السفير الأمريكي يصرح أنه لا يقاطع بن غفير لكنه سيتعامل بشكل أساسي مع نتنياهو
نايدس يقول إنه سيتبين في غضون أسابيع ما إذا كانت إسرائيل مؤهلة لبرنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول ولكن لا يزال يتعين عليها تمرير القوانين ذات الصلة في الوقت المناسب، وطمأنة الأمريكيين العرب بأنه يمكنهم دخولها بحرية
نفى السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدس يوم الثلاثاء أن يكون هو أو إدارة بايدن قد فرضا مقاطعة ضد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، لكنه قال إن واشنطن ستعمل بشكل أساسي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بينما تتكيف مع العلاقات الثنائية في ظل الحكومة الإسرائيلية المتشددة الجديدة.
جاء تصريح نايدس بعد أن وُجه له سؤال في هذا الشأن خلال مقابلة أجرتها معه هيئة البث الإسرائيلية (كان): “لا توجد مقاطعة. أنا لا أقاطع… سنعمل مع الحكومة الإسرائيلية. إنها حكومة منتخبة ديمقراطيا. سنعمل مع الجميع. ولكن من حيث المبدأ، سأعمل مع رئيس الوزراء”.
إن تفضيل العمل مع نتنياهو هو الذي تحدث عنه مسؤولو بايدن في الأسابيع الأخيرة وهو جزء مما يقولون إنه نهج جديد يهدف إلى مساءلة رئيس الوزراء بشأن سياسات بعض شركائه اليمينيين في الائتلاف. مثل بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من حزب “الصهيونية الدينية”.
وقال نايدس: “قال لنا رئيس الوزراء إن يديه مثبتتان بقوة على عجلة القيادة. هذا هو الشخص الذي نتعامل معه”.
لكن وراء الأبواب المغلقة، أخبر نايدس زملائه أن الولايات المتحدة لا تعتزم لقاء بن غفير، حسبما قال مصدران مطلعان على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل” الشهر الماضي.
بدأت حكومة نتنياهو الجديدة بداية صعبة نسبيا في علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد أن قام بن غفير – الذي يصف نفسه بأنه من تلامذة الحاخام العنصري الراحل مئير كهانا – بجولة إلى الحرم القدسي في القدس الأسبوع الماضي.
أصدر نايدس بيانا أعلن فيه أنه “كان واضحا جدا في المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن مسألة الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس” – في إشارة إلى السياسة التي بموجبها يُسمح لغير المسلمين بدخول الحرم القدسي وفقا لشروط صارمة، في حين يُسمح للمسلمين بزيارة الموقع والصلاة فيه.
وأضاف نايدس في البيان إن “الإجراءات التي تمنع [الحفاظ على الوضع الراهن] غير مقبولة”.
وتحدث بنبرة مختلفة يوم الثلاثاء عندما سئل عما إذا كانت زيارة بن غفير تثبت أن يدي نتنياهو “ليستا على عجلة القيادة”.
وقال نايدس: “لقد قال مرارا أنه لن يسمح بتغيير الوضع الراهن في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، ونحن نثق بكلمته”.
يُعتبر الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي أحد الخطوط الحمراء لإدارة بايدن في علاقاتها مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي تضم أعضاء مثل بن غفير الذي طالما دعا إلى قلب السياسة في الموقع. هناك قضية أخرى قال المسؤولون الأمريكيون إنهم لن يوافقوا عليها وهي أي خطوات نحو ضم الضفة الغربية.
שגריר ארה"ב בישראל תום ניידס בריאיון ראשון מאז השבעת הממשלה: נתניהו מבין שהרחבת ההתנחלויות לא תתרום לפתרון שתי המדינות • על הפטור מוויזות – "ההכרעה בתוך שבועות" • ומה דעתו על הרפורמה המשפטית של לוין?#חדשותהערב @gilicohen10 pic.twitter.com/ykaeY5Z7iD
— כאן חדשות (@kann_news) January 10, 2023
وقال نايدس إن نتنياهو يتفهم موقف إدارة بايدن المؤيد “للحفاظ على رؤية حل الدولتين حية” وكذلك معارضتها لـ”شرعنة البؤر الاستيطانية والتوسع الاستيطاني الكبير”.
يوم الإثنين، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بالعقوبات التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية بسبب جهود رام الله الناجحة لجعل محكمة العدل الدولية تعطي رأيا في سلوك إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
ولدى سؤاله عن رد فعله على الإصلاح القانوني المزمع الذي أعلنه وزير العدل ياريف ليفين الأسبوع الماضي، قال نايدس إنه ليس في وضع يسمح له بالتعليق على الأمر: “لا يود الشعب الإسرائيلي سماع محاضرات من أمريكا… مهمتنا هي عدم فرض إرادتنا على كل قرار تتخذه هذه الحكومة فيما يتعلق بقضايا مثل الإصلاح القضائي”.
على الرغم من ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة بيانا مبهما قالت فيه إن “المؤسسات الإسرائيلية المستقلة… ضرورية لدعم الديمقراطية المزدهرة في البلاد”.
في الأسبوع الماضي، قال مسؤولان أمريكيان لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن إدارة بايدن لا تعتزم الضغط على نتنياهو ضد تنفيذ الإصلاحات القضائية التي أعلنها ليفين.
وتكهن مصدر مطلع على الأمر في ذلك الوقت بأن الإدارة قد تقدم دعما مبهما لأهمية وجود سلطة قضائية قوية إذا طلب الصحفيون من الولايات المتحدة التعليق على الأمر، لكن السياسة لن تمتد إلى أكثر من ذلك. ويبدو أن البيان العام لوزارة الخارجية بعد أيام يؤكد هذه التكهنات.
فيما يتعلق بموقف إسرائيل من الحرب في أوكرانيا، قال نايدس يوم الثلاثاء أنه لا يساوره شك في أن القدس وواشنطن ستكونان “على وفاق”. في الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية إيلي كوهين إن الحكومة الجديدة لن تعلق كثيرا في حديثها العلني عن الغزو الروسي، مما أثار مخاوف من أن إسرائيل ستغير موقفها وتجعله أقرب إلى موقف الكرملين. وقال نايدس إن الولايات المتحدة تأمل في أن تقوم إسرائيل، مثلها مثل أي دولة أخرى تقريبا، بالمزيد لدعم أوكرانيا.
كما طُلب من السفير تقديم تحديث للوضع فيما يتعلق بجهوده لإضافة إسرائيل إلى برنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة. لكي تكون مؤهلة لدخول البرنامج، تحتاج إسرائيل إلى خفض معدل رفض طلبات تأشيرة مواطنيها إلى أقل من ثلاثة بالمائة سنويا. وقال نايدس إنه سيتعين على الكنيست تمرير العديد من التشريعات ذات الصلة بسرعة، وأنه سيتعين على إسرائيل أيضا الالتزام بسياسة “المعاملة بالمثل” فيما يتعلق بمعاملتها للأمريكيين العرب عند المعابر الحدودية من أجل إدراج إسرائيل في برنامج الإعفاء من تأشيرات الدخول. حذر العديد من المشرعين الديمقراطيين في الأشهر الأخيرة من أن معاملة إسرائيل وسياساتها تجاه المسافرين الفلسطينيين في الضفة الغربية قد تؤدي إلى عدم قبول القدس في البرنامج الأمريكي.
في غضون ذلك، من المقرر أن يزور مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إسرائيل الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين. يعتزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن القيام بزيارته الخاصة في الأسابيع التالية، بحسب مسؤول إسرائيلي، الذي قال إن الرحلة ستمهد لزيارة نتنياهو إلى واشنطن.