صفوفهم والعودة إلى المناطق التي طهرها الجيش الإسرائيلي في السابق.
وكان الجيش الإسرائيلي يعمل في حي الزيتون بمدينة غزة هذا الأسبوع للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب، بينما حذر مسؤولو أمن من أن الجيش سيضطر إلى مواصلة لعبة القط والفأر مع حماس حتى تقدم الحكومة الإسرائيلية بديلا قابلا للحياة لحكم حماس.
وفي حين أن الكثيرين في المؤسسة الأمنية يرغبون في رؤية السلطة الفلسطينية – أو على الأقل فلسطينيين مرتبطين بالسلطة الفلسطينية – يقومون بملئ الفراغات التي يخلقها الجيش الإسرائيلي لفترة وجيزة من خلال عملياته في القطاع، فإن نتنياهو يرفض الفكرة رفضا قاطعا، في حين يطالب حلفاؤه من اليمين المتطرف بأن تقوم إسرائيل باحتلال القطاع بشكل دائم وإعادة بناء المستوطنات هناك.
وفي ظل غياب استراتيجية دبلوماسية مكملة للعمليات العسكرية، فإن العديد من إنجازات الجيش الإسرائيلي على الأرض كانت قصيرة الأجل، كما قال المسؤول الإسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل.