إسرائيل في حالة حرب - اليوم 370

بحث

السعوديون يتجهون صوب رؤية نتنياهو في الشأن الفلسطيني – نيويورك تايمز

التقرير عن قلق فلسطيني من اقتراح يلقى دعما من ولي العهد السعودي يأتي قبل تغيير متوقع في السياسة الأمريكية حول القدس

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلتقي بالملك السعودي سلمان في الرياض، 7 نوفمبر، 2017. (Thaer Ghanaim / Wafa)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلتقي بالملك السعودي سلمان في الرياض، 7 نوفمبر، 2017. (Thaer Ghanaim / Wafa)

أثارت خطة سلام أمريكية مزعومة تلقى دعما من السعودية المخاوف في صفوف الفلسطينيين ومسؤولين عرب من أن واشنطن اختارت تبني المواقف الإسرائيلية في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

بموجب اقتراح عرضه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارة قام بها الأخير إلى الرياض في الشهر الماضي، سيحصل الفلسطينيون على دولة غير متصلة في الضفة الغربية وقطاع غزة من دون أن تكون لديهم السيادة الكاملة على الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم؛ ولن يتم إخلاء معظم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية؛ ولن يحصل الفلسطينيون على القدس الشرقية عاصمة لدولتهم؛ ولن يُسمح للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم بالعودة إلى إسرائيل، بحسب ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت متأخر الأحد.

ويأتي التقرير مع تصاعد التكهنات بشأن ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل والتداعيات التي ستكون لخطوة كهذه على الجهود الأمريكية لإحياء محادثات السلام.

وجاء في التقرير أن الخطة، التي تعكس العديد من بنودها مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثارت القلق بين عباس ومسؤولين عرب آخرين بشأن النوايا الأمريكية لخطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية وفيما إذا كان ولي العهد السعودي يعمل نيابة عن إدارة ترامب.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتصافحان قبل اجتماعهما في فندق بالاس في مدينة نيويورك قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 سبتمبر 2017. (AFP Photo/Brendan Smialowski)

ونفت واشنطن لصحيفة “نيويورك تايمز” ان يكون المقترح المذكور في التقرير هو خطتها للسلام في الواقع، في حين أكدت الرياض على أنها لا تزال ملتزمة بمبادرة السلام خاصتها، والتي تشمل انسحابا إسرائيليا إلى خطوط عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة فلسطينية.

وقال حسن يوسف، وهو مسؤول كبير في حركة “حماس” في الضفة الغربية: “إذا قبلت القيادة الفلسطينية بأي شيء مما سبق، فإن الشعب الفلسطيني لن يسمح لها بالبقاء”.

من بين عناصر المقترح السعودي الوارد في التقرير إنشاء عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية في أبو ديس، وهي بلدة في ضواحي القدس في الضفة الغربية، تقع شرقي الجدار الفاصل الإسرائيلي.

فكرة سعودية أخرى بحسب التقرير هي إضافة أجزاء من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى غزة مقابل أراض في الضفة الغربية سيتنازل عنها الفلسطينيون. مصر رفضت في السابق إقتراحات كهذه. في الأسبوع الماضي قال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك إنه رفض الفكرة عندما طرحها عليه نتنياهو في عام 2010.

نقلا عن مسؤول وسياسي لبناني، قالت “نيويورك تايمز” إن السعوديين أمهلوا عباس مدة شهرين لقبول الخطة أو مواجهة ضغوطات تطالبه بالتنحي عن منصبه لصالح شخص أكثر استعدادا لقبول الاقتراح.

إقتراح ولي العهود السعودي المزعوم لعباس جاء بعد أسابيع فقط من اجتماعه مع جاريد كوشنر، صهر ترامب والرجل المكلف من قبل الإدارة الأمريكية بملف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وورد أن الرجلين طورا بينهما علاقة وثيقة.

مستشار البيت الابيض جاريد كوشنر يلتقي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، 24 اغسطس 2017 (courtesy, WAFA)

التقرير في “نيويورك تايمز” جاء في الوقت الذي ادلى فيه كوشنر بتصريحات نادرة حول جهود البيت الأبيض لإحياء محادثات السلام ومع اقتراب الموعد النهائي المقرر يوم الإثنين لتوقيع ترامب على أمر تأجيل لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

متحدثا في “منتدى سابان” الأحد، قال كوشنر إن ترامب لم يتخذ قراره بعد بشأن نقل السفارة أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال كوشنر أيضا إن هدف فريقه هو بناء الثقة بين الطرفين، التي أكد على أنها آخذة بالازدياد في غياب تسريبات من خطة السلام الأمريكية.

وذكرت مجموعة من التقارير في الأيام الأخيرة أنه في حين أن من المتوقع أن يوقّع ترامب على أمر تأجيل نقل السفارة، لكنه سيلقي خطابا يوم الأربعاء سيعترف خلاله بالقدس عاصمة للدولة اليهودية.

ومن شأن إعلان كهذا أن يكون مثار جدل كبير، حيث أنه لن يثير حفيظة الفلسطينيين فحسب، بل وحلفاء عرب سنة آخرين، من ضمنهم السعودية والأردن.

وذكرت تقارير إن وفدا فلسطينيا التقى بكوشنر يوم الجمعة وحذره من أن نقل السفارة إلى القدس، أو الإعتراف رسميا بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، “سيقتل المفاوضات” ويكون بمثابة نهاية للعملية السلمية.

وحذر كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأردني الأحد من أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قد يؤدي إلى إندلاع العنف في المنطقة وعرقلة محاولات تجديد محادثات السلام.

اقرأ المزيد عن