الدبلوماسيون العرب “مصدومون” من هجوم حماس، ولكنهم ينتقدون الرد الإسرائيلي
قال مسؤولان كبيران إن التعاطف مع إسرائيل يتلاشى وسط عمليات الجيش في غزة، ويشعر القادة الإقليميون بالقلق من احتمال لجوء الفلسطينيين إلى البلدان المجاورة
قال دبلوماسيان رفيعان يمثلان دول عربية لها علاقات مع إسرائيل لتايمز أوف إسرائيل إن حكوماتهما صُدمت من هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي قُتل خلاله أكثر من 1400 إسرائيلي في جنوب اسرائيل.
وأدلى الدبلوماسيان بهذه التعليقات بشرط عدم الكشف عن هويتهما، حيث امتنعت الغالبية العظمى من الدول العربية عن إدانة هجوم حماس، وفضلت بدلا من ذلك إدانة الهجمات على المدنيين بشكل عام. ولم تصدر سوى دولة الإمارات العربية المتحدة إدانة محددة لحماس.
وفي حين أصر الدبلوماسيان على أن هناك استنكارا شاملا بين حلفاء إسرائيل العرب وغيرهم للهجمات التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر – وقال أحدهما إن حكومته “صُدمت” – إلا أنهما قالا إن الهجمات تثبت فشل استراتيجية إسرائيل طويلة الأمد التي تتمثل في “تجاهل القضية الفلسطينية”.
وأشار أحد الدبلوماسيين إلى خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي أكد فيه أن السلام بين إسرائيل والعالم العربي يمكن أن يسبق السلام مع الفلسطينيين.
وقال الدبلوماسي: “لا شيء يبرر هذه التصرفات التي تقوم بها حماس، لكن لا يمكنك تجاهل ما يحدث في غزة طوال هذه السنوات”.
علاوة على ذلك، قال الدبلوماسيان إن رد إسرائيل الساحق في غزة على هجمات حماس أدى إلى تلاشي التعاطف الذي حصلت عليه اسرائيل لفترة وجيزة من بعض حلفائها العرب.
وقال الدبلوماسيان إن حكوماتهما غاضبة بشكل خاص من دعوات بعض الشخصيات الإسرائيلية لمصر لاستقبال اللاجئين من غزة، موضحين أن هذا يمكن أن يشكل سابقة لعمليات تهجير جماعي للسكان الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وهو ما تعارضه عمّان بأشد العبارات.
وقال أحد الدبلوماسيين: “تعتبر مصر والأردن مثل هذه المقترحات بمثابة تهديدات وجودية”.
وأضافا أنه بينما فسر البعض في إسرائيل “اتفاقيات إبراهيم” على أنها تعني أن الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع اسرائيل لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية، فإن حرب غزة الأخيرة يجب أن تكون بمثابة تذكير بأن التعاطف والولاء في المنطقة لا يزال مع الفلسطينيين.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حركة حماس بعد عبور عدد كبير من المسلحين من غزة الحدود في 7 أكتوبر، في هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي واختطاف ما يقدر بنحو 200 آخرين إلى غزة. وجاء الهجوم تحت غطاء خمسة آلاف صاروخ أطلق على البلدات والمدن الإسرائيلية. وتواصل حماس إطلاق الصواريخ على جنوب ووسط إسرائيل.
بعد تعرضها للهجوم الأكثر دموية في تاريخها، أطلقت إسرائيل العنان لحملة قصف متواصلة على قطاع غزة قبل العملية البرية المتوقعة، والتي كان هدفها المعلن هو القضاء على حماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الذي يقول إنه يستهدف أهدافا تابعة لحماس، مين حين إلى آخر عن ممر آمن لانتقال الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها.
وبحسب ما ورد، تستعد مصر لاحتمال تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين من قطاع غزة عبر معبر رفح.
وبينما لا يزال المعبر الذي يربط بين القطاع الفلسطيني وشبه جزيرة سيناء في مصر مغلقا، تجري القاهرة استعدادات لتجنب أن يؤدي الدخول المحتمل لآلاف الفلسطينيين إلى أراضيها إلى زعزعة استقرار المنطقة الحدودية، التي شهدت خلال السنوات الماضية اشتباكات بين الجيش المصري والمتمردين الإسلاميين.
وتم اتخاذ هذه الإجراءات بعد أن أمرت إسرائيل يوم الجمعة بإخلاء جميع السكان في شمال القطاع – أكثر من 1.1 مليون شخص – باتجاه الجنوب، حيث تقع رفح، تحسبا لغزو بري كبير للمنطقة. وبحسب ما ورد، تم إجلاء أكثر من 600 ألف شخص حتى الآن.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يوم الثلاثاء إن بلاده ومصر لن تقبل دخول اللاجئين الفلسطينيين، معتبرا أن ذلك “خطا أحمر”.
وفي مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه بالمستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، قال الملك عبد الله إن “المشتبه بهم المعتادون يحاولون خلق حقائق على الأرض”، بحسب ما نقلته “سكاي نيوز” العربية.
“لن يكون هناك لاجئون في الأردن ولا لاجئون في مصر”، قال.
وقال خالد مشعل، وهو شخصية بارزة في حماس والزعيم السياسي السابق للحركة، في مقابلة يوم الاثنين إن سكان غزة لن يغادروا القطاع رغم الحرب، وأن تهجيرهم سيضر بالأمن القومي المصري وسيشكل خطرا على الأردن، ملمحا إلى أن النزوح الجماعي للفلسطينيين إلى دولة مجاورة يمكن أن يشكل سابقة للضفة الغربية.
ووفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، قُتل ما يقرب من 3000 فلسطيني نتيجة الضربات الإسرائيلية في غزة، ويعتقد أن هناك 1200 شخص آخر تحت الأنقاض، أحياء أو أمواتا.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير.