إسرائيل في حالة حرب - اليوم 502

بحث

الخاطفون من حماس عذبوا ياردن بيباس بالحديث المتواصل عن زوجته وطفليه – تقرير

بحسب تقارير فإن بيباس وعوفر كالديرون تعرضا للضرب، وتم احتجازهما في أقفاص في الأيام الأولى في الأسر؛ كيث سيغل يقول إن الطعام كان شحيحا، وأنه اضطر لتناول اللحوم للبقاء على قيد الحياة رغم كونه نباتيا

يظهر ياردن بيباس، محاطا بأخته ووالده، على متن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي في طريقه إلى مستشفى في وسط إسرائيل في 1 فبراير، 2025. (Israel Defense Force)
يظهر ياردن بيباس، محاطا بأخته ووالده، على متن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي في طريقه إلى مستشفى في وسط إسرائيل في 1 فبراير، 2025. (Israel Defense Force)

ذكرت وسائل إعلام عبرية يوم السبت بعد عودة الرهينة المفرج عنه ياردن بيباس إلى إسرائيل في اليوم الرابع عشر من صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار أن خاطفي بيباس عذبوه من خلال الحديث عن مصير زوجته وطفليه خلال نحو 16 شهرا في الأسر.

تم إطلاق سراح بيباس (35 عاما) من أسر حماس صباح السبت مع عوفر كالديرون (54 عاما)، في عملية تسليم أجريت في مدينة خان يونس بجنوب غزة. ولقد تم إطلاق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي كيث سيغل (65 عاما) بعد نحو ساعتين في ميناء غزة.

ولقد أصيب بيباس واختُطف من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

وقد اخُتطفت زوجته شيري وطفليه بشكل منفصل. في ذلك الوقت، كان كفير يبلغ من العمر 10 أشهر وأريئل 4 سنوات.

ساعات بعد اختطافهم، تم تداول مقطع فيديو لشيري وهي تحمل الولدين بين ذراعيها، وقد بدت على وجهها علامات الرعب بينما كان المسلحون يحيطون بها. ولقد أصبحت هذه اللقطات رمزا لوحشية المسلحين خلال الهجوم الذي قادته حركة حماس.

وزعمت حماس العام الماضي أن شيري والطفلين قُتلوا أثناء أسرهم، وفي حين لم تؤكد إسرائيل هذا الادعاء، فقد أعربت عن “قلقها الشديد” بشأن مصيرهم، وطلبت الأسبوع الماضي من الحركة توضيح حالتهم، دون جدوى.

بعد عودة بيباس إلى إسرائيل يوم السبت، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أنه تعرض لإيذاء نفسي خلال الفترة التي قضاها في الأسر، بما في ذلك حادثة أُجبر فيها على تصوير فيديو بعد أن أبلغه خاطفوه بأن زوجته وطفليه قُتلا في غارة جوية للجيش الإسرائيلي.

ياردن، شيري، أرييل وكفير بيباس (Courtesy)

وذكرت هيئة البث أن عناصر حماس كانوا يتحدثون معه باستمرار عن عائلته، مضيفة أنه الآن “متمسك بالأمل” بشأن مصيرهم.

في ديسمبر 2023، كشفت الرهينة المحررة نيلي مرغليت، التي قضت ما يقارب من 50 يوما في أسر حماس، أنها كانت مع بيباس عندما أبلغه خاطفوه من حماس بمقتل زوجته وطفليه الصغيرين وأمروه بتصوير مقطع فيديو يتهم فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفض إعادة جثثهم إلى إسرائيل. وقد وصف الجيش الإسرائيلي التسجيل بأنه “فيديو دعائي”، ولم تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية.

أمضى بيباس الأيام الأولى من أسره محتجزا إلى جانب كالديرون، وتعلم اللغة العربية. وعلى مدار 484 يوما قضاها في الأسر، تم نقله من مكان إلى آخر في خان يونس، متنقلا بين المنازل والأنفاق، وفقا للتقرير.

وذكر التقرير إن الرجلين تعرضا للإساءة الجسدية، وتعرضا للضرب من قبل الخاطفين، وتم احتجازهما في أقفاص. ومع ذلك، قالا إنهما شاهدا التغطية الإعلامية للحملة من أجل الافراج عن الرهائن في إسرائيل، وتمكنا من استخلاص القوة والأمل منها.

وبعد إطلاق سراح بيباس، قالت قريبته أورياه للقناة 12 أنه فقد بعض الوزن، وأن عائلته تأمل أن تراه يبتسم مرة أخرى ذات يوم.

وذكرت هيئة البث أن كالديرون، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية، عومل من قبل خاطفيه مثل جندي احتياطي في الجيش الإسرائيلي. وقد ظهرت هذه المعاملة بوضوح عند إطلاق سراح كالديرون، حيث ظهر مرتديا زيا عسكريا شبيها بالملابس التي ارتدتها خمس مجندات إسرائيليات تم إطلاق سراحهن في الأيام الأخيرة.

الرهينة الإسرائيلي عوفر كالديرون المحتجز لدى حماس في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، يسير بجوار مسلحين من حماس قبل تسليمه للصليب الأحمر في خان يونس جنوب قطاع غزة، السبت، 1 فبراير، 2025. (Photo/Abdel Kareem)

تم اختطاف كالديرون من كيبوتس نير عوز مع اثنين من أولاده، إيرز وساهر، اللذين تم إطلاق سراحهما في وقت لاحق في هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر 2023.

بعد إطلاق سراح كالديرون، قالت والدته كوخي للقناة 12 أنه بدا “بخير إلى حد ما” حتى وإن كان يبدو “نحيفا وشاحبا قليلا”.

وقالت هيئة البث أن كالديرون طلب من الجنود الإسرائيليين مرافقته في طريق عودته إلى إسرائيل لشرب الجعة، لكن نُصح بعدم القيام بذلك حتى تتحسن صحته.

في حين تم احتجاز بيباس وكالديرون في جنوب غزة، احتُجز المواطن الأمريكي-الإسرائيلي سيغل في مدينة غزة مع رهائن آخرين، حسبما ذكرت هيئة البث.

وذكر التقرير أنه تم نقله من منزل إلى آخر، لكنه أمضى بعض الوقت في شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة للحركة. وأبقاه خاطفوه بعيدا عن الأنظار من خلال حبسه في غرفة. ولقد أمضى عدة أشهر في الأسر غير متأكد مما إذا كان ابنه شاي قد نجا من هجوم حماس على كيبوتس كفار عزة. ومع ذلك، سمعه في النهاية يتحدث عبر الراديو.

بحسب التقرير فإن سيغل قال إن الطعام كان شحيحا للغاية. وكان خاطفوه يعطونه أحيانا اللحوم، التي كان يأكلها على الرغم من كونه نباتيا، لأنه كان يعرف أنه بحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة.

تسليم الرهينة المفرج عنه كيث سيغل للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في 21 فبراير، 2025. (Israel Defense Forces)

وذكر التقرير أنه تم إعطاؤه الطعام آخر مرة قبل 24 ساعة من إطلاق سراحه.

وروت عائلات الرهائن المفرج عنهم إنه كان يُقال لأحبائهم باستمرار أنهم “سيعودون إلى الديار غدا”، وأن خاطفيهم كانوا يعطونهم الطعام ثم يأخذونه مرة أخرى وهم يضحكون عليهم.

وأفادت القناة 12 أنه عندما أُبلغ الرهائن أخيرا أنه سيتم إطلاق سراحهم كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، لم يصدقوا أن خاطفيهم كانوا يقولون الحقيقة حتى اللحظة الأخيرة.

وورد أن الرهائن التايلانديين الخمسة الذين تم إطلاق سراحهم يوم الخميس خارج إطار اتفاق وقف إطلاق النار قدموا شهادات مماثلة. كما أكدوا أن خاطفيهم كانوا يعطونهم أملا كاذبا بإخبارهم من وقت لآخر بأن إطلاق سراحهم وشيك.

وقالت القناة 12 إن بعض الرهائن المفرج عنهم تعرضوا لعنف شديد، وتم تقييدهم بالأصفاد لفترات طويلة. ووُضع بعضهم في أقفاص “لمعارضتهم الإرهابيين”، بينما احتُجز آخرون في أنفاق رطبة مع القليل من الهواء لفترات طويلة.

كما ذكرت القناة التلفزيونية يوم السبت أن إحدى الرهائن من النساء والتي تم إطلاق سراحها في وقت سابق في إطار صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار الحالية قد قدرت أن حماس لا يبدو أنها تضررت بشكل كبير من الحرب مع إسرائيل.

وقالت الرهينة المحررة إنها والرهائن الآخرين تم نقلهم بسلاسة من منزل إلى آخر؛ ولم يحدث سوى خطأ واحد عندما رأت رهينة أخرى في الشارع. وفي المجمل، قالت إنها شعرت بأن حماس تُدار باحترافية.

حتى الآن، تم إطلاق سراح 13 إسرائيليا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، والذي ينص على إطلاق سراح 33 من “الرهائن ضمن الفئة الإنسانية” خلال مرحلته الأولى التي تستمر 42 يوما.

إسرائيليون يشاهدون إطلاق سراح كيث سيغل من أسر حماس في غزة، في ساحة المختطفين في تل أبيب. (Adar Eyal / Hostages Families Forum)

ومع إطلاق سراح هؤلاء الرهائن تدريجيا، ستفرج إسرائيل عن نحو 1904 سجناء أمنيين فلسطينيين، بما في ذلك أكثر من 100 أسير يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لتورطهم في هجمات مميتة. وكان من المقرر إطلاق سراح تسعين سجينا أمنيا يوم السبت، ويُعتقد أن تسعة منهم يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.

المرحلتان اللاحقتان من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل مرهونة بالمفاوضات بهدف معلن يتمثل في الوصول إلى “هدوء مستدام” في القطاع، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، والإفراج عن المزيد من السجناء الأمنيين الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

من المفترض أن تسفر المرحلة الثانية من الصفقة المكونة من ثلاثة أجزاء عن إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين غير المشمولين في المرحلة الأولى – معظمهم من الرجال في سن القتال – ولكن لا يزال يتعين على الجانبين الاتفاق على عدد وهويات السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات في المرحلة التالية في موعد لا يتجاوز 3 فبراير، أو بعد 16 يوما من دخول الصفقة حيز التنفيذ. ومن المتوقع أن يجتمع نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض في 4 فبراير.

الرهائن من بين 251 إسرائيليا وأجنبيا تم اختطافهم في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم حوالي 3000 مسلح بقيادة حماس إسرائيل، وقتلوا نحو 1200 شخص.

اقرأ المزيد عن