الحوثيون في اليمن يهددون مجددا باستهداف “أي سفينة إسرائيلية” وسط توقف المساعدات لغزة
سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لصد هجمات محتملة بالصواريخ والمسيّرات بينما يشير المتمردون المدعومون من إيران، الذين استهدفوا أيضا سفن شحن غير إسرائيلية، إلى"المسؤولية الأخلاقية" تجاه الفلسطينيين

قال المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن يوم الأربعاء إنهم سيستهدفون ”أي سفينة إسرائيلية“ تمر عبر مياه الشرق الأوسط القريبة، وذلك بعد أن هددوا باستئناف الهجمات على إسرائيل إذا لم يتم استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال الحوثيون، الذين هاجموا أيضًا سفنًا لا علاقة لها ظاهريا بإسرائيل، إنهم سيستهدفون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب وبحر العرب. وكانت هذه الهجمات قد توقفت منذ بدء سريان وقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن الهش في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في يناير.
وقد رفع سلاح الجو الإسرائيلي في الأيام الأخيرة مستوى التأهب بسبب المخاوف من أن يستأنف الحوثيون أيضًا الهجمات بالصواريخ الباليستية والمسيّرات على إسرائيل نفسها. لم تطرأ أي تغييرات على الإرشادات الخاصة بالمدنيين حتى الآن، ولا توجد أي إشارات فورية على شن هجمات على السفن.
وأصدر الحوثيون تهديدهم الأخير من خلال ما يسمى “مركز تنسيق العمليات الإنسانية” التابع لهم، والذي قال إن الهجمات المحتملة تهدف إلى الضغط على إسرائيل لتجديد تدفق المساعدات إلى غزة، و”نابعة من شعور عميق بالمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم“.
ولم يكن هناك أي تهديد مباشر ضد البحرية الأمريكية، التي يقوم أسطولها الخامس المتمركز في البحرين بدوريات في الشرق الأوسط.
وتعمل حاملة الطائرات ”يو إس إس هاري ترومان“ وسفن أخرى مرتبطة بها حاليا في البحر الأحمر. وقال الجيش الأمريكي يوم الأربعاء إن قواته في المنطقة ”لا تزال متيقظة“.
وأضاف: ”سنفعل ما هو ضروري لحماية أفراد القوات الأمريكية وأصول الولايات المتحدة وشركائها والدفاع عنهم“.

شهدت حملة الحوثيين السابقة استهداف السفن الحربية الأمريكية والغربية مرارًا وتكرارًا، مما أثار أخطر قتال شهدته البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، ودفع إلى الرد بعدة ضربات مضادة من قبل تحالف يضم الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى.
بدأ الحوثيون بمهاجمة إسرائيل وحركة الملاحة البحرية في نوفمبر 2023، بعد شهر من اقتحام حركة حماس المدعومة من إيران لجنوب إسرائيل وقيامها بقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن، مما أشعل فتيل الحرب في غزة.
وأطلق المتمردون المدعومون من إيران نحو 40 صاروخًا باليستيًا منذ نوفمبر 2023 وحتى قبل أيام فقط من توصل إسرائيل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حماس. كما أطلق الحوثيون العديد من المسيّرات الهجومية على إسرائيل، بما في ذلك مسيّرة قتلت مدنيًا وأصابت آخرين في تل أبيب في يوليو. وردًا على هذه الهجمات، نفذت إسرائيل عدة غارات على مواقع للحوثيين في اليمن.
وفي الوقت نفسه، هاجم الحوثيون سفنًا إسرائيلية وسفنًا أخرى في المياه القريبة، مما أدى إلى اضطراب خطوط الملاحة البحرية العالمية، فيما قال المتمردون إنها أعمال تضامن مع الفلسطينيين في غزة خلال الحرب مع حماس.
واستهدف المتمردون أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والمسيّرات، وأغرقوا سفينتين وقتلوا أربعة بحارة خلال حملتهم.

ورفعت هذه الهجمات من مكانة الحوثيين بشكل كبير في الوقت الذي يواجهون فيه مشاكل اقتصادية ويشنون حملة قمع تستهدف أي معارضة وضد عمال الإغاثة في الداخل وسط الحرب اليمنية التي وصلت إلى طريق مسدود منذ عقد من الزمن، والتي مزقت أفقر دولة في العالم العربي. وقد أدت الحرب ضد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية إلى سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وجزء كبير من الساحل الغربي للبلاد.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التي استمرت 42 يومًا في منتصف الليل بين 1 و2 مارس. وقد رفضت إسرائيل إلى حد كبير التفاوض على المرحلة الثانية التي كانت ستتطلب انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
في 2 مارس، أوقفت إسرائيل تدفق المساعدات إلى غزة متذرعة برفض حماس تمديد المرحلة الأولى.
وفي خطاب متلفز يوم الجمعة، هدد زعيم الحوثيين المتحفظ عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز باستئناف الهجمات على إسرائيل إذا لم تسمح بدخول المساعدات إلى غزة. وقد انقضت تلك المهلة يوم الثلاثاء.