السماح لليهود بدخول الحرم القدسي يوم الثلاثاء، مع احتمال اغلاقه حتى نهاية شهر رمضان
قد يُحظر دخول الزوار اليهود إلى الموقع الحساس في الأيام العشرة الأخيرة من شهر الصيام لتقليل التوترات وتجنب المناوشات، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام العبرية
سيسمح لليهود بدخول الحرم القدسي صباح الثلاثاء، لكن من المرجح أن يُمنعوا من زيارة الموقع حتى نهاية شهر رمضان، بحسب تقارير إعلامية عبرية، وسط التوترات المتصاعدة المحيطة بالمنطقة الملتهبة بعد أسبوع من العنف والاشتباكات المتقطعة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، وسلسلة من الهجمات التي أودت بحياة أربعة أشخاص في الأيام الأخيرة.
سيتمكن اليهود من زيارة الموقع بين الساعة 7 صباحا و11:30 صباحا يوم الثلاثاء، بينما يستعد العديد من الإسرائيليين اليهود للاحتفال بالليل السابع من عيد الفصح، الليلة الأخيرة من العيد اليهودي قبل انتهائه مساء الأربعاء، حسبما أفاد موقع “والا” يوم الإثنين. وذكرت صحيفة “هآرتس” مساء الإثنين نقلا عن مصادر سياسية أنه من المرجح بعد ذلك حظر زيارة اليهود حتى 20 أبريل، عندما ينتهي شهر رمضان.
وترددت تقارير منذ يوم الأحد عن احتمال حفاظ إسرائيل على سياستها المعتمدة منذ فترة طويلة لمنع اليهود من دخول الحرم القدسي خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، على الرغم من الحكومة المتشددة الجديدة، التي تضم وزراء لطالما نادوا للسماح لليهود أداء الصلاة في المكان المقدس.
وعادة ما يشهد شهر رمضان، الذي يتزامن هذا العام مرة أخرى مع عيد الفصح اليهودي، توترات شديدة. ويزور عشرات آلاف المصلين المسجد الأقصى خلال الشهر، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات.
وقالت المصادر التي لم يتم الكشف عن هويتها لصحيفة “هآرتس” إن حظر دخول اليهود في الأيام العشرة المقبلة من المرجح أن يخفف التوترات ويقلل من فرص اندلاع المواجهات والمناوشات في الموقع.
وأشارت تقارير إعلامية عبرية في وقت سابق يوم الثلاثاء إلى أن مفوض الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي يفضل وقف مثل هذه الزيارات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتخفيف التوترات الشديدة، بينما يميل قادة الأمن الآخرون إلى السماح بها.
وفي خطاب رسمي ألقاه ليلة الإثنين، حيث ألقى باللوم على الحكومة السابقة في تصاعد العنف والهجمات الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن المشاورات مع السلطات الأمنية تجري على أساس يومي حول الزيارات اليهودية إلى الحرم القدسي.
وسُمح لليهود بدخول الحرم القدسي صباح الأحد، بعد ساعات من تحصن عدد من الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى خلال الليل، مما أثار مخاوف من وقوع اشتباكات.
وقام المئات من اليهود بدخول الموقع يوم الأحد بعد صلاة الفجر في المسجد الأقصى، بعد ساعات من تحصن عدد من الفلسطينيين داخل المسجد.
وقررت الشرطة الإسرائيلية عدم دخول المبنى في الساعات الأولى من الصباح، على ما يبدو لتجنب العنف وأي تداعيات محتملة.
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لشبكة “سي إن إن” أنه خلافا للأسبوع الماضي، عندما كان بعض الفلسطينيين في المسجد يخططون لأعمال عنف، مما استلزم تدخل الشرطة، فإن الموجودين في المسجد ليل السبت والأحد لم يسعوا إلى مواجهة.
وفقا لمجموعة “جبل الهيكل”، كان هناك 842 يهوديا يوم الأحد، و 1041 إجمالا خلال عطلة عيد الفصح اليهودي – مما يمثل زيادة بنسبة 43%.
وصرخ بعض الفلسطينيين في الموقع على اليهود، لكن لم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف.
ونددت وزارة الخارجية الأردنية بالزيارات اليهودية إلى الحرم القدسي يوم الأحد، محذرة من “عواقب كارثية” إذا لم توقف إسرائيل ما تقول إنه انتهاك للوضع الراهن الهش في الحرم القدسي.
وقال مسؤول في هيئة الأوقاف للقناة 12 إن السماح لغير المسلمين بزيارة الموقع خلال الأيام العشرة سيكون “استفزازاً خطيراً سيؤدي إلى إشعال الشرق الأوسط”.
تعهدت إسرائيل مرارا بالحفاظ على الوضع الراهن في الموقع، حيث يُسمح لليهود بالدخول في ظل قيود عديدة وفقط خلال ساعات محددة، ولكن بدون الصلاة. ومع ذلك، فقد سُمح لليهود بشكل متزايد بالصلاة بهدوء هناك، بينما قام الفلسطينيون بشكل أحادي بتخصيص المزيد من الأجزاء في الموقع للصلاة.
استولت إسرائيل على الحرم القدسي والبلدة القديمة في القدس من الأردن في حرب “الأيام الستة” عام 1967. ومع ذلك، فقد سمحت للأوقاف الأردنية بالاستمرار في الحفاظ على السلطة الدينية في الموقع. بموجب معاهدة السلام الموقّعة في عام 1994، اعترفت إسرائيل بـ”دور عمان الخاص في الأضرحة الإسلامية المقدسة في القدس”.
في الأسبوع الماضي، دخلت الشرطة المسجد فيما قالت إنها عملية لإخماد “أعمال شغب”، وتلا ذلك إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل من لبنان وغزة، ردت عليها إسرائيل بشن غارات جوية. وبعد ظهر يوم الجمعة، قُتلت شقيقتان وأصيبت والدتهما بجروح حرجة في إطلاق نار في الضفة الغربية. وفي المساء لقي سائح ايطالي مصرعه وأصيب آخرون في هجوم دهس مزعوم في تل أبيب.
بحسب الشرطة، تحصن عشرات الشبان الملثمين داخل المسجد ليلة الأربعاء الثلاثاء الماضية ومعهم ألعاب نارية وهراوات وحجارة بعد صلاة العشاء، وقاموا بإغلاق الأبواب ووضع حواجز عند المداخل.
وأثارت صور الشرطة وهي تضرب الفلسطينيين خلال الواقعة غضبا واسع النطاق في العالم العربي، واستخدمت الفصائل الفلسطينية الصور للدعوة إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
وأعرب مسؤولون إسرائيليون يوم الأحد عن أسفهم إزاء الحادث، حيث ورد أن أحد المسؤولين قال إنهم تسببوا في “أضرار فادحة” للبلاد.
وفي مقابلة نادرة يوم الأحد، بدا أن شبتاي يقر بنفسه أنه ما كان ينبغي على الشرطة ضرب الفلسطينيين خلال الحادثة.
كما سلط قائد الشرطة الضوء على حقيقة أن الأسبوعين الأولين من رمضان قد مرا بهدوء نسبي وألقى باللوم على المتطرفين في إثارة التوترات.
يوم السبت، أفاد تقرير للقناة 12 بحدوث صدام بين الوزير اليميني المتطرف إيتامار بن غفير وشبتاي بشأن دخول اليهود إلى الحرم القدسي خلال الأيام الأخيرة من رمضان.
بن غفير، بصفته وزيرا للأمن القومي، يشرف على الشرطة وقد اشتبك مرارا مع شبتاي منذ توليه المنصب قبل نحو ثلاثة أشهر.