إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

الرهينة المحررة نعمة ليفي تروي في تجمع حاشد أن أكبر مخاوفها أثناء الأسر كانت الغارات الجوية الإسرائيلية

”كنت مقتنعة في كل مرة أن هذه هي نهايتي“، تقول الرهينة السابقة عن القصف الإسرائيلي، وهي تخاطب حشدا يقدر بالآلاف؛ المئات يشاركون في وقفة احتجاجية على مقتل الأطفال في غزة

الرهينة المفرج عنها نعمة ليفي تتحدث في ساحة المختطفين في تل أبيب، 24 مايو 2025.  (Alon Gilboa/Pro-Democracy Protest Movement)
الرهينة المفرج عنها نعمة ليفي تتحدث في ساحة المختطفين في تل أبيب، 24 مايو 2025. (Alon Gilboa/Pro-Democracy Protest Movement)

تجمع الآلاف في مدن في جميع أنحاء البلاد مساء السبت للمشاركة في مظاهرات مناهضة للحكومة ومن أجل الرهائن، حيث ناشد أقارب المختطفين الحكومة الموافقة على صفقة من شأنها أن تشهد قيام حركة حماس بإطلاق سراحهم كجزء من وقف إطلاق النار في غزة.

وتركزت المظاهرة الرئيسية على معارضة الحكومة في ميدان هبيما في تل أبيب، حيث تجمع المتظاهرون للمطالبة بإنهاء الحرب وإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، بينما شجبوا عبء الحرب على جنود الاحتياط في الوقت الذي يواصل فيه طلاب المدارس الدينية الحريدية تجنب التجنيد العسكري إلى حد كبير.

في غضون ذلك، ومع توقف المفاوضات في قطر مرة أخرى على ما يبدو، تجمع المتظاهرون المطالبون بصفقة رهائن في ساحة المختطفين القريبة من متحف تل أبيب، حيث قالت رهينة سابقة للحشد إن أكثر ما كانت تخشاه أثناء الأسر كان الغارات الجوية الإسرائيلية، مضيفة أنها تخشى على حياة الرهائن المتبقين في غزة.

تحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 58 رهينة، من بينهم 57 من أصل 251 شخصا اختطفهم مسلحون تابعون لحركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

وقالت نعمة ليفي، إحدى جنديات المراقبة الخمس في الجيش الإسرائيلي اللواتي أُطلق سراحهن في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في يناير، أمام حشد ضم حوالي 1500 شخص إن الغارات ”تأتي فجأة“.

وقالت: “أولا تسمع صوت صفير، وتدعو الله ألا تسقط عليك [القنابل] ثم – أصوات انفجارات ودوي قوي يكفي لشل حركتك. الأرض تهتز”

”كنت مقتنعة في كل مرة أن هذه هي نهايتي، وهذا ما وضعني في خطر كبير: إحدى الغارات دمرت جزءا من المنزل الذي كنت فيه“، مضيفة ”الجدار الذي كنت أتكئ عليه لم ينهار، وهذا ما أنقذني“.

وأضافت: ”كان هذا واقعي، والآن هو واقعهم. في هذه اللحظة بالذات، هناك مختطفون يسمعون نفس الصفير والانفجارات، يرتجفون من الخوف. ليس لديهم مكان يهربون إليه، لا يمكنهم سوى الدعاء والتشبث بالجدار بينما يشعرون بعجز رهيب“.

متظاهرون يطالبون بصفقة لإطلاق الرهائن وإنهاء الحرب في قطاع غزة خلال مظاهرة في شارع بيغن، تل أبيب، 24 مايو 2025. (Dana Reany/Pro-Democracy Protest Movement)

وقالت إنها في الأسابيع الأولى من أسرها، كانت محتجزة بمفردها، ”فقط أنا ومختطفي، في حالة هروب مستمر“.

”كانت هناك أيام كاملة دون طعام وقليل من الماء. في أحد الأيام، لم يكن لدي أي شيء، ولا حتى الماء. لحسن الحظ، بدأت تمطر. وضع مختطفي وعاء خارج المنزل الذي كنت محتجزة فيه، وملأه المطر“، كما روت. ”شربت مياه الأمطار، التي كانت كافية لطهي وعاء من الأرز. هذا ما أبقاني على قيد الحياة“، كما روت.

متظاهرون يحتجون ضد الحكومة الإسرائيلية ويطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في تل أبيب، 24 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90 )

وأضافت ليفي أنها أثناء أسرها لم تكن تعتقد أن أي شخص في إسرائيل يمكن أن يكون على علم بما يمر به الرهائن وأن يظل مستعدا لإبقائهم في غزة.

وقالت: ”لكن بعد ذلك عاد المختطفون الأوائل [إلى إسرائيل]، ورووا ما كان يحدث هناك [في غزة]. لقد قالوا الحقيقة. لكن الحقيقة لم تكن كافية“.

وقالت ليفي إن الاحتجاجات من أجل الرهائن كانت مصدر عزاء كبير لها أثناء وجودها في الأسر.

”خلال تلك الفترة الرهيبة التي لا يمكن تصورها، قالوا لنا إننا نُسينا، لكنني لم أصدق ذلك. كنت أعلم أن هناك من يقاتل من أجلي، لأنني في ليالي السبت، عندما كان يُسمح لي بمشاهدة التلفزيون، كنت أراكم في هذه الساحة. هناك، في الأسر، رأيت الآلاف يقفون هنا ملفوفين بالأعلام، يهتفون ويغنون ويحملون صور المختطفين، بما في ذلك صورتي. جعلتموني أشعر أنني لم أُنسى“.

