الحوثيون يهددون أن السفن الإسرائيلية “هدف مشروع” مع تصاعد التهديدات للشحن العالمي
مسؤول حوثي يحذر من أن الاستيلاء على "جالاكسي ليدر"، المرتبطة برجل أعمال إسرائيلي، هو "مجرد البداية"؛ صعد المتمردون اليمنيون على متن السفينة باستخدام الطريقة التي تستخدمها إيران للاستيلاء على السفن
حذر المتمردون الحوثيون في اليمن يوم الإثنين من أنّ السفن الإسرائيلية “هدف مشروع”، بعدما فتح احتجازهم سفينة شحن تعود لشركة بريطانية مملوكة من رجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، الباب أمام بعدٍ جديد للحرب في غزة.
وجاء احتجاز السفينة “غالاكسي ليدر” وطاقمها الدولي المكوّن من 25 فردا يوم الأحد، بعد أيام من تهديد الحوثيين المدعومين من إيران باستهداف السفن الإسرائيلية، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأطلق الحوثيون عدة صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على إيلات منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس الشهر الماضي، وتم اعتراضها جميعها أو أنها أخطأت أهدافها. وتم إسقاط أحد الصواريخ أرض-أرض من قبل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الأكثر تقدما، “سهم 3″، في أول اعتراض ناجح للنظام.
وقد قال الحوثيون، الذين يعتبرون جزءا من “محور المقاومة” ضد إسرائيل الذي تقوده إيران، والذي يضم جماعات تدعمها إيران في لبنان وسوريا والعراق. وشعار الجماعة المتمردة اليمنية هو “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
الهجمات الأخيرة هي أول تدخل في حرب خارجية للحوثيين، الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن الفقير ويقاتلون التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015.
ونقلت قناة المسيرة التابعة للحوثيين عن نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي الموشكي، قوله إن “السفن الإسرائيلية أهداف مشروعة لنا في أي مكان، ونحن حذرنا مسبقا ولن نتردّد في التنفيذ إطلاقا”.
كذلك، قال محللون أنه من المرجح أن تتزايد تهديدات الحوثيين لحركة الشحن حول مضيق باب المندب، الذي يعدّ أحد أبرز ممرّات الملاحة في العالم.
وتدير شركة يابانية السفينة “غلاكسي ليدر” التي ترفع علم جزر بهاماس، والتي تعود إلى شركة بريطانية مملوكة من رجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام رامي أونغار.
وقال الحوثيون إنّ احتجاز السفينة جاء رداً على الحرب الإسرائيلية على حماس، التي اندلعت بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، فيما تم احتجاز 240 رهينة، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.
وتوعدت اسرائيل بـ”القضاء” على حماس وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيف ردا على الهجوم، تسبب بمقتل أكثر من 13,300 فلسطيني في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفق أرقام أدلت بها حكومة حماس مساء الاثنين. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام، التي لا تميز بين المسلحين والمدنيين.
وقال المتحدث بإسم الحوثيين محمد عبد السلام عبر منصة “إكس”، إن احتجاز السفينة الأحد هو “البداية”، مضيفا أن “أيّ حرص على عدم اتّساع الصراع يكون بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
على الطريقة الإيرانية
يوم الاثنين، نشر الحوثيون مقطع فيديو يقولون إنه يُظهر احتجازهم للسفينة المذكورة.
وأظهرت اللقطات مسلحين ملثمين يقفزون على السفينة من مروحية بينما كانت لا تزال تتحرك، ويحتجزون أفراد الطاقم تحت تهديد السلاح. ورُفع عليها العلمان الفلسطيني واليمني.
החות'ים בתימן מציגים: כך השתלטנו אתמול בים סוף על "הספינה הישראלית" pic.twitter.com/aCiz4V6Bvp
— roi kais • روعي كايس • רועי קייס (@kaisos1987) November 20, 2023
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من صحة ما يظهر في اللقطات.
قالت شركة “أمبري” للأمن البحري إنها علمت أنّ المتمردين صعدوا على متن السفينة، عن طريق الهبوط أو الانزلاق على حبل من طائرة مروحية، وهي الطريقة التي استخدمتها إيران خلال عمليات احتجاز السفن السابقة في مضيق هرمز.
وتمّ تغيير مسار السفينة المتجهة من تركيا إلى الهند إلى ميناء الصليف اليمني في محافظة الحديدة، وفق “أمبري” ومصدر ملاحي يمني.
وأوضحت شركة “أمبري” أن “المجموعة المالكة لحاملة المركبات مسجلة باسم راي كار كاريرز Ray Car Carriers. والشركة الأمّ لهذه المجموعة مدرجة باسم أبراهام رامي أونغار، ومقرّها إسرائيل”.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن احتجاز السفينة “حادث خطير للغاية ذو عواقب عالمية”، بينما وصفه مسؤول عسكري أميركي بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وقالت “أمبري” إن الطاقم كان “يخضع للتحقيق” من قبل الحوثيين. وبحسب المسؤولين الإسرائيليين والرومانيين، فإنّ الطاقم يضمّ أوكرانيين وبلغاريين وفيليبينيين ومكسيكيين ورومانيا.
من جهتها، أفادت شركة نيبون يوسن Nippon Yusen المعروفة أيضا بإسم “إن واي كاي” NYK اليابانية، بأنها شكّلت فريق عمل لجمع المعلومات وضمان سلامة الطاقم.
وقالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا إن طوكيو “تتواصل بشكل مباشر مع الحوثيين” وتتواصل مع إسرائيل.
وأضافت: “ندعو أيضاً المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وإيران والدول الأخرى المعنية، إلى حث الحوثيين بقوة على الإفراج المبكر عن السفينة وأفراد الطاقم”.
“احتمال تصاعد التهديد”
وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية الاحتجاز بأنها “هجوم إيراني على سفينة دولية”، وهو اتهام رفضته إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارحية الإيرانية ناصر كنعاني الإثنين: “أعلنا مرارا أن قوات المقاومة في المنطقة تمثل دولها وشعوبها وتقرر بناء على مصالح دولها وشعوبها”.
ويطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممر ضيق بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوبي البحر الأحمر. ويعد أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، حيث يمر حوالى خمس الاستهلاك العالمي من النفط.
وقال توربيورن سولتفيت من شركة “فيريسك مابلكروفت” وهي شركة استخبارية تُعني بالمخاطر، لوكالة فرانس برس، إن “التهديد بتعطيل الشحن في المنطقة الأوسع من المرجح أن يتزايد”.
وأضاف: “إذا أجبرت المخاوف الأمنية شركات الشحن على تجنّب مضيق باب المندب، ستكون النتيجة ارتفاع التكاليف بشكل كبير بسبب نقص الطرق البديلة”.
من جهته، رأى كبير محللي الشرق الأوسط لدى مجموعة “نافانتي” الاستشارية الأميركية محمد الباشا لفرانس برس، أن فشل الصواريخ والمسيرات التي أطلقها الحوثيون في إصابة أهداف داخل إسرائيل، “قد أثّر على قرار إعادة التركيز على ساحة البحر الأحمر”.