إسرائيل في حالة حرب - اليوم 489

بحث

السلطات التركية تقيل مسؤولين أمنيين بعد إعتداء أنقرة

اقر اردوغان باحتمال ارتكاب اجهزة الدولة "أخطاء" قبل الهجوم الذي اسفر عن مقتل 99 شخصا واصابة اكثر من 500

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يضع اكليلا من الزهر في ذكرى ضحايا هجوم انقرة مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو وزوجتيهما، 14 اكتوبر 2015 (ADEM ALTAN / AFP)
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يضع اكليلا من الزهر في ذكرى ضحايا هجوم انقرة مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو وزوجتيهما، 14 اكتوبر 2015 (ADEM ALTAN / AFP)

أ ف ب – أقالت السلطات التركية الأربعاء مسؤولي شرطة أنقرة بعد أربعة أيام على الإعتداء الأكثر دموية في تاريخ البلاد، والذي أثار موجة غضب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان قبل أيام من الإنتخابات التشريعية المبكرة.

وأقر أردوغان مساء الثلاثاء بإحتمال إرتكاب أجهزة الدولة “أخطاء” قبل الهجوم. وبعد ساعات أعلنت وزارة الداخلية إقالة قائد شرطة العاصمة قدري كارتال، وكذلك اثنين من مساعديه مكلفين الإستخبارات والأمن العام.

وهذا القرار اتخذ “بهدف تسهيل التحقيق”، كما قالت الوزارة في بيان.

وفي مناسبة أول ظهور علني له منذ وقوع المأساة، أعلن الرئيس التركي فتح تحقيق لدى مجلس تفتيش الدولة لتحديد احتمال حصول تقصير امني قبل الإعتداء الذي اسفر عن مقتل 99 شخصا السبت، وإصابة أكثر من 500، بحسب حصيلة جديدة أعلنها مساء الأربعاء رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.

وقال أردوغان أمام الصحافيين، “كان هناك بالتأكيد خطأ أو ثغرات في وقت من الأوقات. ما اهميتها؟ ستتضح الأمور بعد التحقيق”.

وأعلن في هذا الإطار أنه أمر بفتح تحقيق بشأن ثغرات محتملة داخل أجهزة الدولة. وقال “للقيام بالأمر من منظور مختلف (…) أمرت مجلس تفتيش الدولة بفتح تحقيق شامل في هذين التفجيرين”.

ومجلس تفتيش الدولة المكلف التحقق من حسن سير إدارات الدولة، تولى في الآونة الأخيرة التحقيق في ظروف وفاة الرئيس السابق تورغوت اوزال الذي توفي في 1993 في ظروف مثيرة للجدل.

ومنذ ثلاثة أيام، يتعرض أردوغان لإنتقادات جديدة من خصومه لا سيما المعارضة الموالية للأكراد التي تحمله مسؤولية في الإعتداء.

واتهمه رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش بالإهمال المتعمد لسلامة انصار القضية الكردية الذين استهدفوا السبت في أنقرة خلال تظاهرة تدعو إلى السلام ووقف المواجهات الدائرة منذ ثلاثة أشهر بين الجيش والمتمردين الأكراد.

وقبل الإنتخابات المبكرة المرتقبة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، اتهم دميرتاش نظام أردوغان بأن له علاقة مع تنظيم الدولة الإسلامية، الذي اعتبرته السلطات “المشتبه به الأول” في الهجوم.

ومنذ السبت تظاهر آلاف الأشخاص في تركيا على وقع هتافات “طيب قاتل” أو “نعرف القاتل”، للتنديد بإستراتيجية أردوغان التي قالوا أنها تؤدي الى التوتر.

وقال أردوغان الثلاثاء، “بحسب المعلومات التي تسلمتها (تركيا)، فإن هذا الهجوم الإرهابي له جذور في سوريا”، متوعدا مرة جديدة “بإحالة المسؤولين عنه الى القضاء”.

وقام أردوغان الأربعاء بزيارة موقع الإنفجار حيث وضع اكليلا من الزهر في ذكرى الضحايا.

من جانب آخر اعلنت السلطات التركية الأربعاء انها أوقفت شخصين يشتبه بعلاقتهما بمتمردي حزب العمال الكردستاني ويحتمل أنهما كانا يعلمان بشكل مسبق بالاعتداء.

والأربعاء كشفت صحيفة حرييت أنه تم التعرف على هوية الشخصين اللذين يشتبه بأنهما الإنتحاريين.

وقالت الصحيفة أن الأول هو يونس ايمري الاغوز شقيق منفذ هجوم سوروتش الإنتحاري، والثاني عمر دنيز دوندار المعروف بانه توجه للقتال مرتين الى سوريا. وبحسب الصحيفة فإن الرجلين وهما تركيان وصلا الى أنقرة صباح السبت لتنفيذ الهجوم من مدينة غازي عنتاب (جنوب).

وخلال نهاية الأسبوع أوقفت الشرطة التركية 43 شخصا يشتبه بعلاقتهم بتنظيم الدولة الإسلامية.

وأشار نائب رئيس الوزراء نعمان كورتلموش والناطق بإسم الحكومة الى “اوجه شبه” مع اعتداء سوروتش الذي أوقع 34 قتيلا في 20 كانون الثاني/يناير في سوروتش قرب الحدود السورية.

وتركيا العدو اللدود للرئيس السوري بشار الأسد لطالما واجهت اتهامات بالتغاضي عن انشطة الجهاديين، وبعد اعتداء سوروتش قامت أنقرة بتغيير نهجها وشنت بعض الغارات على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية الذي هدد علنا بالرد.

واستدعت تركيا سفيري الولايات المتحدة وروسيا لتحذيرهما من تقديم أي مساعدات للقوات الكردية السورية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة فرانس برس، “لقد تم استدعاء سفيري الولايات المتحدة وروسيا إلى الخارجية الثلاثاء لعرض وجهات نظر تركيا بخصوص حزب الإتحاد الديمقراطي” الكردي السوري الذي تعتبره أنقرة مقربا من المتمردين الأكراد الأتراك.

وتعتبر أنقرة حزب الإتحاد الديمقراطي فرعا من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا مسلحا منذ 1984 ضد قواتها الأمنية على اراضيها.

وتفاقمت حدة التوتر بين معسكري الرئيس التركي وحزب الشعوب الديمقراطي منذ استحقاق 7 حزيران/يونيو، بعد إحراز الحزب 13% من الأصوات و80 مقعدا في البرلمان (من 550)، وإسهامه بالتالي في حرمان حزب العدالة والتنمية من الأكثرية المطلقة التي كان يحظى بها طوال 13 عاما.

في المقابل، تتهم السلطات حزب الشعوب الديمقراطي بـ”التواطؤ” مع “إرهابيي” حزب العمال الكردستاني على أمل جذب الناخبين القوميين الى صفوفها.

وأعلن الحزب الكردي المسلح السبت بعد ساعات على هجوم أنقرة تعليق عملياته قبل الإنتخابات إلا في حالات “الدفاع المشروع عن النفس”. ولكن رصدت لاحقا مناوشات بين الجيش والمتمردين الأكراد.

وبحسب وزارة الصحة فإن 53 شخصا لا يزالون يعالجون في المستشفى بسبب اصاباتهم في اعتداء أنقرة.

ومساء الثلاثاء لم يلتزم مشجعون أتراك بدقيقة الصمت التي اعلنت في ذكرى ضحايا اعتداء أنقرة، ورددوا هتافات “الله أكبر” قبل مباراة لكرة القدم بين تركيا وايسلندا في قونيا (وسط) ضمن نهائيات كأس أوروبا 2016.

وأدى فوز تركيا في المباراة إلى إشاعة أجواء فرح لدى أمة محزونة، لكن رد الفعل غير المتوقع لدى بعض المشجعين الـ42 الفا في الملعب أثار استهجانا وموجة استنكار على شبكات التواصل الإجتماعي.

اقرأ المزيد عن