إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

الحريديم يدرسون حل الكنيست بسبب الفشل في إقرار قانون الإعفاء من التجنيد

لابيد يحذّر كبار الحاخامات المتشددين: "نتنياهو يعلم أنه لن يكون هناك قانون تهرب، إنه فقط يماطل"

رئيس حزب "يهدوت هتوراة" يتسحاق غولدكنوبف في الكنيست، 13 مايو 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس حزب "يهدوت هتوراة" يتسحاق غولدكنوبف في الكنيست، 13 مايو 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

في أعقاب فشل الحكومة في إقرار تشريع يعفي طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية، يبحث قادة الحزبين الحريديين (المتشددين دينيا) الرئيسيين في البلاد في إمكانية الانسحاب من الائتلاف، حيث أفادت تقارير بأن رئيس حزب “يهدوت هتوراة” يتسحاق غولدكنوبف يدفع نحو تقديم مشروع قانون لحل الكنيست والدعوة إلى انتخابات جديدة.

وقد طالب كل من حزبي “شاس” و”يهدوت هتوراة” بإقرار قانون التجنيد المثير للجدل بحلول عطلة عيد “شفوعوت”، التي بدأت هذا العام في 1 يونيو، محذرين من أن أي تأخير سيهدد الحكومة.

ورغم أن الحريديم قد تراجعوا مراراً في السابق عن إنذارات، إلا أن التطورات الأخيرة — بما في ذلك خطط الجيش الإسرائيلي لزيادة عدد أوامر التجنيد المرسلة للشبان الحريديم — تدفع علاقتهم برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو نقطة الانفجار.

وبحسب موقع “بحدري حريديم” الإخباري الحريدي، يدرس “يهدوت هتوراة” خطوات تتراوح بين “شلل كامل للائتلاف” وتقديم مشروع قانون لحل الكنيست — وهو خيار ورد إن زعيم الحزب غولدكنوبف يفضله.

ومن المتوقع أن يجتمع مجلس حكماء التوراة الذي يحكم الحزب يوم الأربعاء لمناقشة الخطوات المقبلة وإبلاغ أعضاء الكنيست بـ”قرار دراماتيكي”، وفق ما ذكر الموقع.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، التقى الحاخام دوف لاندو، زعيم تيار الليتوانيين غير الحسيديين من الحريديم، بالحاخام نحميا ألتر، نجل زعيم طائفة غور الحسيدية، لمناقشة الخطوات المحتملة في حال فشلت الحكومة في تلبية مطالب “يهدوت هتوراة” في الموعد المحدد.

الحاخام الأكبر يعكوف آريه ألتر من سلالة غور الحسيدية يشارك في احتفال “سيوم هشاس” الذي يحيي إكمال “داف يومي”، وهي دورة دراسة تلمود تستمر سبع سنوات ونصف، في استاد أرينا بالقدس، 2 يناير 2019. (Olivier Fitoussi/Flash90)

وورد أن الـ”أدمور”، أو الحاخام الأكبر لطائفة غور، يعكوف آريه ألتر يفضل الانسحاب من الائتلاف، في حين حذر لاندو، في رسالة علنية نُشرت الثلاثاء الماضي، من أنه إذا “تم تجنيد طلاب المعاهد الدينية قسرا، فلن نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي، وسنُضطر لاتخاذ إجراءات لا نرغب بها”.

وقد أفاد كل من موقع “كيكار هشبات” الإخباري الحريدي وصحيفة “معاريف” أن غولدكنوبف يسعى لدفع تشريع يقضي بحل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة، ويعمل لإقناع قيادة فصيل “ديغل هتوراة” في حزبه بدعم هذه الخطوة.

ونقل موقع “كيكار هشبات” عن مسؤولين كبار في حزبي “شاس” و”يهدوت هتوراة” قولهم: “مسألة التجنيد وحل الحكومة ستُحسم في غضون أيام، وليس أسابيع… إذا لم يتم الاتفاق على مبادئ القانون، سننسحب من الحكومة في الأيام المقبلة”.

وفي مقال نُشر يوم الثلاثاء في صحيفة “هميفاسير” المقربة من فصيل “أغودات يسرائيل” الذي يقوده غولدكنوبف، حذرت الصحيفة من أنه ما لم توقف الحكومة جهودها لتجنيد طلاب المعاهد الدينية، فسيكون “يهدوت هتوراة” “مضطرًّا إلى التحرك” واتخاذ “خطوات غير مسبوقة”.

ومن المتوقع أيضا أن تجتمع قيادة حزب “شاس” السفاردي لمناقشة استمرار مشاركتهم في الائتلاف.

وفي يوم الخميس الماضي، نقل تقرير في الصفحة الأولى لصحيفة الحزب الرسمية “هديرخ” عن مسؤولين كبار في شاس قولهم أنه “مباشرة بعد الشفوعوت، ستُطرح مسألة استمرار شاس في الحكومة والائتلاف على طاولة حكماء التوراة”.

وقالوا: “نأمل أن يتحمل رئيس الوزراء المسؤولية ويُسرّع وتيرة المفاوضات دون تأخير”.

عضو الكنيست أرييه درعي يحضر جلسة في الكنيست في القدس في 10 فبراير 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وبحسب القناة 13، اتهم العديد من رؤساء المعاهد الدينية السفاردية الأسبوع الماضي حزب “شاس” بالرضوخ لضغوط نتنياهو، وقالوا إن الحزب كان عليه مغادرة الائتلاف بالفعل.

في مقابلة مع صحيفة “مكور ريشون” الدينية القومية نُشرت مساء الاثنين، قال عضو الكنيست عن “يهدوت هتوراة” يتسحاق بندروس إن حزبه ينسق بالكامل مع حزب “شاس”، وتابع “سنفعل كل ما يلزم لضمان استمرار هذا التنسيق”.

وأضاف أن الحكومة “لديها كل فرصة للبقاء”، لكنه أشار إلى “إمكانية ألا تبقى”، مؤكداً أنه بالنسبة لحزبه “الخط الأحمر هو ضرورة إقرار هذا القانون”.

وحذّر بندروس من أنه حتى إقرار مشروع القانون، ستواصل الأحزاب الحريدية مقاطعتها التشريعية الجزئية الجارية، من خلال عرقلة تقدم مشاريع القوانين الخاصة التي يقدمها أعضاء الائتلاف — وهو إجراء أثار استياءً شديداً بين أعضاء حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو.

وتعمل لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، برئاسة عضو الكنيست عن الليكود يولي إدلشتاين، حاليا على تعديل مشروع قانون حكومي لتنظيم تجنيد الحريديم.

وتعهد إدلشتاين بأن أي قانون يصدر عن لجنته بشأن تجنيد الحريديم سيتضمن عقوبات فردية و”سيزيد بشكل كبير قاعدة التجنيد في الجيش الإسرائيلي”، رافضاً الاقتراحات التي تدعو إلى تقييد معدل ونطاق تجنيد الحريديم بشكل كبير.

وتشير الدلائل إلى أن التشريع المعدل سيكون غير مقبول بالنسبة للحريديم، حيث ورد أن إدلشتاين قال الشهر الماضي إن هناك احتمالاً بأن “ينفجر كل هذا الأمر خلال ثلاثة أسابيع”.

يهود حريديم يحتجون على التجنيد الإجباري خارج مركز التجنيد في القدس، 28 أبريل 2025. (Sam Sokol/Times of Israel)

وفي رده على تقارير تفيد بأن سكرتير الحكومة يوسي فوكس وإدلشتاين سيجتمعان مساء الثلاثاء لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة، حذر زعيم المعارضة يائير لبيد الحريديم يوم الثلاثاء من أنهم “يتعرضون للخداع” من قبل رئيس وزراء لا ينوي إقرار ما وصفه بـ”قانون التهرب”.

وخلال حديثه للصحفيين قبل الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزب “يش عتيد” في الكنيست، هاجم لبيد نتنياهو لإرساله ممثليه للاجتماع مع ممثلي الحريديم في الكنيست و”توسله إليهم أن يمنحوه عشرة أيام إضافية لترتيب قانون تهرب جماعي من الخدمة، يمنع إمكانية تجنيدهم في الجيش في زمن الحرب”.

وقال: “رئيس وزراء بقي لديه ذرة مسؤولية كان يجب أن يخبر الحريديم أنه في 7 أكتوبر تغير كل شيء. نحن في حالة حرب، ولا يوجد لدينا ما يكفي من الجنود، وانتهى زمن تهربكم من الخدمة”.

وأكد لبيد أن التجنيد في الجيش الإسرائيلي “لا يضر بعالم التوراة ولا يتعارض مع اليهودية”، موجهاً حديثه مباشرة إلى الحاخامين ألتر ولاندو، وكذلك إلى الحاخام السفاردي الأكبر السابق يتسحاق يوسف.

زعيم المعارضة يائير لبيد يتحدث إلى الصحافة قبيل الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزب “يش عتيد” في الكنيست، 3 يونيو 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وقال: “اعلموا أنكم تتعرضون للخداع. نتنياهو يعلم أنه لن يكون هناك قانون تهرب، إنه فقط يماطل ليجتاز فترة الدورة (التشريعية في الكنيست) الصيفية”.

“كل ما يهمه هو البقاء في منصبه أثناء استجوابه في المحكمة، حتى يتمكن من مواصلة تلقي ‘ملاحظات مهمة’ أثناء شهادته. إنه يبيعكم أوهاماً ووعوداً فارغة [و]لا يستطيع إقرار القانون الذي تريدونه”.

ويخضع نتنياهو للمحاكمة بتهم فساد.

ردا على سؤال يوم الثلاثاء عن فرص “يهدوت هتوراة” في إسقاط الحكومة، قال عضو الكنيست بندروس لتايمز أوف إسرائيل “سنرى بعد الاجتماع” مع إدلشتاين.

وكانت المحكمة العليا قد قضت في يونيو الماضي بأن الإعفاءات القائمة من الخدمة العسكرية لطلاب المعاهد الدينية لا أساس قانوني لها، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى البدء بمحاولات لتجنيد عشرات الآلاف من الرجال الذين كانوا معفيين سابقاً، رغم التحاق قلة منهم فقط بالخدمة. ومنذ ذلك الحين، تسعى الأحزاب الحريدية بقوة إلى تشريع يعيد لهم الوضع الخاص ويمنع التجنيد الجماعي للحريديم.

حالياً، هناك نحو 80 ألف رجل حريدي تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما مؤهلون للخدمة العسكرية ولم يلتحقوا بها. وصرح الجيش أنه يواجه نقصا في القوى البشرية ويحتاج حاليا إلى نحو 12 ألف جندي جديد — منهم 7 آلاف سيشكلون قوات قتالية.

ساهمت ستاف ليفاتون في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن