الرهينة فرحان القاضي قال أنه مكث في ظلام دامس أثناء الأسر، وكان يستحم مرة واحدة في الشهر
الرهينة البدوي الذي تم انقاذه، الأب لـ 11 طفلاً، ترك بمفرده قبل أسبوعين بعد أن سمع الخاطفون تدريبات الجيش؛ تم تفخيخ النفق بالمتفجرات لمنعه من الهروب
قبل أسبوعين من وصول قوات الجيش الإسرائيلي لإنقاذ فرحان القاضي من أنفاق غزة التي احتجز فيها طوال أغلب فترة أسره التي استمرت عشرة أشهر ونصف الشهر، فر المسلحون المكلفون بحراسته، حسب ما ذكرت وسائل إعلام عبرية يوم الأربعاء، مع ظهور تفاصيل جديدة عن احتجازه لدى حماس.
وبحسب التقارير، ترك المسلحون القاضي في غرفة تحت الأرض ولم يتركوا له سوى بعض الخبز بعد سماع تدريبات لسلاح الهندسة القتالية الإسرائيلي في مكان قريب. وقبل المغادرة، قام عناصر حماس بتفخيخ الأنفاق المحيطة بالمتفجرات، لضمان عدم تمكنه من الخروج حياً إذا حاول الفرار.
وعندما دخلت القوات الإسرائيلية الأنفاق بعد أيام، طُلب من القاضي التعريف بنفسه، فصرخ “لا تطلقوا النار! أنا فرحان”، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقال في مكالمة هاتفية مع الرئيس إسحاق هرتسوغ بعد وقت قصير من إنقاذه يوم الثلاثاء “عندما سمعت اللغة العبرية خارج الباب، لم أصدق ذلك، لم أصدق ذلك”.
وبحسب هيئة البث العام “كان”، فقد تمكن من إبلاغ الجيش الإسرائيلي بالأجزاء التي تم تفخيخها من الأنفاق المحيطة.
وقال الجيش أنه تم تحرير القاضي يوم الثلاثاء أثناء قيام القوات بتمشيط شبكة أنفاق في جنوب غزة بحثا عن رهائن. وقد اختطف القاضي في السابع من أكتوبر من كيبوتس ماغن، بالقرب من حدود غزة، حيث كان يعمل حارس أمن في مصنع للتغليف.
وفي شهادة حصلت عليها القناة 12، روى الرجل البدوي (52 عاما) الذي لديه 11 ابنا، أنه ظل محتجزا في ظلام دامس داخل الأنفاق طوال معظم أيام أسره البالغة 326 يوما.
وقال القاضي أنه في بداية أسره احتجز في شقة فوق الأرض مع عدد من الرهائن الآخرين، ولكن سرعان ما تم نقله إلى تحت الأرض.
ونقلت القناة 12 عنه قوله “بعد شهرين تقريبا، نقلنوني إلى نفق. كنت وحدي هناك، ولم يكن حولي سوى الخاطفين. لم أكن أعرف الفرق بين الليل والنهار”.
“كانوا ملثمين، وأعطوني طعاما، في الغالب شرائح من الخبز ـ وكان الطعام قليلا للغاية”، قال. “كان الظلام دامسا، وكنت أضع يدي على عيني للتأكد من أنني ما زلت قادرا على الرؤية، كان الظلام دامسا للغاية”.
وقال إنه سُمح له بالاستحمام مرة واحدة في الشهر.
ونقلت قناة 12 الإخبارية في وقت سابق من اليوم الأربعاء عن شقيق القاضي، جمال، قوله إن المسلحين الذين اختطفوا القاضي أطلقوا النار على ساقه عندما رفض إخبارهم عن مكان وجود اليهود.
وقالت القناة أنه تم معالجة جرح القاضي في غزة بإبرة وخيط، من دون أي مخدر.
وقال رئيس بلدية رهط السابق عطا أبو مديغم للقناة 12 يوم الثلاثاء إن القاضي شهد وفاة رهينة آخر في الأسر، وهو رجل يهودي كان محتجزا معه لمدة شهرين في بداية أسره، قبل نقله تحت الأرض. ولم يتسن التحقق من المعلومات على الفور ولم يكن هناك تعليق من القوات الإسرائيلية أو من منتدى عائلات الرهائن.
وقال أبو مديغم “لقد تعاملوا معه كإسرائيلي في كل شيء”، مضيفا أن القاضي “بالكاد رأى الشمس” أثناء احتجازه رهينة.
وقال العمدة السابق لصحيفة وول ستريت جورنال إن نحو 20 بدوياً قتلوا على يد مسلحي حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر. ويعتقد أن هناك أربعة بدويين من بين الرهائن المتبقين، وقد أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحدهم؛ وتم إطلاق سراح اثنين من المراهقين البدو خلال هدنة نوفمبر التي استمرت لمدة أسبوع.
ويعتقد أن 104 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، من ضمنهم رفاة 34 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. وقد شهد الهجوم المفاجئ اقتحام آلاف المسلحين بقيادة حماس لجنوب إسرائيل لقتل ما يقارب من 1200 شخص.
وشهدت هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر إطلاق حماس سراح 105 مدنيين، وإطلاقها سراح أربع رهائن قبل ذلك. وتم إعادة ثمانية رهائن أحياء، واستعادة جثث 30 آخرين، من بينهم ثلاثة قتلهم الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ خلال محاولتهم الفرار من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.