إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

الرهينة المفرج عنه عوفر كالديرون يروي عن صدمته بعد أن علم بأن ولديه محتجزين في غزة

في مقابلة هي الأولى معه منذ إطلاق سراحه في فبراير، كالديرون يروي كيف أمضى ثلاث ساعات فقط فوق سطح الأرض في غزة، وكيف علم قبل أسبوعين فقط من إطلاق سراحه أن ابنه نجا في 7 أكتوبر

الرهينة المفرج عنه عوفر كالديرون يشير بيده خلال مقابلة بثت على القناة 12، في 4 يوليو 2025. (Screen capture: Channel 12)
الرهينة المفرج عنه عوفر كالديرون يشير بيده خلال مقابلة بثت على القناة 12، في 4 يوليو 2025. (Screen capture: Channel 12)

روى عوفر كالديرون، الذي عاد من أسر حماس في شهر فبراير، في أول مقابلة له منذ إطلاق سراحه الصدمة التي عاشها عندما اعتقد أن أولاده قُتلوا في هجوم 7 أكتوبر 2025، قبل أن يكتشف أن اثنين منهم محتجزان كرهائن في غزة.

في المقابلة التي بثتها القناة 12 يوم الجمعة، وصف كالديرون أيضا كيف خرج إلى السطح لمدة ثلاث ساعات فقط طوال فترة وجوده في غزة، وكيف كان في أنفاق مع كبار مسؤولي حماس، بمن فيهم يحيى السنوار، وعن كيفية تعرض نفق تواجد فيه لضربة إسرائيلية.

وقال كالديرون إنه اعتقد في البداية أن جميع أفراد عائلته في نير عوز قد قُتلوا، بما في ذلك ابنته ساهر البالغة من العمر 16 عاما وابنه إيرز البالغ من العمر 12 عاما. لكن بعد ثلاثة أسابيع من الأسر، التقى كالديرون برهينة أخرى هي ريمون كيرشت، التي أخبرته أنها كان محتجزة مع ساهر.

وقال إنه توسل إلى خاطفيه أن يسمحوا له برؤية ابنته، فاقتادوه إلى الشقة التي كانت محتجزة فيها. لكنهم أُجبروا على العودة إلى تحت الأرض عندما بدأت الغارات في المنطقة، حسبما روى كالديرون.

وأضاف أن تلك الثلاث ساعات كانت المرة الوحيدة التي قضاها فوق سطح الأرض طوال فترة أسره.

ثم احتُجز كالديرون وابنته مع ثلاثة رهائن آخرين في نفق في منطقة خان يونس، جنوب غزة. هناك، قال كالديرون إنه أعطى قائد إقليمي في حماس قائمة بأسماء مكتوبة باللغة الإنجليزية، لمعرفة ما إذا كان هؤلاء الأشخاص على قيد الحياة. وأخبر القائد كالديرون أن إيرز على قيد الحياة في المستشفى.

وقال كالديرون: ”نقلنا له رسالة مفادها أن ساهر وأنا بخير. طلب بالطبع أن يأتي والده إليه، وقيل له إن ذلك مستحيل“.

الرهينة المفرج عنه عوفر كالديرون يلتقي بأطفاله روتيم وغايا وإيريز وساهر في 1 فبراير 2025. (Ma’ayon Taof / GPO)

تم نقل كالديرون وساهر إلى مكان آخر حيث كان يوجد جهاز تلفاز، حيث شاهدا بالصدفة هداس كالديرون، زوجته السابقة وأم أطفالهما، تتحدث عن الرهائن – مما أعطاه دليل على أنها على قيد الحياة.

وقال كالديرون: ”بكيت أنا وساهر كثيرا. كان الأمر غريبا – أنت تحت الأرض وتراها هناك في إسرائيل تتحدث“.

كما علم قبل أسبوعين فقط من إطلاق سراحه أن ابنه الآخر روتيم، الذي كان يبلغ من العمر 19 عاما آنذاك، لا يزال على قيد الحياة، وذلك من خلال خطاب متلفز ذكرت فيه يفعات زايلر، قريبة عوفر، أن جميع أبناء عوفر ينتظرون والدهم.

وقال كالديرون أنه حتى علم أن روتيم نجا من هجوم حماس، كان يعاني من كوابيس راى فيها ”شواهد قبور عليها اسمه، وأشياء مروعة من هذا القبيل. لكن في أعماقي كنت أقول لنفسي إنه على قيد الحياة“.

تم إطلاق سراح إيرز وساهر في صفقة الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر 2023، والتي أطلقت فيها حماس سراح 105 امرأة وطفل مقابل 240 اسيرا فلسطينيا.

يفعات زايلر، قريبة عوفر كالديرون، الذي أُطلق سراحه في وقت سابق من أسر حماس، تتحدث عند بوابة بيغين في تل أبيب في الأول من فبراير 2025. (Marcelo Sznaidman/Pro-Democracy Protest Movement)

في ذلك الوقت، قال كالديرون إن خاطفيه أخبروه أنه سيتم إطلاق سراحه قريبا، وهو صدقهم.

