السفير الأمريكي يتوقع أن نتنياهو لن يدفع بخطة الإصلاح القضائي بسبب رد الفعل “الدراماتيكي”
توم نايدس يقول إن الإصلاح القضائي لم يكن الهدف الرئيسي لرئيس الوزراء عند عودته إلى السلطة؛ ويضيف أن بايدن وجّه كبار مساعديه لمحاولة تأمين اتفاق تطبيع مع السعودية
قال السفير الأمريكي توم نايدس يوم الثلاثاء أنه لا يعتقد أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستقوم بالدفع قدما بحزمة التشريعات الكاملة لإصلاح القضاء.
وقال نايدس خلال حدث افتراضي نظمه “المجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي”: “لا أعتقد أننا سنستيقظ ونجدهم يقومون بتمرير كل هذه التشريعات بشكل أحادي… آمل ألا يفعلوا كل شيء من جانب واحد لأنني أعتقد أن رد الفعل هنا سيكون دراماتيكيا للغاية”.
بدأ إئتلاف نتنياهو بالدفع من جانب واحد بجزء صغير نسبيا لحزمة الإصلاحيات القضائية هذا الأسبوع في تشريع يهدف إلى تقييد المراجعة القضائية، لكن بعض المنتقدين يخشون من أن الحكومة تسعى إلى الدفع بالخطة بالتدريج، وليس دفعة واحدة، إدراكا منها بأن رد الفعل على الاستراتيجية الثانية سيكون أكثر شراسة.
ومضى نايدس في التأكيد على أن خطة الإصلاح القضائي “لم تكن أبدا الهدف الرئيسي [لنتنياهو عندما أصبح] رئيسا للوزراء. شركاؤه في الإئتلاف لديهم هدف مختلف”، لكن رئيس الوزراء مهتم أكثر بمحاربة إيران وتأمين اتفاقية تطبيع مع السعودية.
وتعليقا على حركة الاحتجاج ضد خطة الإصلاح، قال نايدس إنها تثبت أن “الديمقراطية ما زالت حية وبصحة جيدة في إسرائيل”، وادعى أنه لم يتم اعتقال أي شخص وأنه لم يتم إلحاق أضرار في الممتلكات.
قبل ساعات من ذلك فقط، اعتقلت الشرطة ستة متظاهرين لقيامهم بحرق إطارات من أمام منزل وزير العدل ياريف ليفين في موديعين. كما تم اعتقال آخرين لقيامهم بإغلاق طرق وأشكال أخرى من الإخلال بالنظام العام خلال الاحتجاجات المستمرة منذ 26 أسبوعا.
وقد حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل من المضي قدما في الخطة المثيرة للجدل التي تم الكشف عنها في أوائل يناير، وحثت بدلا من ذلك القدس على تبني إصلاحات قضائية تحظى بدعم واسع.
وقال بايدن نفسه في أواخر مارس إن نتنياهو لن يتلق دعوة إلى البيت الأبيض في “المستقبل القريب”، وسط استياء واشنطن من الطبيعة المتطرفة للمقترحات التي طرحها ليفين في البداية.
سُئل نايدز عن عدم وجود دعوة من البيت الأبيض وأصر على أن الدعوة ستأتي في نهاية المطاف، مع تجنب الخوض في التفاصيل وأشار إلى أن نتنياهو كان بالفعل في المكتب البيضاوي أكثر من أي زعيم أجنبي آخر.
وردا على سؤال حول جهود الإدارة للتوسط في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة السعودية، قال نايدس إن بايدن وجّه كبار مستشاريه لمحاولة “معرفة ما إذا كانت هناك فرصة” للتوصل إلى اتفاق وأنه “على استعداد لبذل جهد سياسي” في هذه العملية.
أقر نايدس بأن المهمة معقدة، لكنه قال إنها تستحق المحاولة، لأنها ستفيد جميع البلدان المعنية وسترقى إلى قيام إسرائيل بإبرام سلام مع “معظم العالم الإسلامي”.
وتابع السفير حديثه معربا عن افتخاره بسلسلة من الإجراءات التي ساعد في الدفع بها لتحسين معيشة الفلسطينيين – توسيع ساعات العمل في معبر اللنبي بين الضفة الغربية والأردن، وتوسيع نطاق الوصول إلى شبكة الجيل الرابع الخلوية للفلسطينيين، وزيادة التمويل لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الوقود والكهرباء في الضفة الغربية وقطاع غزة. معظم هذه المبادرات لم تكتمل بعد، لكن نايدس يعمل لضمان اتمامها في الأشهر المقبلة.
أصر السفير على أنه والإدارة ما زالا يدعمان حل الدولتين، لكنه قالا إن الظروف ليست ناضجة حتى تؤتي ثمارها، وأنه ينبغي اتخاذ خطوات لتحسين معيشة الفلسطينيين في غضون ذلك.
ومن المقرر أن يتنحى نايدس عن منصبه في 12 يوليو، وستعمل نائبة السفير الحالية ستيفاني هاليت كرئيسة مؤقتة للبعثة.
في حين أن البيت الأبيض وضع قائمة أولية بالمرشحين المحتملين ليحلوا محل نايدس – الذي كانت مدة ولايته 19 شهرا فقط – فمن غير المتوقع الإعلان عن مرشح ليحل محله في المستقبل القريب، وفقا لمسؤول أمريكي مطلع على الأمر.