قبل المظاهرات، عقدت مجموعة من عائلات الرهائن التي تنتقد الحكومة بشدة مؤتمرا صحفيا أسبوعيا في تل أبيب، وانتقدت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمواصلته الحرب، وأعربت عن قلقها إزاء نيته تعيين رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الذي كان أعرب عن معارضته لصفقة رهائن.

وقالت عيناف تسانغاوكر، التي يتم احتجاز ابنها ماتان في غزة، عن نتنياهو: “إن الحرب الأبدية ذات الدوافع السياسية أفضل [بالنسبة له] من عودة المدنيين الذين اختُطفوا في عهده”.

وتابعت ”إنه يفضل تسوية غزة بالأرض إلى أجل غير مسمى، حتى لو كان ذلك على حساب 58 رون أراد“، في إشارة إلى طيار إسرائيلي يُعتقد أنه لم يعد على قيد الحياة، بعد أن فقد في معركة في عام 1986 ولا يزال مكانه مجهولا بعد مرور ما يقرب من 40 عاما.

عائلات الإسرائيليين المختطفين في غزة تعقد مؤتمرا صحفيا في تل أبيب في 24 مايو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

واتهم يهودا كوهين، الذي يتم احتجاز نجله نيمرود في غزة، نتنياهو بالتنصل من المسؤولية. وقال، في إشارة إلى اتفاق محتمل يقضي بإطلاق سراح بعض الرهائن فقط: “كيف يمكنه بعد 600 يوم أن يقترح اتفاقا انتقائيا؟ هذا حكم بالإعدام على من سيُتركون هناك. أناشد الرئيس ترامب – أنت وحدك قادر على وقف هذه الكارثة وإعادة الجميع إلى الوطن”.

وفي تجمع مناهض للحكومة على طريق بيغن في تل أبيب، سار المتظاهرون أمام مقر الجيش الإسرائيلي، وهم يقرعون الطبول ويشعلون المشاعل ويرددون هتافات: “لماذا ما زالوا في غزة؟”

متظاهرون مناهضون للحكومة في ساحة حبيما يحملون لافتة كتب عليها ”80 ألفاً يتنصلون من واجبهم، ويستغلون جنود الاحتياط“ في تل أبيب، 24 مايو 2025. (OM/Pro-Democracy Protest Movement)

في إشارة إلى ادعاء نتنياهو المثير للجدل هذا الأسبوع بأن حماس استخدمت ”شباشب وأسلحة AK-47“ في الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر 2023، قال كوهين، باندهاش، إن رئيس الوزراء يبدو أنه يعتقد أن دبابة ابنه نيمرود ”تم الاستيلاء عليها بشباشب“.

وقالت تسانغاوكر إنه بدلا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن، ستواصل الحكومة “ارسال قواتنا إلى الجبهة، لإنشاء مستوطنات على ظهور مختطفينا. سيواصلون تخريب البلاد والتنصل من المسؤولية“.

وأضافت ”من أجل التوصل إلى اتفاق يطلق سراح جميع المختطفين، علينا طرد هذه الحكومة“.

وتعزز الاحتجاج على طريق بيغن، الذي بدا أنه جذب حوالي 1000 شخص في ذروته، بانضمام متظاهرين من المظاهرة المناهضة للحكومة التي جرت في وقت سابق في ميدان هبيما.

وفي شارع كابلان، بين المظاهرتين، وقف نشطاء يسار في صمت، حاملين شموعا وصورا لأطفال قتلتهم إسرائيل في غزة منذ تجدد القتال في 18 مارس.

وظهر على معظم الصور اسم الطفل القتيل، بالإضافة إلى تاريخ ومكان وفاته.

كانت المظاهرة الصامتة المناهضة للحرب، التي نُظمت أمام البوابة الجنوبية لمقر قيادة الجيش الإسرائيلي، أكبر حجما بشكل ملحوظ هذا الأسبوع مقارنة بالأسابيع الماضية، حيث شارك فيها حوالي 400 شخص.

نشطاء يرفعون صور أطفال قُتلوا خلال الحرب في غزة، خلال مظاهرة تطالب بإنهاء الحرب، في تل أبيب، 24 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

جاءت احتجاجات هذا الأسبوع بعد أن أثار رئيس حزب “الديمقراطيون” ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق يائير غولان جدلا بقوله إن الحكومة الإسرائيلية ”تقتل الأطفال كهواية في غزة“.

وقال غولان لاحقا إن تصريحاته كانت موجهة إلى الحكومة وليس إلى الجيش، وأن ”مهمتنا هي ضمان أن تظل إسرائيل دولة عاقلة لا تقتل الأطفال كهواية أو كسياسة“.

ولاقت تصريحاته إدانات واسعة من شخصيات من مختلف الأطياف السياسية.

متظاهرون يحتجون ضد الحكومة الإسرائيلية ويطالبون بالإفراج عن الرهائن في قطاع غزة، تل أبيب، 24 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

وفقا لقائمة محدثة صادرة عن وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس، قُتل 16,503 من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و18 عاما كنتيجة مباشرة للحرب في غزة، أي نتيجة لإطلاق النار والقصف.

تجدر الإشارة إلى أنه يُعرف عن حركة حماس وجماعات مسلحة أخرى استخدامها بانتظام للمراهقين الأكبر سنا كناشطين ومسلحين.

تقول الوزارة التي تديرها حماس إن أكثر من 53 ألف شخص قُتلوا أو يُعتقد أنهم لقوا حتفهم في القتال حتى الآن، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين.

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل، وقتلوا نحو 1200 شخص، واختطفوا 251 آخرين.

وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 20 ألف مقاتل في المعارك حتى يناير، و1600 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

اقرأ المزيد عن