إسرائيل في حالة حرب - اليوم 348

بحث

الرئيس الإيراني يوجّه بالتعامل مع المتظاهرين “بحزم”

الاحتجاجات اندلعت في 16 سبتمبر، يوم وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة" وخرقها قواعد لباس المرأة الصارمة في جمهورية إيران الإسلامية.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتحدث خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، 22 سبتمبر، 2022. ( Ed JONES / AFP)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتحدث خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، 22 سبتمبر، 2022. ( Ed JONES / AFP)

دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سلطات إنفاذ القانون إلى التعامل “بحزم” مع المتظاهرين بعد تسعة أيام من الاحتجاجات على وفاة شابة أثناء توقيفها لدى الشرطة قُتل فيها أكثر من 40 شخصا.

ونُظمت تظاهرات دعما للاحتجاجات في إيران السبت في دول عدة من بينها كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق.

اندلعت الاحتجاجات في 16 أيلول/سبتمبر، يوم وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران بتهمة “ارتداء ملابس غير لائقة” وخرقها قواعد لباس المرأة الصارمة في جمهورية إيران الإسلامية.

وهذه الاحتجاجات هي الأوسع منذ تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 التي نجمت عن ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها نحو مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية).

وتنفي السلطات أي تورط لها في وفاة مهسا أميني (22 عاما) المنحدرة من محافظة كردستان (شمال غرب). لكن منذ 16 أيلول/سبتمبر، يخرج إيرانيون غاضبون إلى الشوارع ليلا للتظاهر.

مهسا أميني (22 عاما)، توفيت بعد أن اعتقلتها شرطة الآداب الإيرانية. (Social media.Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law )

وبحسب حصيلة رسمية غير مفصّلة تشمل متظاهرين وعناصر أمن، قتل 41 شخصا. لكن الحصيلة قد تكون أكبر، إذ أعلنت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” غير الحكومية ومقرها أوسلو عن مقتل 54 متظاهراً على الأقل في الحملة القمعية.

وبينما وصف المتظاهرين بـ”المخلين بالأمن”، دعا الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي السبت السلطات إلى “التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد”، وفق ما نقلت عنه وكالة “ارنا” بالعربية.

وأكد رئيسي على ضرورة “التمييز بين الاحتجاج وتعطيل النظام العام والأمن”.

 مسيرة داعمة للسلطات

حملت وزارة الخارجية الإيرانية عدوها اللدود الولايات المتحدة مسؤولية الاضطرابات وحذرت من أن “المحاولات الرامية الى المساس بالسيادة الايرانية لن تمر من دون رد”، وفق ما نقلت “إرنا”.

أما وزير الداخلية أحمد وحيدي فقال وفق نفس المصدر إنه يتوقع “من السلطة القضائية أن تلاحق بسرعة المدبرين والمنفذين الرئيسيين لأعمال الشغب” بعد إعلان الشرطة توقيف أكثر من 700 شخص.

ووفق لجنة حماية الصحافيين ومقرها الولايات المتحدة، اعتُقل 17 صحافيا في إيران منذ 19 أيلول/سبتمبر.

على غرار يوم الجمعة الماضي، ستنظم مسيرة مؤيدة للحكومة بعد ظهر الأحد في طهران بدعوة من السلطات.

متظاهرة مؤيد للحكومة يحمل صورة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في تجمع حاشد بعد صلاة الجمعة لإدانة الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة احتجاجا على وفاة شابة أثناء احتجازها لدى الشرطة، في طهران، إيران، 23 سبتمبر ، 2022. (AP Photo/Vahid Salemi)

واندلعت تظاهرات السبت في عدة مدن إيرانية من بينها العاصمة طهران حيث أظهر مقطع فيديو امرأة تمشي ورأسها مكشوف وتلوح بحجابها في وسط الشارع، منتهكة بذلك قواعد اللباس الصارمة.

ويتوجب على النساء في إيران تغطية شعرهن وجسمهن بلباس يتجاوز الركبتين في الفضاء العام، وعدم ارتداء السراويل الضيقة أو الجينز الممزق، من بين أزياء أخرى.

وأظهرت صور انتشرت على نطاق واسع إيرانيات يحرقن حجابهن خلال الاحتجاجات.

من جهته حضّ حزب “اتحاد شعب إيران الإسلامي” الإصلاحي الدولة السبت على إلغاء إلزامية ارتداء الحجاب وإطلاق سراح الموقوفين.

 “نساء شجاعات”

شهدت التظاهرات اشتباكات مع قوات الأمن وإضرام محتجين النار في سيارات شرطة مرددين شعارات مناهضة للحكومة، بحسب وسائل إعلام ونشطاء.

تظهر صورة حصلت عليها وكالة فرانس برس خارج إيران في 21 سبتمبر 2022، متظاهرين إيرانيين يحرقون حاوية قمامة في العاصمة طهران خلال احتجاج على وفاة مهسا أميني، بعد أيام من وفاتها في حجز الشرطة. (AFP)

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت في الأيام الأخيرة مشاهد عنف في طهران ومدن رئيسية أخرى مثل تبريز (شمال غرب). ويظهر بعضها قوات الأمن تطلق النار على متظاهرين.

واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن بـ”تعمد… إطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين”، داعية إلى “تحرك دولي عاجل لإنهاء القمع”.

أشخاص يشاركون في احتجاج ضد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خارج الأمم المتحدة في 21 سبتمبر 2022 في مدينة نيويورك. (Stephanie Keith/Getty Images/AFP)

لا تزال اتصالات الإنترنت معطلة السبت، مع توقف تطبيقي واتساب وإنستغرام خصوصا. كما أكد موقع “نتبلوكس” الذي يراقب حجب الإنترنت في أنحاء العالم، تعطل تطبيق سكايب.

وحضّ المخرج الإيراني الحائز على جائزة أوسكار أصغر فرهادي في منشور جديد على موقع إنستغرام شعوب العالم على “التضامن” مع المتظاهرين في إيران وأشاد بـ”النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن”.

اقرأ المزيد عن