الحرس الثوري الإيراني يدعي استهداف مركز تجسس للموساد في هجوم صاروخي على كردستان العراق
أفاد مسؤولون عراقيون عن مقتل 4 مدنيين في غارات وصفها الحرس الثوري بأنها رد على اعمال إسرائيل الأخيرة "والتي أدّت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة"
قال الحرس الثوري الإيراني إنه هاجم “مقر تجسس” إسرائيلي في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية في وقت متأخر من يوم الاثنين، في حين قالت قوة النخبة إنها ضربت أيضا تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” عن الحرس الثوري قوله في بيان إنّه “دمّر مقرّ تجسّس” و”تجمّعاً لمجموعات إرهابية معادية لإيران” في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
ووصف الحرس الثوري الغارة على منشأة التجسس المزعومة بأنها “ردا على الأعمال الشريرة الأخيرة للكيان الصهيوني والتي أدّت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة”، في إشارة على ما يبدو إلى غارة في سوريا أسفرت عن مقتل الجنرال رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي وهجومين منفصلين في لبنان أسفرا عن مقتل نائب زعيم حماس صالح العاروري والقائد العسكري الكبير لحزب الله وسام الطويل. وكان لكل من العاروري والطويل علاقات وثيقة مع إيران.
وتوعد الحرس الثوري في بيانه بأنّ “عملياته الهجومية ستتواصل حتى الثأر لآخر قطرة من دماء الشهداء”.
وبالإضافة إلى الضربات التي وقعت بالقرب من عاصمة كردستان أربيل، قال الحرس الثوري الإيراني إنه قصف “أماكن تجمّع القادة والعناصر الرئيسية للإرهابيين”، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية.
ذكرت ثلاثة مصادر أمنية أن انفجارات سمعت في منطقة تبعد نحو 40 كيلومترا شمال شرقي أربيل في إقليم كردستان، في حي قريب من القنصلية الأمريكية وكذلك في مساكن مدنية.
وفي واشنطن، ندّدت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون بـ”سلسلة ضربات متهوّرة وغير دقيقة”، مؤكدة أنّه “لم يتمّ استهداف أيّ طواقم أو منشآت أميركية” في كردستان العراق.
وقال مجلس الأمن التابع لحكومة إقليم كردستان في بيان إن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب ستة آخرون في الهجمات على أربيل، واصفا الهجوم بأنه “جريمة”.
وقالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن رجل الأعمال الكردي الكبير بيشرو دزيي وعددا من أفراد أسرته كانوا من بين القتلى عندما سقط صاروخ واحد على الأقل على منزلهم.
ويمتلك دزيي، المقرب من عشيرة برزاني الحاكمة، شركات قادت مشاريع عقارية كبرى في كردستان.
وقالت مصادر أمنية عراقية أيضا إن صاروخا سقط على منزل مسؤول كبير في المخابرات الكردية وآخر استهدف مركز مخابرات كردي.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من التقارير. ولم يتسن الاتصال على الفور بمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية للتعليق.
وقالت المصادر الأمنية إن حركة الطيران في مطار أربيل توقفت.
ونفذت إيران في الماضي ضربات في منطقة كردستان بشمال العراق، قائلة إن المنطقة تستخدم كنقطة انطلاق للجماعات الانفصالية الإيرانية وكذلك عملاء عدوتها اللدودة إسرائيل.
وفي بيانه، قال الحرس الثوري إنّ قصفه لهذه المواقع في سوريا أتى “ردّاً على الفظائع الأخيرة للجماعات الإرهابية التي أدّت إلى استشهاد مجموعة من مواطنينا الأعزاء في كرمان وراسك”.
وفي الثالث من يناير وقع تفجيران انتحاريان في مدينة كرمان بجنوب الجمهورية الإسلامية قرب مرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، وذلك خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لمقتله في يناير 2020 بغارة أميركية في العراق. والتفجيران اللذان تبنّاهما تنظيم الدولة الإسلامية، أوقعا نحو 90 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وفي ديسمبر قتل 11 شرطياً إيرانياً في محافظة سيستان-بلوشستان في جنوب شرق إيران تبناه تنظيم جهادي ينشط في هذه المنطقة الحدودية مع باكستان وأفغانستان.
وأعلن تنظيم “جيش العدل” مسؤوليته عن ذاك الهجوم. وشكّل تنظيم “جيش العدل” البلوشي العام 2012 عناصر سابقون في جماعة سنية متطرفة شنت تمردا داميا في المنطقة حتى العام 2010.
وتأتي الهجمات الصاروخية وسط مخاوف من تصاعد الصراع الذي امتد لمناطق في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في السابع من أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص – معظمهم من المدنيين – وتم اختطاف حوالي 240 آخرين. وفي أعقاب الهجمات التي وقعت قبل ثلاثة أشهر والهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق الذي استهدف تدمير حركة حماس التي تحكم غزة، والتي تدعمها إيران منذ فترة طويلة، دخل حلفاء إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن في الصراع.
وبالإضافة إلى الهجمات التي شنتها جماعة حزب الله على شمال إسرائيل، وهجمات “أنصار الله” الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر في اليمن، شنت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق هجمات شبه يومية بطائرات مسيّرة على قواعد تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا، والتي قالت الجماعات إنها ردًا على دعم واشنطن لإسرائيل، وفي محاولة لإجبار القوات الأمريكية على مغادرة المنطقة. كما وقعت هجمات على إسرائيل من كل من العراق وسوريا.