إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

السلطات الأمريكية تعتقل طالبا فلسطينيا من جامعة كولومبيا قاد احتجاجات مناهضة لإسرائيل

عملاء الهجرة يوقفون محمود خليل، المتزوج من أمريكية، ويبلغون محاميه أنهم سيلغون بطاقته الخضراء؛ في العام الماضي كان خليل من بين قادة المظاهرات في الحرم الجامعي

الطالب المفاوض محمود خليل في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك في مخيم احتجاجي مناهض لإسرائيل ومؤيد للفلسطينيين في 29 أبريل، 2024. (Ted Shaffrey/AP)
الطالب المفاوض محمود خليل في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك في مخيم احتجاجي مناهض لإسرائيل ومؤيد للفلسطينيين في 29 أبريل، 2024. (Ted Shaffrey/AP)

ألقت سلطات الهجرة الفيدرالية القبض على ناشط فلسطيني بارز ساعد في قيادة حركة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا ليلة السبت، وادعت أنها تتصرف بناء على أمر من وزارة الخارجية بإلغاء بطاقته الخضراء، وفقا لما ذكره محاميته.

كان محمود خليل في شقته المملوكة للجامعة على بعد مبان من حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن عندما دخل عدد من عملاء إدارة الهجرة والجمارك إلى المبنى واقتادوه إلى الحجز، حسبما قالت محاميته إيمي غرير لوكالة “أسوشيتد برس”.

كان خليل أحد المفاوضين مع إدارة الجامعة نيابة عن الطلاب المحتجين المناهضين لإسرائيل والمؤيدين للفلسطينيين، الذين نصبوا خيمة في حديقة جامعة كولومبيا العام الماضي، وأصبح أحد أبرز الوجوه البارزة للحركة المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا.

وأبلغ أحد العملاء غرير عبر الهاتف أنهم كانوا ينفذون أمرا صادرا عن وزارة الخارجية بإلغاء تأشيرة الطالب خليل. وبعد أن أبلغته المحامية أن خليل، الذي تخرج في ديسمبر، يتواجد في الولايات المتحدة كمقيم دائم يحمل البطاقة الخضراء، قال العميل إنهم سيلغون تلك البطاقة أيضا، وفقا للمحامية.

ويبدو أن احتجاز خليل هو أحد الجهود الأولى التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير، للوفاء بوعده بالسعي لترحيل بعض الطلاب الأجانب المشاركين في حركة الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل وسط حملة لمكافحة معاداة السامية.

أدى الهجوم الذي قادته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والحرب الإسرائيلية التي أعقبت ذلك مع الحركة الفلسطينية في قطاع غزة إلى أشهر من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل التي عمت حرم الجامعات الأمريكية.

واستمرت تلك الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، وفي الأسبوعين الماضيين، في الجامعة وكلية بارنارد التابعة لها، اقتحم الطلاب المحتجون مباني الحرم الجامعي ووزعوا مواد دعائية لحماس في مناسبات متعددة.

وقالت غرير إن السلطات رفضت إخبار زوجة خليل، وهي أمريكية الجنسية وحامل في شهرها الثامن، عن سبب احتجازه. وقد تم نقل خليل منذ ذلك الحين إلى مركز احتجاز المهاجرين في مدينة إليزابيث بولاية نيوجيرسي.

وقالت غرير لوكالة أسوشيتد برس: ”لم نتمكن من الحصول على مزيد من التفاصيل حول سبب احتجازه. هذا تصعيد واضح. إن الإدارة تنفذ تهديداتها”.

طالب متظاهر يحمل العلم الفلسطيني خارج مدخل قاعة هاملتون في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك، 30 أبريل، 2024. (Mary Altaffer/AP)

وقال متحدث باسم جامعة كولومبيا إن عملاء إنفاذ القانون يجب أن يبرزوا مذكرة اعتقال قبل دخول ممتلكات الجامعة. ورفض المتحدث القول ما إذا كانت الجامعة قد تلقت مذكرة اعتقال خليل.

ولم يرد المتحدثون باسم وزارة الأمن الداخلي ووزارة الخارجية الأمريكية، التي تشرف على نظام التأشيرات في البلاد، على الأسئلة.

في مقابلة مع “رويترز” قبل ساعات قليلة من اعتقاله يوم السبت، قال خليل إنه يشعر بالقلق من استهدافه من قبل الحكومة وبعض الجماعات المحافظة المؤيدة لإسرائيل بسبب التحدث إلى وسائل الإعلام.

يوم الجمعة، أعلنت إدارة ترامب عن إلغاء عقود ومنح حكومية كانت ممنوحة لجامعة كولومبيا تبلغ قيمتها حوالي 400 مليون دولار. وقالت الحكومة إن اقتطاع الأموال وجهود ترحيل الطلاب ترجع إلى المضايقات المعادية للسامية في حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن وبالقرب منه.

وقال خليل قبل اعتقاله “ما الذي يمكن لجامعة كولومبيا أن تفعله لإرضاء الكونجرس أو الحكومة الآن؟”، مشيرا إلى أن الجامعة استدعت الشرطة مرتين لاعتقال المحتجين واتخذت إجراءات تأديبية بحق العديد من الطلاب والموظفين المؤيدين للفلسطينيين، وأوقفت بعضهم عن الدراسة.

وقالت مريم علوان، وهي طالبة في السنة الأخيرة بجامعة كولومبيا كانت تحتج إلى جانب خليل، إن إدارة ترامب تحط من قدر الفلسطينيين.

وأضافت: “أشعر بالفزع تجاه ما حدث لصديقي العزيز محمود، وهو مقيم قانوني، وينتابني الرعب من أن تكون هذه مجرد بداية”.

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين ومناهضون لإسرائيل يتظاهرون في حرم جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك لإحياء ذكرى مرور عام على هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة، 7 أكتوبر، 2024. (Alex Kent/Getty Images/AFP)

عندما استؤنفت الدراسة في سبتمبر، قال خليل لوكالة أسوشيتد برس إن الاحتجاجات ستستمر: ”طالما استمرت جامعة كولومبيا في الاستثمار والاستفادة من الفصل العنصري الإسرائيلي، سيستمر الطلاب في المقاومة”.

وأفادت تقارير بأن وزارة الخارجية الأمريكية ألغت يوم الجمعة تأشيرة طالب أجنبي شارك في المظاهرات المؤيدة لحماس.

وكانت جامعة كولومبيا قد شهدت العام الماضي مظاهرات صاخبة مناهضة لإسرائيل، بلغت ذروتها في مخيم احتجاجي في وسط الحرم الجامعي ألهم مظاهرات مماثلة في جميع أنحاء البلاد واستيلاء الطلاب على مكتبة الحرم الجامعي. واستدعت إدارة الجامعة الشرطة لإخلاء المكتبة بالقوة، مما أدى إلى اعتقال العشرات من الطلاب.

تجددت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا في أعقاب طرد طالبين قاما بتعطيل محاضرة لأستاذ إسرائيلي في بداية الفصل الدراسي الربيعي. وردا على ذلك، اقتحم متظاهرون مناهضون لإسرائيل الأسبوع الماضي مبنى الحرم الجامعي في جامعة بارنارد مما أدى إلى إصابة موظف في الجامعة وتسبب بأضرار بلغت قيمتها 30 ألف دولار.

وقد وجد استطلاع للرأي أجرته رابطة مكافحة التشهير نُشر الشهر الماضي أن 83٪ من طلاب الجامعات اليهود عانوا أو شهدوا معاداة للسامية منذ بداية حرب غزة، وقال 66٪ منهم أنهم غير واثقين من قدرة جامعاتهم على منع الحوادث المعادية للسامية.

اقرأ المزيد عن