إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

الدول العربية والأمم المتحدة تدين وقف إسرائيل للمساعدات إلى غزة

مصر تقول إنه لا يوجد بديل لاتفاق الهدنة الأصلي، بينما تتهم الأردن والسعودية إسرائيل بـ "استخدام التجويع كسلاح"، وحماس ترفض الدعوة الإسرائيلية لتمديد المرحلة الأولى

شاحنات مصطفة على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة بعد أن منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، 2 مارس 2025. (AP Photo/Mohamed Arafat)
شاحنات مصطفة على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة بعد أن منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، 2 مارس 2025. (AP Photo/Mohamed Arafat)

أدانت الدول العربية والأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان الأحد قرار إسرائيل وقف وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم دعم الولايات المتحدة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، حيث لم تلتزم الحركة بعد بإطلاق سراح المزيد من الرهائن.

قالت إسرائيل الأحد إنها أوقفت السماح بدخول أي مساعدات جديدة إلى قطاع غزة، حيث قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن القدس “تنفذ مبدأ ’لا وجبات مجانية’”، وأوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حماس “تسرق الإمدادات وتمنع سكان غزة من الحصول عليها”.

وبحسب تقارير إعلامية عبرية، تعتقد إسرائيل أن المساعدات الموجودة بالفعل في غزة تكفي القطاع لعدة أشهر.

وأعلنت إسرائيل عن وقف المساعدات، ودعت إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، التي انتهت مهلتها، حتى نهاية عيد الفصح في 19 أبريل.

وبموجب هذه الخطة ــ التي قالت الولايات المتحدة إنها ستدعمها، رغم أنها لم تؤكد ادعاء نتنياهو بأن البيت الأبيض قدمها في الأصل ــ سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين، الأحياء والأموات، في اليوم الأول من وقف إطلاق النار الممتد، وسيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين في نهاية الفترة إذا تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بريان هيوز في بيان “لقد تفاوضت إسرائيل بحسن نية منذ بداية هذه الإدارة لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى إرهابيي حماس. وسندعم قرارهم بشأن الخطوات التالية، نظرًا لأن حماس أشارت إلى أنها لم تعد مهتمة بوقف إطلاق النار عن طريق التفاوض”.

ورفض القيادي في حماس محمود مرداوي الأحد اقتراح المرحلة الأولى الممتدة، وقال لقناة الجزيرة إن الحركة لن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين إلا بموجب شروط الاتفاق المرحلي المتفق عليه بالفعل.

وأثارت تعليقات مرداوي انتقاات سريعة من الاتحاد الأوروبي، الذي أدان حماس لرفضها الاقتراح.

وفي بيان صادر عن الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، حذر الاتحاد أيضا من أن قرار إسرائيل بمنع دخول المساعدات إلى غزة “يهدد بتداعيات إنسانية” – رغم أنه تجنب إدانة إسرائيل بشكل مباشر.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى العودة السريعة إلى المحادثات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وإلى “وصول كامل وسريع وآمن ودون قيود للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع للفلسطينيين المحتاجين، والسماح وتسهيل العمل للعاملين في المجال الإنساني والمنظمات الدولية بشكل فاعل وآمن داخل غزة”.

الدول العربية تتهم إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح

نددت مصر، الوسيط الرئيسي في الاتفاق وفي المحادثات المستمرة بين الجانبين، بخطوة إسرائيل يوم الأحد لوقف المساعدات إلى غزة باعتبارها “انتهاكا صارخا” للاتفاق، واتهمت إسرائيل باستخدام التجويع “كسلاح ضد الشعب الفلسطيني”.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في وقت سابق إنه “لا بديل عن التنفيذ الأمين والكامل من جانب كل طرف لما تم التوقيع عليه في يناير الماضي”. وأضاف أن التقدم ممكن “إذا توافرت حسن النية والإرادة السياسية”.

من المقرّر أن تستضيف مصر اجتماعا لوزراء الخارجية العرب الاثنين، قبل القمة العربية المقرّر عقدها الثلاثاء والتي سيناقش خلالها القادة العرب خطة لإعادة إعمار قطاع غزة.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يحضر اجتماع لمسؤولين عرب في الرياض في 12 يناير 2025 (Fayez Nureldine / AFP)

قالت وزارة الخارجية السعودية الأحد إن قرار إسرائيل “وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستخدامها كأداة للابتزاز والعقاب الجماعي، الذي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومساسًا مباشرًا بقواعد القانون الدولي الإنساني”.

كما حث البيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) المجتمع الدولي على “وقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة”.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها سفيان القضاة قوله إن “قرار الحكومة الإسرائيلية… يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع”، مشددا على “ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك”.

اتهامات الدول العربية لإسرائيل باستخدام “التجويع كسلاح” تكرر اتهام وجه مرارا وتكرارا لإسرائيل منذ بدأت الحرب مع حماس في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت الحركة هجوم على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

إفطار جماعي في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك بين أنقاض المباني المدمرة في منطقة الدحدوح في حي تل الهوى بمدينة غزة في 2 مارس 2025. (Omar AL-QATTAA / AFP)

في نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، متهمة إياهما باستخدام التجويع كسلاح حرب – وهي الاتهامات التي ترفضها إسرائيل والولايات المتحدة بشدة.

وتؤكد إسرائيل أن كل عملياتها الحربية تجري وفقاً للقانون الدولي، مشيرة إلى الجهود التي تبذلها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

كما وجد تحليل حديث أجرته مجموعة مؤيدة لإسرائيل حول المساعدات التي دخلت القطاع أن كمية الغذاء التي دخلت القطاع طوال الحرب كانت مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن اعتبار المجاعة سيناريو معقولاً، حتى وفقاً للأرقام التي أقرها أولئك الذين يوجهون الاتهامات إلى إسرائيل.

الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية تقول إن وقف المساعدات ينتهك القانون الدولي

قال منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر الأحد إن “القانون الدولي واضح: يجب أن يسمح لنا بالوصول لتقديم مساعدات حيوية منقذة للحياة”.

وفي إسرائيل، قدمت منظمة حقوق الإنسان “غيشا – مسلك” وأربع منظمات غير ربحية يسارية أخرى التماساً إلى محكمة العدل العليا للمطالبة بإصدار أمر مؤقت يمنع الحكومة من قطع إمدادات المساعدات.

وزعمت منظمة “مسلك” أن وقف تقديم المساعدات غير قانوني “حتى لو ادعت [إسرائيل] أن المساعدات الحالية كافية”، مضيفة أن التقارير الإعلامية الأخيرة التي أفادت بأن ستة أطفال في غزة ماتوا بسبب انخفاض حرارة الجسم في فبراير أثبتت أن هذا الادعاء كاذب على أي حال.

“القانون الإنساني يلزم بحماية السكان المدنيين والسماح بالمرور الحر للمساعدات الإنسانية لمثل هؤلاء السكان”، كتبت المنظمة التماسها، مشيرة إلى أنه لا يمكن “جعل الإمدادات مشروطة”.

24 رهينة مفترض أنهم على قيد الحياة ما زالوا في غزة و35 قتيلا

تحتجز الفصائل في قطاع غزة 59 رهينة، بما في ذلك جثامين ما لا يقل عن 35 قتيلاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه إسرائيل وحماس في 19 يناير، كان من المقرر إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين خلال المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي من المقرر خلالها أن ينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة. ومن المقرر أيضا تنفيذ مرحلة ثالثة، حيث سيتم تسليم رفات الرهائن المحتجزين لدى تلحركات في غزة، وإنهاء الحرب، وبدء إعادة إعمار غزة.

الرهائن الأربعة والعشرون الذين يفترض أنهم على قيد الحياة والذين ما زالوا محتجزين لدى حماس. (Hostages Families Forum)

وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى التي استمرت 42 يوما وانتهت مساء السبت، لكن إسرائيل لم تنخرط في محادثات غير مباشرة مع حماس حول هذا الموضوع.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار في الأيام الأخيرة إن الجيش يستعد لخيار استئناف الحرب.

ومن المتوقع أن يزور مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إسرائيل قريبًا – على الرغم من أنه من غير المرجح أن يتم ذلك قبل أواخر الأسبوع المقبل أو الأسبوع التالي، وفقًا لمسؤول إسرائيلي تحدث إلى صحيفة تايمز أوف إسرائيل. وذكر موقع “واينت” الإخباري في وقت مبكر من يوم الأحد، دون ذكر مصادر، أن القدس من المرجح أن تمتنع عن تجديد القتال حتى الزيارة.

اقرأ المزيد عن