الرئيس الإيراني المنتخب يبدي استعداده “لحوار بناء” مع أوروبا
زعم الإصلاحي مسعود بزشكيان أن الاتحاد الأوروبي تراجع عن التزاماته بتخفيف العقوبات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، لكنه يتطلع إلى "وضع العلاقات على المسار الصحيح"
أبدى الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان استعداده للدخول في “حوار بناء” مع الدول الأوروبية على الرغم من “تراجعها عن التزاماتها” لتخفيف تأثير العقوبات الأميركية، في رسالة نُشرت السبت في صحيفة محلية باللغة الإنكليزية.
وكان بزشكيان الذي فاز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية في السادس من يوليو على المحافظ المتشدد سعيد جليلي، وعد خلال الحملة الانتخابية “بإخراج إيران من عزلتها” من خلال إقامة “علاقات بناءة” مع العالم ولا سيما مع أوروبا.
من جهة أخرى، انتقد انسحاب الولايات المتحدة الأحادي في 2018 من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عنها في مقابل تقييد أنشطتها النووية.
وفي رسالة صدرت في صحيفة “طهران تايمز” بالإنكليزية، كتب بزشكيان أن الدول الأوروبية التزمت بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم عام 2015، بمحاولة إنقاذ الاتفاق وتخفيف تأثير العقوبات الأميركية.
وقال “تراجعت الدول الأوروبية عن تلك الالتزامات”.
وأضاف “على الرغم من هذه الخطوات الخاطئة التي اتخذتها الدول الأوروبية، أتطلّع إلى الدخول في حوار بنّاء مع دول أوروبا بهدف وضع العلاقات على المسار الصحيح استنادًا إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة”.
هنأت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي نبيلة مصرالي بزشكيان على انتخابه، مشيرة إلى أن التكتل الذي يضم 27 دولة “مستعدّ للتعامل مع الحكومة الجديدة بما يتماشى مع سياسة الاتحاد الأوروبي”.
يؤدي بزشكيان اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى في 30 يوليو لولاية من أربع سنوات، خلفًا لإبراهيم رئيسي الذي قُتل في تحطم مروحيّته في 19 مايو ما استدعى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وحصد الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي لم يكن معروفًا تقريبًا عند دخوله السباق الرئاسي، نحو 54% من الأصوات متقدمًا على جليلي الذي حصل على 44% من الأصوات تقريبًا في انتخابات شارك فيها نحو 50% من الناخبين البالغ عددهم 61 مليوناً.
وكان مجلس صيانة الدستور الذي يعد الهيئة المسؤولة عن الموافقة على المرشّحين والإشراف على الانتخابات، قد أقرّ أهلية ستة مرشّحين بينهم إصلاحي واحد هو بزشكيان.
الاعتراف “بالواقع”
وعرض بزشكيان في الرسالة الخطوط العريضة لسياسته الخارجية وشدد على “ضرورة أن تعترف واشنطن بالواقع، وأن تفهم، مرةً واحدةً وإلى الأبد، أنّ إيران لا ولن تستجيب للضغوط”.
ورأى أطراف اتفاق 2015 مع إيران أنه أفضل طريقة لمنع الجمهورية الإسلامية من بناء قنبلة نووية وهو ما تنفي طهران سعيها للوصول إليه.
كانت فرنسا وألمانيا عضوا الاتحاد الأوروبي طرفَين في الاتفاق، إلى جانب بريطانيا والصين وروسيا.
وحاولت الدول الأوروبية إنقاذ الاتفاق لكن إيران اتهمتها بالتقاعس.
وفي عهد رئيسي، سعت إيران إلى تحسين علاقاتها مع الصين وروسيا وترميم علاقاتها مع جيرانها العرب على رأسهم السعودية، لتجنّب تعميق عزلتها.
ووصف بزشكيان روسيا بأنها “حليف إستراتيجي وجار مهم لإيران”، مبديًا كذلك استعداده “للتعاون على نطاق أوسع” مع الصين.
وبالنسبة لدول الجوار، دعا بزشكيان تركيا والسعودية وسلطنة عمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة إلى “تعميق العلاقات التجارية … ومعالجة التحديات المشتركة” في المنطقة.
حظيت الانتخابات الرئاسية الإيرانية بمتابعة دقيقة في الخارج، إذ إنّ إيران، القوّة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب في غزة إلى الملفّ النووي الذي يُشكّل منذ سنوات مصدر خلاف بين الجمهوريّة الإسلاميّة والغرب ولا سيما الولايات المتحدة.