السلطة الفلسطينية تقول إنها تعمل مع الولايات المتحدة على خطة ما بعد الحرب في غزة، وتأمل بأن تشمل حماس
متحدثا مع شبكة "بلومبرغ"، رئيس الوزراء الفلسطيني اشتيه يقول إن إسرائيل لا يمكنها القضاء على الحركة: "حماس في لبنان، وقيادة حماس في قطر، وهم هنا في الضفة الغربية"
تعمل السلطة الفلسطينية في رام الله مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على خطة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، حتى في الوقت الذي أعرب فيه رئيس وزراء السلطة الفلسطينية عن أمله في أن تكون حماس شريكا في العملية، وفقا لتقرير لوكالة “بلومبرغ”.
نقلا عن مسؤول فلسطيني كبير، أفادت بلومبرغ أن مسؤولين أمريكيين التقوا مؤخرا مع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية لمناقشة وضع خطة لغزة ما بعد الحرب.
وقال اشتيه لبلومبرغ: “لن نذهب إلى هناك بخطة عسكرية إسرائيلية… شعبنا هناك. علينا وضع آلية، وهو أمر نعمل عليه مع المجتمع الدولي”.
ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عدة مناسبات فكرة قيام السلطة الفلسطينية بإدارة غزة بعد الحرب، واتهمها بدعم الإرهاب من خلال التعليم، ودفع رواتب لمنفذي الهجمات وعائلاتهم والفشل في إدانة هجوم حماس في 7 أكتوبر.
ولقد تعهدت إسرائيل بالقضاء على الحركة بعد هجماتها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما تسلل 3000 مسلح عبر الحدود إلى إسرائيل من غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف حوالي 240 آخرين إلى غزة.
وقال اشتية إن إسرائيل لا تستطيع القضاء على حماس. “حماس ليست في غزة فقط. حماس موجودة في لبنان، والجميع يعلم أن قيادة حماس موجودة في قطر، وهم هنا في الضفة الغربية”، على حد قوله.
وأضاف: “حماس قبل 7 أكتوبر شيء وبعده شيء آخر. إذا كانوا مستعدين للتوصل إلى اتفاق وقبول البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، فسيكون هناك مجال للحديث. لا ينبغي تقسيم الفلسطينيين”.
ورفض اشتية إدانة حماس عندما سئل، قائلا إن الصراع لم يبدأ عندما هاجمت الحركة إسرائيل. وقال إن ما تفعله إسرائيل في غزة هو عمل انتقامي “لن يأخذهم إلى أي مكان”.
يوم الثلاثاء، قال مستشار كبير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن زعيم السلطة الفلسطينية يدين حماس في “كل مكالمة واجتماع” يجريه مع قادة العالم منذ الهجوم الصادم الذي شنته الحركة على إسرائيل لكنه لن يفعل ذلك علنا في ظل استمرار الحرب في غزة.
وقال محمود الهباش: “لو لم تبدأ إسرائيل عدوانها ضد غزة، لكان الرئيس عباس قد أدان حماس مرارا، ولكن بمجرد بدء العدوان واستمراره، فإن مطالبته أو مطالبة أي زعيم فلسطيني بإدانة حماس علنا هو هراء”.
ردت إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر بحملة قصف مكثفة عبر القطاع، أعقبها توغل بري بدأ في شمال غزة قبل أن يتوسع ببطء نحو الجنوب، وأعلنت عن نيتها إزالة التهديد من القطاع وتأمين عودة الرهائن. أكثر من 17 ألف فلسطيني قُتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية وفقا لوزارة الصحة في غزة. لا يمكن التحقق من هذه الأرقام، لكن العدد الإجمالي يتماشى إلى حد كبير مع تقييم إسرائيل، التي قالت إنها تعتقد أن أكثر من 5000 من القتلى هم من نشطاء حماس.
تدعم إدارة بايدن هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس، لكنها تصر على أن تملأ السلطة الفلسطينية الفراغ في النهاية من أجل إعادة توحيد الضفة الغربية وغزة تحت كيان سياسي واحد وتمهيد الطريق نحو حل الدولتين في نهاية المطاف للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
تقر الولايات المتحدة بأن السلطة الفلسطينية – التي لم تجر انتخابات منذ 17 عاما وشعبيتها مستمرة في التراجع وسط مزاعم ضدها بالفساد ووجود إسرائيلي متوسع باستمرار في الضفة الغربية – بحاجة إلى أن “تتجدد” قبل أن تتولى المسؤولية في قطاع غزة.
وتماشيا مع تقرير بلومبرغ، شددت إدارة بايدن يوم الخميس على أنه يجب “تجديد” السلطة الفلسطينية بعد الحرب حتى تكون قادرة على العودة لحكم غزة.
وردا على سؤال عما إذا كان هذا يعني أن عباس، الذي يقضي عامه الثامن عشر من فترة رئاسية من المفترض أن تمتد لمدة أربع سنوات، سيتعين عليه التنحي، قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر لمنتدى أسبن الأمني: “ليس بالضرورة”.
وشدد فاينر على أن هذا هو الخيار الوحيد المتاح حاليا “من حيث كيان سياسي فلسطيني منظم ومؤسسي”.
ومع ذلك، أشار فاينر إلى أن رام الله “تتعاون بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي” للحفاظ على الأمن في الضفة الغربية، على الرغم من أنها لا تحظى بشعبية كبيرة في الداخل.
اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 2000 مطلوب فلسطيني في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر، أكثر من 1100 ينتمون إلى حماس. ووفقا لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، قُتل حوالي 200 فلسطيني من الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية، وفي حالات قليلة على يد مستوطنين.
من جهته، أغلق نتنياهو الباب تقريبا أمام عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة يوم الأربعاء، وكتب في تغريدة “أولئك الذين يعلّمون أطفالهم على الإرهاب، ويمولون الإرهاب ويدعمون عائلات الإرهابيين، لن يُسمح لهم بحكم غزة بعد القضاء على حماس”، في إشارة إلى مخصصات الرعاية التي تدفعها السلطة الفلسطينية، والتي تشمل رواتب للأسرى الأمنيين الفلسطينين وعائلاتهم.
لكن فاينر لم يبد متأثرا بتصريحات نتنياهو.
وقال “أود أن أحذر… من التعامل مع إعلانات أولية… باعتبارها تصريحات قطعية ونهائية وإلا ما كنا سنتمكن من إدخال أي مساعدات انسانية إلى غزة، أو اخراج أي من حاملي جوازات السفر الأجنبية من غزة أو التوصل إلى أي هدن متعلقة بالمفاوضات بشأن الرهائن”، في إشارة منه إلى الجهود الأمريكية الناجحة لإقناع الطرفين بالتراجع عن مواقف الرفض الأولية.
بالإضافة إلى ذلك، قال فاينر إنه يفهم أن تصريحات نتنياهو بشأن السلطة الفلسطينية تعني أنه يعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة “بشكلها الحالي بالضبط”. وأضاف أن الولايات المتحدة تعارض ذلك أيضا، ولهذا السبب دعت إلى “تجديد” السلطة في رام الله.
ومع ذلك، أصر على أنه “سيتعين على السلطة الفلسطينية لعب دور مهم، ليس فقط في الضفة الغربية، ولكن في نهاية المطاف في غزة أيضا”.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد.