إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث

الرهينة المحرر ألموغ جان مئير يصارع مع التحديات المتمثلة في العودة إلى الحرية

خال مئير جان، أفرام مئير، يناقش صحة ابن اخته الجسدية والنفسية، وحاجته لرؤية زملائه من الرهائن والعناق الذي يتلقاه من الجمهور الإسرائيلي

أفيرام مئير (على يسار الصورة)، والرهينة المحرر  ألموغ مئير جان، ووالدته أوريت مئير بعد إنقاذه من غزة في 8 يونيو 2024.  (Courtesy)
أفيرام مئير (على يسار الصورة)، والرهينة المحرر ألموغ مئير جان، ووالدته أوريت مئير بعد إنقاذه من غزة في 8 يونيو 2024. (Courtesy)

مر أكثر من عشرة أيام منذ أن حررت القوات الإسرائيلية ألموغ مئير جان من غزة مع زملائه الرهائن شلومي زيف وأندريه كولزوف ونوعا أرغماني، بعد ثمانية أشهر قضوها في الأسر.

وقال مئير جان، شقيق أوريت والدة أفيرام جان، لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء: “من الناحية الجسدية، هو بصحة جيدة… كل انتباهنا منصب على ألموغ”.

كانت الأيام التي تلت عملية تحرير مئير جان ورهائن آخرين من داخل شقتين في غزة مليئة بالفحوصات الطبية، بدءا بالتأثير المحتمل لمياه غزة شديدة الملوحة على نظامه وصولا إلى بصره وسمعه.

هناك لقاءات مع الأصدقاء ومحادثات هادئة مع الأسرة، ولكن في الغالب، “نحن نحاول ألا نزعجه”، كما قال خاله.

وتابع قائلا: “نريد أن نمنحه مساحة. نحن نطرح عليه الأسئلة ونحرص على منحه السيطرة على ما يحدث له. إذا أراد مشاركة شيء ما، فنحن نستمع إليه ونطرح الأسئلة. وإذا لم يكن يريد ذلك، فنحن لا نضايقه بالأسئلة”.

إذا كان أحد المقربين من ألموغ غائبا عن هذه المحادثات، يتأكد الآخرون من ملء الفراغ، حيث يحاولون معرفة كل ما حدث لمئير جان (21 عاما)، منذ اختطافه من حفل “سوبر نوفا” الموسيقي في السابع من أكتوبر.

لم شمل الرهينة المحرر ألموغ مئير جان مع عائلته في المركز الطبي شيبا في رمات غان، 8 يونيو، 2024. (Israel Defense Forces)

في الوقت الحالي، كما يقول مئير، يريد ابن أخته مشاهدة قائمة الأفلام التي أعدها أثناء وجوده في الأسر، وقضاء بعض الوقت مع زيف وكوزلوف، الرهينتين اللذين قضى معهما أشهرا في الأسر، ويريد رؤية الأصدقاء – ولكن واحدا أو اثنين فقط في كل مرة.

وقال مئير: “إنه هادئ. وهو أيضا مطيع للغاية، ربما أكثر من اللازم. إنه يفعل أي شيء نطلبه منه، وهو لا يفهم تماما سبب شهرته، وأن الكثير من الناس في هذا البلد يشعرون أنهم يعرفونه، لكنه لا يعرفهم، وهو يحتضن أي شخص يطلب ذلك”.

تقيم الأسرة حاليا في فندق، ويستقلون سيارات الأجرة في الغالب أو يتم نقلهم إلى أي مكان يحتاجون إلى الذهاب إليه، سواء إلى جنازة والد ألموغ، الذي كان منفصلا عن العائلة وتوفي فجأة في الساعات التي سبقت تحرير ألموغ، أو إلى المركز التجاري لشراء غطاء جديد لهاتفه المحمول.

وقال مئير: “تعرف عليه الناس في المركز التجاري ولم يكن الأمر سيئا، لقد أرادوا فقط معانقته، لكنه ليس شخصا عاديا في الوقت الحالي، منذ أن تم إنقاذه”.

وهذا يثير قلق عائلة ألموغ بشكل خاص. ويبدو أن الشهرة بدأت تزعج مئير جان، وهو كان على وشك البدء في العمل في شركة تكنولوجيا قبل السابع من أكتوبر، وكان قد أنهى للتو خدمته العسكرية.

أصدقاء ألموغ مئير جان، أحد الرهائن الإسرائيليين الأربعة الذين تم إنقاذهم من غزة، يلتقطون صورة مع صورته بينما يتجمعون مع آخرين خارج المركز الطبي شيبا في رمات غان في 8 يونيو، 2024. (JACK GUEZ / AFP)

خلال الأشهر الثمانية التي قضاها في الأسر، لم يكن مئير جان على دراية بموجات الاحتجاجات والمظاهرات والاهتمام بقضية الرهائن.

وقال خاله: “إنه يريد أن يكون قادرا على الخروج لشراء شوارما”.

إن تحديد نوع الدعم والمساعدة الذي يحتاجه مئير جان في الأشهر المقبلة يتناسب مع النشاط الذي كان أفيرام مئير يقوم به في الأسابيع التي سبقت إنقاذ ابن أخته، حيث كان يمارس الضغوط على أعضاء الكنيست ويعمل على وضع تشريع لمساعدة الرهائن ماليا وعاطفيا بمجرد عودتهم إلى الديار في إسرائيل.

يركز جزء من التشريع على عملية إعادة تأهيل الرهائن، وهو الأمر الذي يقول مئير، وهو منظم فعاليات، إنه لا يعرف عنه شيئا.

وقال مئير: “لقد كتبت إلى أختي اليوم قائمة كاملة من الأسئلة حول معنى إعادة التأهيل، وكم من الوقت يستغرقه، وما يشمل، وكيف تعرف ما إذا كان الشخص قد أكمل إعادة تأهيله، وهل هناك أهداف؟ أنا ببساطة لا أعرف أي شيء عن هذا الأمر (…) هل الأمر يتعلق بألموغ فقط، أم أيضا بأخته أو والدته أو خاله؟ ربما لا”.

تتلقى عائلة مئير جان حاليا العديد من المكالمات الهاتفية وعروض المساعدة من منظمات ومؤسسات مختلفة، لكنها لا تعرف كيفية التعامل مع كل ذلك.

أفيرام مئير (يسار) وأوريت مئير، عم ووالدة الرهينة المحرر ألموغ مئير جان، يدليان بتصريحات في مؤتمر صحفي في مركز شيبا الطبي، 10 يونيو 2024. (Courtesy of Hostages and Missing Families Forum/screenshot)

وقال مئير: “نحن بحاجة إلى المساعدة، والتي يمكن أن تتراوح من كيفية اختيار المعالج إلى إعطائه كوبا من الماء بعد خمس مقابلات إعلامية إلى معرفة نوع المساعدة المتاحة لشراء سيارة أو شقة”.

في الوقت الحالي، يحاول مئير وشقيقته أوريت، اللذان كانا نشطين في منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين منذ تشكيله بعد السابع من أكتوبر، بالأساس حماية خصوصية ألموغ.

وقال: “سيصبح في النهاية أكثر علنية، وسيعبّر عن نفسه وسينضم إلى النضال، لكن هذا ليس على الطاولة بعد. سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكنه سيشارك في جهود العلاقات العامة أيضا، تماما مثل الرهائن الآخرين الذين عادوا إلى الوطن”.

أما مئير، فهو يدرك أنه بحاجة إلى العودة إلى عمله والبدء في كسب رزقه مرة أخرى، بعد ثمانية أشهر من تكريس نفسه بالكامل لابن أخته وعائلته والرهائن الآخرين.

وقال مئير: “هناك شيء من التنافر الآن. أنا في وضع آخر. لقد حدثت لنا معجزة، ولا توجد طريقة أخرى لوصفها. عاد ألموغ إلى البيت ولم نعد من عائلات الرهائن”.

وأضاف: “لكننا جزء من النظام، وأنا لن أتركه حتى يعود الجميع إلى الوطن”.

اقرأ المزيد عن