السلطة الفلسطينية تقول إن طفلة قُتلت بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية؛ والجيش الإسرائيلي يحقق في الحادث
القوات تقول إنها فتحت النار على مبنى بالقرب من جنين بعد معلومات استخباراتية تحدثت عن وجود مسلحين متحصنين فيه؛ إصابة ثلاثة جنود في حوادث منفصلة، أحدهما بجروح خطيرة

قالت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية إن طفلة تبلغ من العمر عامين قُتلت بنيران إسرائيلية يوم السبت خلال العملية العسكرية الجارية في منطقة جنين شمال الضفة الغربية.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الطفلة، وتدعى ليلى الخطيب، أصيبت برصاصة بالرأس بنيران إسرائيلية.
بحسب الجيش الإسرائيلي فإن القوات فتحت النار على مسلحين تحصنوا داخل مبنى في قرية الشهداء، قرب جنين. وقال الجيش في بيان إنه على دراية بمزاعم تفيد بإصابة مدنيين في إطلاق النار وإنه يحقق في هذه المزاعم.
وقال مصدر عسكري إن القوات وصلت إلى المبنى بعد ورود معلومات استخبارية عن وجود مسلحين في المنطقة، وبدأ الجنود في تنفيذ تكتيك يعرف باسم “طنجرة الضغط”، والذي يتضمن تصعيد حجم النيران ضد المبنى لإخراج المشتبه بهم.
وزعم المصدر أن الجنود استخدموا مكبرات الصوت لدعوة المشتبه بهم إلى الخروج من المبنى وألقوا قنبلة صوتية في محاولة لإخراجهم، لكن لم يخرج أحد من المبنى.
بعد ذلك، أطلق الجنود النار على المبنى، وبعد لحظات اكتشفوا طفلة مصابة. وتم استدعاء مسعفين فلسطينيين إلى المكان وتم إجلاء الطفلة البالغة من العمر سنتين مع والدتها الحامل التي أصيبت هي أيضا بجروح طفيفة.
وأضاف المصدر أن القوات واصلت تمشيط المبنى.
هكذا يتم إخراج الانتصار المطلق
والفضل ما شهدت به الأعداء https://t.co/HjbCLgZeB2
— د.حذيفة عبدالله عزام (@huthaifaabdulah) January 25, 2025
في وقت سابق السبت، أعلن الجيش أن جنديا من وحدة الكوماندوز “إيغوز” أصيب بجروح خطيرة خلال اشتباكات في منطقة جنين، كما أصيب جنديان آخران من وحدة “إيغوز” بجروح متوسطة وطفيفة في نفس الحادث.

انطلقت العملية في المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية بعد ظهر الثلاثاء، ومن المتوقع أن تستمر لعدة أيام. ولقد بدأت بسلسلة من الغارات التي نفذتها طائرات مسيّرة على بنى تحتية تستخدمها الفصائل المسلحة في جنين، بحسب مصدر عسكري.
وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي في فرقة الضفة الغربية للصحفيين إن العملية، التي أطلق عليها اسم عملية “الجدار الحديدي”، أطلقت لتحييد ما يُسمى بـ”كتيبة جنين”، المكونة من ناشطين تابعين لجماعات مثل حماس والجهاد الإسلامي.
وقال الضابط إن العمليات العسكرية السابقة في جنين في العام الماضي لم تحدد مثل هذا الهدف.
عملية الجدار الحديدي هي ثالث توغل كبير للجيش الإسرائيلي في أقل من عامين في جنين، معقل رئيسي منذ فترة طويلة للجماعات المسلحة بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، والتي قالت إن قواتها تقاتل القوات الإسرائيلية.

وتعمل مئات القوات، بما في ذلك عدة وحدات من القوات الخاصة وعناصر شرطة حرس الحدود ووحدات أخرى من الجيش الإسرائيلي، بدعم من مسيّرات ومروحيات، في مخيم جنين منذ صباح الثلاثاء. وقال الضابط إن القوات تقوم بتمشيط المنازل ومصادرة الأسلحة والقضاء على عناصر مسلحة.
ومع بدء العملية، انسحبت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من مخيم جنين بعد أن أجرت عملية استمرت أسابيع لمحاولة إعادة فرض السيطرة على المنطقة من الفصائل المسلحة.
ووفقا لوسائل الإعلام الفلسطينية وهيئة البث الإسرائيلية (كان)، لا تزال قوات السلطة الفلسطينية تعمل في مدينة جنين ومحيطها، وتعتقل ناشطين فارين من عمليات الجيش.
ومع استمرار العملية، ترك نحو 2000 فلسطيني منازلهم في المخيم، وهي بلدة مكتظة يسكنها أحفاد الفلسطينيين الذين فروا أو طُردوا من منازلهم في حرب عام 1948 مع قيام دولة إسرائيل. وقالت امرأة عرّفت عن نفسها باسم أم محمد: “الحمد لله، كنا في المنزل، وخرجنا وطلبنا سيارة إسعاف لنقلنا”.

منذ 7 أكتوبر 2023، اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 6000 فلسطيني في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك أكثر من 2350 من المنتمين إلى حماس. ووفقا لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، قُتل أكثر من 858 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال تلك الفترة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغالبية العظمى من القتلى هم مسلحون قُتلوا في تبادل لإطلاق النار، أو محتجون اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية أو منفذو هجمات خلال تنفيذهم لعمليات.
خلال الفترة نفسها، قُتل 46 إسرائيليا، من بينهم عناصر في قوت الأمن، في هجمات وقعت في إسرائيل والضفة الغربية. وقُتل سبعة أفراد آخرين من قوات الأمن في مواجهات مع مسلحين في الضفة الغربية.