الدول العربية ترفض نقل سكان غزة وتدعو لحل الدولتين في رسالة إلى الولايات المتحدة
وزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات ومسؤول فلسطيني يكتبون رسالة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بعد اقتراح ترامب إعادة توطين سكان غزة

أرسل خمسة وزراء خارجية عرب ومسؤول فلسطيني كبير رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الاثنين، حثوا فيها إدارة ترامب على دعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ورفضوا اقتراحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بإعادة توطين سكان قطاع غزة، إما مؤقتًا أو بشكل دائم، في أماكن أخرى في الشرق الأوسط.
وكتب وزراء خارجية الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وكذلك مستشار الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، “الفلسطينيون لا يريدون مغادرة أرضهم. ونحن ندعم موقفهم بشكل لا لبس فيه”.
أثار الرئيس الأميركي موجة من الانتقادات في الأسبوعين الماضيين عندما طرح عدة مرات نقل النازحين الفلسطينيين إلى دول مثل الأردن ومصر أثناء إعادة بناء القطاع بعد 15 شهرا من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. وعندما سئل عما إذا كان هذا الاقتراح مؤقتا أم طويل الأمد، قال ترامب: “قد يكون أيا منهما”.
ورفضت مصر والأردن الفكرة. وتحدث ترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد أيام من الإدلاء بهذه التعليقات، لكن البيان الصادر عن أي من البلدين لم يذكر هذه التصريحات. كما دعا ترامب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى البيت الأبيض.
وذكرت تقارير أن المسؤولين العرب الستة قرروا إرسال رسالتهم، التي نشرها موقع أكسيوس، خلال اجتماعهم في القاهرة يوم السبت، وأشاروا إلى “حشد إقليمي مستمر” لبدء إعادة إعمار غزة، على أن تتوج بمؤتمر دولي تستضيفه مصر بالشراكة مع الأمم المتحدة.
وحث الدبلوماسيون الولايات المتحدة على معارضة أي “إجراءات أحادية الجانب تقوض حل الدولتين”، وتابعوا “من الضروري ألا تضم إسرائيل أي أرض فلسطينية”.
"השולחן – המזרח התיכון, העט – ישראל": טראמפ נשאל אם יתמוך בסיפוח יו"ש – וכך הוא השיב@itamargalit pic.twitter.com/hX97cOkyWQ
— כאן חדשות (@kann_news) February 3, 2025
في يوم الإثنين، تصدر ترامب عناوين الأخبار مرة أخرى، عندما قال ردا على سؤال عن الضم الإسرائيلي المحتمل للضفة الغربية: “لن أتحدث عن ذلك”، ثم أشار مرارًا وتكرارًا إلى أن إسرائيل “دولة صغيرة من حيث المساحة”، وقارن حجم إسرائيل ببقية الشرق الأوسط وقال للصحفيين: “هذا ليس جيدًا، أليس كذلك؟”.
وأضاف الدبلوماسيون العرب أن “ترحيل الفلسطينيين من أرضهم سيدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والصراع وعدم الاستقرار. ولن يكون هذا التحرك انتهاكا واضحا للقانون الدولي فحسب، بل إنه سيشكل تهديدا للاستقرار والأمن الإقليميين”.
وأعرب الوزراء عن إيمانهم بـ “رؤية الرئيس الأميركي الجديد للسلام”، قائلين: “نعتقد أن الرئيس ترامب قادر على تحقيق السلام الذي أفلت من المنطقة والعالم لعقود من الزمن”، ووعدوا بأنه سيكون لديه “شركاء ملتزمون” في جميع بلدانهم للقيام بذلك.
كما أشاروا بشكل إيجابي إلى التطورات الأخيرة في سوريا، حيث سقط نظام الأسد الذي حكم البلاد لعقود في ديسمبر في أعقاب هجوم خاطف شنه متمردون بقيادة إسلاميين، وفي لبنان، حيث أدى الرد الإسرائيلي على عدوان حزب الله إلى تدمير الوكيل الإيراني، والقضاء على كل قياداته العليا تقريبا وتدمير جزء كبير من مخازن الأسلحة والبنية التحتية التابعة له.

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم نحو 3000 مسلح بقيادة حماس جنوب إسرائيل من قطاع غزة، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 شخصًا كرهائن.
بعد خمسة عشر شهرا من القتال، وافقت إسرائيل والحركة الفلسطينية الشهر الماضي على اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين مؤلف من ثلاث مراحل، حيث ستفرج حماس خلال هذه المراحل عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم، بينما تطلق إسرائيل سراح آلاف الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، بما في ذلك مئات يقضون أحكاما بالسجن المؤبد بتهمة تنفيذ هجمات مميتة.
لقد بدأت بالفعل المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تستمر 42 يوما، حيث أطلقت حماس سراح 18 رهينة حتى الآن، وأطلقت إسرائيل سراح مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، مع توقف القتال في القطاع. ولا يزال مصير المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، والتي تهدف إلى تأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار الدائم في القطاع، معلقا في الهواء.
وتأتي الرسالة في الوقت الذي من المقرر أن يجتمع فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، بعد أن التقى مع مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف يوم الاثنين، وأن يجتمع مع عدد من المسؤولين الأمريكيين الآخرين في رحلته إلى واشنطن قبل العودة إلى إسرائيل مساء السبت.