السلطات الفيدرالية تفتح تحقيقا ضد منطقة تعليمية في ولاية نيوجيرسي نظم فيها طلاب إضرابا مؤيدا للفلسطينيين
أولياء أمور يزعمون أن رد فعل المشرف على تينيك على مذبحة 7 أكتوبر، واجتماع مجلس الإدارة المثير للجدل، ومظاهرة الطلاب، كلها عوامل تساهم في خلق مناخ معاد للسامية
جيه تي ايه – فتحت وزارة التربية والتعليم الأمريكية تحقيقا ضد منطقة تعليمية في نيوجيرسي تعرضت لانتقادات بسبب ما يزعم أولياء أمور يهود أنه مناخ معاد للسامية منذ 7 أكتوبر.
وتضاف القضية التي شهدتها مدارس تينيك العامة، وهي منطقة متنوعة تسكنها أغلبية يهودية في ضواحي مدينة نيويورك، إلى قائمة متزايدة من التحقيقات الفيدرالية في مجال الحقوق المدنية بموجب المادة السادسة والتي تنطوي على تمييز مزعوم في الأشهر التي تلت شن حماس هجوما على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، واختطاف حوالي 240 آخرين إلى قطاع غزة، حيث لا يزال العديد منهم محتجزين. ولقد تم فتح تحقيقات أخرى في الجامعات والمناطق التعليمية من صفوف الروضة وحتى الثاني عشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ولم تذكر وزارة التربية والتعليم سبب فتح التحقيق، ولم يرد مكتب المشرف على المنطقة على طلبات وكالة التلغراف اليهودية (JTA) للتعليق.
ولقد شهدت تينيك، التي يعيش فيها عدد كبير من السكان اليهود والمسلمين على مسافة قريبة بشكل غير مألوف، انقساما منذ 7 أكتوبر.
وقال نوعم سوكولو، وهو صاحب مطعم محلي للأطعمة اليهودية، لصحيفة “واشنطن بوست” في نوفمبر، بعد وقت قصير من مناقشة قرار يدين حماس والتي احدثت انقساما في لجنة حكم البلدة، وأثارت مناوشات وأدت إلى استقالة معظم أعضاء لجنة الدمج البلدية، “أنا هنا منذ 35 عاما، ولم أر يوما هذا النوع من التوتر”.
امتدت التوترات عبر المنطقة التعليمية المحلية بدءا من رد المشرف على هجوم حماس على إسرائيل، واستمرارا باجتماع مجلس إدارة مثير للجدل يقول المتحدثون اليهود إنه تم إسكاتهم فيه بشكل غير منصف، وبلغت ذروتها بإضراب طلابي مؤيد للفلسطينيين صدر عن المسؤولين رسائل مختلطة بشأنه.
وقالت هيلاري كسلر-غودين، وهي من أولياء الأمور اليهود الذين قدموا الشكوى بموجب المادة السادسة ضد المنطقة، لجيه تي ايه: “أعتقد أن تصرفات المشرف، والرسالة الأولى التي كتبها، وحقيقة أنه سمح بهذا الإضراب حيث كان هناك خطاب كراهية في أرض المدرسة، يظهر نقصا تاما في فهم ماهية معاداة السامية”.
وشجع قادة يهود محليون، من ضمنهم حاخامات ومسؤولون في الاتحاد اليهودي، أولياء الأمور على تقديم الشكاوى لدى مكتب الحقوق المدنية في وزارة التربية والتعليم الفيدرالية.
وقالت نعومي نوبف، كبيرة مسؤولي التأثير في الاتحاد اليهودي لشمال نيوجيرسي، لجيه تي ايه إنها لا تعرف أي شكوى تناولتها الوزارة في تحقيقاتها. لكنها قالت إن الاتحاد يشعر بالارتياح لفتح تحقيق.
وقال نوبف: “إن الاتحاد اليهودي سعيد للغاية لأن وزارة التربية التعليم تأخذ هذه الحوادث على محمل الجد. إن حقوق الطلاب اليهود مهمة بقدر أهمية حقوق أي شخص آخر، ومهمتنا ومهمة الحكومة الفيدرالية هي التأكد من أن جميع الطلاب لديهم إمكانية الحصول على بيئة تعليمية آمنة”.
تحظر المادة السادسة من قانون الحقوق المدنية التمييز على أساس معايير تشمل “السلف المشترك”. وتركز وزارة التربية والتعليم، التي لا تعلق على التحقيقات الجارية، استفساراتها على ما إذا كان ينبغي للمدرسة بذل المزيد من الجهد لحماية الطلاب. وقالت إن فتح تحقيق لا يعني أن الشكوى لها أساس من الصحة.
بعد أيام من مذبحة 7 أكتوبر، أرسل أندريه سبنسر، المشرف على منطقة تينيك، رسالة دعم عبر البريد الإلكتروني لم تتضمن ذكر إسرائيل أو حماس أو الإرهاب، وبدلا من ذلك استخدم عبارات مثل “الوضع المؤسف” وهو ما شعر أولياء الأمور اليهود أنه لا يتناسب مع خطورة اللحظة.
وفي اجتماع عُقد في وقت لاحق لمجلس إدارة المدرسة، منع مجلس الإدارة أولياء الأمور اليهود وأفراد المجتمع الذين حاولوا وصف وحشية هجمات حماس من التحدث بحجة وجود أطفال. لكن مجلس الإدارة ذاته لم يمنع المتحدثين الذين استخدموا في بعض الحالات لغة متطابقة لوصف معاملة إسرائيل للفلسطينيين من التحدث، مما دفع مجموعة FIRE المعنية بحرية التعبير إلى تقديم شكوى.
وصلت التوترات إلى ذروتها في نوفمبر، عندما بدا المشرف في البداية وكأنه يؤيد خطة “الإضراب الطلابي من أجل فلسطين”.
كتب سبنسر في رسالة أولية حول الإضراب: “من الضروري أن ندرك أن طلابنا لديهم الحق في التعبير عن أنفسهم بموجب التعديل الأول”.
ردا على ادعاءات منظمي الإضراب بأن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” في غزة، أصدر الحاخامات الأرثوذكس المحليون بيانا يعارض الاحتجاج، واصفين إياه بأنه حدث “بشع وعلني معاد للسامية ” و”فرية دم”. ونظم المئات من اليهود المحليين – بما في ذلك العديد من قادة المجتمع الأرثوذكسي الذين ليس لديهم أولاد في المنطقة التعليمية– مسيرة مؤيدة لإسرائيل في الليلة التي سبقت الإضراب. (يرسل معظم الآباء اليهود المحليين أولادهم إلى المدارس النهارية اليهودية).
بعد الانتقادات، أصدر سبنسر بيانا ثانيا أدان فيه معاداة السامية وأشار إلى أن أي طالب شارك في الإضراب سيحصل على درجة صفر في الفصول التي فوتها. في النهاية شارك 100 طالب في الاحتجاج وخرجوا من فصولهم.
تم الإعلان عن تحقيق آخر في الحقوق المدنية بموجب المادة السادسة هذا الأسبوع في المنطقة التعليمية بلاسينتيا-يوربا ليندا الموحدة في مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا. ولم يكشف ممثل المنطقة عن تفاصيل التحقيق لجيه تي إيه بدعوى وجود مخاوف تتعلق بخصوصية الطلاب، لكنه قال في بيان: “بشكل لا لبس فيه، تدين منطقتنا التعليمية جميع أشكال التمييز ولا تتسامح مع هذا النوع من السلوك في مدارسنا”.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل