الرئيسة التنفيذية لفيسبوك إسرائيل: كان يجب التنبؤ بسوء إستخدام المنصة الإجتماعية
تعترف عدي سوفير- تيني بأن موقع التواصل الاجتماعي فشل في منع انتشار المعلومات المضللة، لكنها تقول أنها لا تريد أن تكون حاكمة للحقيقة

يمر فيسبوك بفترة عصيبة ويجب عليه استعادة ثقة الجمهور العام بعد سلسلة من فضائح الخصوصية وأسئلة حول سلوك الشركة وسياساتها، حسبما قالت الرئيسة التنفيذية لفيسبوك إسرائيل عدي سوفير- تيني يوم السبت.
“نحن نمر بفترة صعبة”، صرحت لشبكة “حداشوت” الإخبارية في مقابلة نادرة بثت مساء السبت، مضيفة أن الشركة كان بوسعها فعل المزيد في الماضي لتفادي المشاكل الحالية.
“أعتقد أننا بحاجة إلى كسب ثقة الجمهور، وهذا هو السبب في وجودي هنا”، قالت سوفير-تيني.
أثار فيسبوك في الأشهر الأخيرة سلسلة من الفضائح التي سلطت الضوء على ممارسات الشركة التجارية – دورها في انتشار العناصر المزيفة أو الخبيثة خاصة في الفترة التي سبقت الإنتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، واستخدام بياناتها ومنبرها من قبل الشركات المتدخلة في الانتخابات، وسياساتها الخاصة بحرية التعبير.
واعترفت سوفير-تاناي بأن الخطوات التي يتخذها موقع فيسبوك تأتي الآن متأخرة للغاية، وقالت إنها تدرك أن الجمهور لديه العديد من الأسئلة حول عملاقة وسائل الإعلام الاجتماعية ودورها كشركة تكنولوجيا ومنصة.
“كان علينا أن نفهم أولا الدور المركزي الذي لعبناه”، قالت، لكنها أضافت أنه هذا أصبح واضحا فقط الآن. “أعتقد أن الشركة لم تفعل ما يكفي لمحاولة التنبؤ بنوع التدخل أو أنواع الاستخدامات الخبيثة، والاستخدامات الجديدة”.
وأضافت أن شعار فيسبوك تحوّل من “التحرك بسرعة وكسر الأشياء” إلى “التحرك بسرعة وجعل الأشياء” في عام 2014 لأنه الشركة أدركت حجم دورها ومسؤوليتها في إطلاق منتجات وخدمات جديدة للعالم.
“اليوم، يتم إطلاق المنتج فقط بعد أن يفكر مدير المنتج في جميع الاستخدامات الضارة المحتملة له، ولم تكن تلك هي الروح في الشركة قبل بضع سنوات”، قالت سوفير-تيني.
وجاءت المقابلة مع سوفير-تيني في الوقت الذي سعت فيه عملاقة التكنولوجيا إلى تخفيف الانتقادات وفتح سياساتها بعد ردود فاشلة على الكثير من الفضائح.
في أبريل، نشرت لأول مرة الإرشادات التفصيلية التي يستخدمها مشرفوها لمراقبة المواد غير المقبولة. لقد قدمت تفسيرات إضافية، حتو لو كانت جزئية، عن كيفية جمعها لبيانات المستخدم وما تفعله بها. كما اضطرت إلى الإفصاح عن استهداف التمويل والجمهور للإعلانات السياسية، التي تقوم الآن أيضًا بحفظها للتدقيق العام.
لقد بذلت فيسبوك جهودا مؤخرا لتحديد الصفحات أو البوتات التي يُشتبه في كونها خاضعة لسيطرة أطراف ثالثة، بما في ذلك مراكز التصيد (الترول) الروسية التي يُنظر إليها على أنها ذات تأثير في انتخابات عام 2016 من خلال نشر أخبار مزيفة.
وقد تم فحصها أيضا بعد ادعاءات مفادها أن الاستشاري السياسي كامبردج أناليتيكا استخدم البيانات لعشرات الملايين من حسابات فيسبوك لمعاينة الناخبين ومساعدة حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية عام 2016.
وتواصل الشركة التعامل مع الأسئلة الوجودية الكبيرة، بدءا من خصوصية مستخدميها إلى إدمان التكنولوجيا إلى كيفية تعاملها مع الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية والتطرف الذي يتم من خلال خدمتها.
في الشهر الماضي، تعرض مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربرغ للإنتقاد لقوله إن الموقع لن يزيل شخصا بسبب إنكاره للمحرقة، وهو ما يعكس أن الخط الدقيق الذي تحاول الشركة أن تسيره بين تشجيع حرية التعبير وخطاب الكراهية.
ودافعت سوفير-تيني في المقابلة عن ملاحظات زوكربرغ، لكنها أشارت إلى أنها لا تتفق شخصيا مع سياسة الشركة التي تتسامح مع منشورات إنكار المحرقة على موقعها.
“لا أعتقد أن مارك على المستوى الشخصي يعتقد أن إنكار المحرقة هو أمر مشروع أو مقبول، لكن إدراكه هو أنه حتى الأشياء المروعة يمكن أن تقال”، قالت.
مضيقة: “لست مضطرة للاتفاق مع كل سياسة للشركة. أنا أوافق على المبادئ التي تدفعنا إلى معالجة مسألة الأخبار المزيفة، أي أننا لا نريد أن نكون حكامًا لما هو صحيح وما هو غير صحيح أو من هو على صواب ومن الخطأ، لأن هذا يعتبر الكثير من القوة”.
ساهمت وكالة أسوشييتد بريس في اعداد هذا التقرير.