وقال: ”انتهى الأمر، لقد أطلقوا سراح الأطفال والشابات، والآن دور البالغين – هذا ما قاله لي العرب. لكن ذلك لم يحدث“.

وروى ”رأيت إيرز وساهر يخرجان على شاشة التلفزيون، فبدأت أبكي. بالطبع شعرت بالارتياح لأن الولدان سيعودان إلى الوطن. لكنني كنت أبكي أيضا على ما سيحدث لاحقا… أدركت أنني لن أخرج، وأدركت أن الأسوأ من ذلك هو أن الحرب الحقيقية بدأت للتو“.

بعد إطلاق سراح ولديه، تم نقل كالديرون إلى نفق جديد، حيث احتُجز مع ياردن بيباس عندما أُبلغ الأخير أن زوجته شيري وابنيه الصغيرين أريئيل وكفير قُتلا في الأسر، وفقا للقناة 12.

في ذلك النفق، قال كالديرون إن السنوار، زعيم حماس الذي قُتل على يد الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2024، زاره هو وبيباس.

يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، يلقي كلمة في مدينة غزة، 30 أبريل 2022. (AP Photo/Adel Hana)

وقال كالديرون: ”تعرفت عليه على الفور. كان برفقة [شخص] آخر تعرفت عليه أيضا“، مضيفا أن السنوار كان يحمل معه جهاز فاكس يستخدمه للتواصل دون أن يتم اعتراضه.

وقال ”سألته: ’ماذا سيحدث الآن؟ هل انتهت مفاوضات [وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن]؟‘ فأجاب: ’الوضع تراجع قليلا، اصبر، شهر آخر وسيكون كل شيء على ما يرام‘. هذا ما قاله، شهر“.

سرعان ما فُصل كالديرون عن بيباس ونُقل إلى نفق آخر تعرض لضربة من الجيش الإسرائيلي بينما كان هناك مع أربعة رهائن آخرين، وفقا للقناة 12. كان النفق بعرض 70 سنتيمترا وكان “يعاني من ظروف صحية مروعة”، حسبما روى كالديرون.

وقال “بقينا هناك ستة أسابيع، شهرين، وسمعنا انفجارات مروعة. كان الموت حاضرا دائما”.

خلال الأشهر التالية حتى إطلاق سراحه، لم يحصل كالديرون سوى على ماء مالح للشرب وقطعة رقيقة من الخبز يوميا.

وروى: ”كنت أقسمها إلى نصفين، وأضع نصفها في جيبي لأكلها لاحقا. كنت آكلها حبة بحبة. تشعر وكأنك في قصص الهولوكوست“.

توضيحية: تظهر هذه الصورة، التي نشرها الجيش الإسرائيلي في 20 يناير 2024، داخل نفق تابع لحركة حماس في خان يونس جنوب غزة، حيث كان الرهائن محتجزين، وفقا للجيش. (Israel Defense Forces)

كالديرون (54 عاما)، هو راكب دراجات شغوف، وقال في المقابلة إنه كان يفكر كثيرا في ركوب الدراجات أثناء وجوده في الأسر: ”هذه الرياضة – لا توجد حرية أكبر من ذلك“. أطلق فريق كالديرون للدراجات ومؤسسة “لهوشيط يد” (مد يد العون) الخيرية حملة لجمع التبرعات لدعم إعادة تأهيله وإعادة تأهيل أسرته، حسبما قال على “”إنستغرام” يوم الجمعة.

أُطلق سراح كالديرون في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، الذي أفرجت بموجبه حماس عن 33 امرأة وطفلا ورجلا من المدنيين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما وأشخاصا اعتُبروا ”حالات إنسانية“، مقابل إطلاق سراح نحو 1900 اسير فلسطيني، بينهم ما لا يقل عن 270 محكوما عليهم بالسجن مدى الحياة بتهم قتل عشرات الإسرائيليين.

انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق الذي استمر 42 يوما في 2 مارس وسط رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التفاوض على المرحلة الثانية، التي كانت ستتطلب انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة – وهو خط أحمر بالنسبة لشركاء نتنياهو من اليمين المتطرف في الائتلاف.

لا تزال الجماعات المسلحة في قطاع غزة تحتجز 50 رهينة، بينهم 49 من الذين اختطفوا في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين. كما تحتجز حماس جثمان جندي إسرائيلي قُتل في غزة عام 2014.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل ما لا يقل عن 28 رهينة. ويُعتقد أن 20 من الرهائن على قيد الحياة، وهناك مخاوف شديدة بشأن سلامة اثنين آخرين، حسبما أفاد مسؤولون إسرائيليون.

اقرأ المزيد عن