إسرائيل في حالة حرب - اليوم 365

بحث

الحرس الثوري الإيراني يحظر أجهزة الاتصال بعد هجوم استهدف حزب الله

مسؤول يقول لوكالة رويترز إن القوة تجري تحقيقا شاملا مع أعضائها بسبب مخاوف من اختراق إسرائيلي

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (الثالث من اليسار) يزور القاعدة البحرية للحرس الثوري الإيراني، في بندر عباس، جنوب إيران، في صورة تم نشرها في 2 فبراير، 2024. (Iranian Presidency/ AFP)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (الثالث من اليسار) يزور القاعدة البحرية للحرس الثوري الإيراني، في بندر عباس، جنوب إيران، في صورة تم نشرها في 2 فبراير، 2024. (Iranian Presidency/ AFP)

قال مسؤولان أمنيان إيرانيان كبيران لرويترز إن الحرس الثوري أمر جميع أعضائه بالتوقف عن استخدام أي أجهزة اتصال بعد تفجير آلاف الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها حلفاؤه في جماعة حزب الله في لبنان في هجمات دامية الأسبوع الماضي.

وقال أحد المسؤولين الأمنيين إن الحرس الثوري الإيراني ينفذ عملية واسعة لفحص جميع الأجهزة، وليس فقط معدات الاتصال. وأضاف أن معظم تلك الأجهزة إما محلية الصنع أو مستوردة من الصين وروسيا.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الأمر أن طهران قلقة من اختراق إسرائيلي قد يستخدم كذلك عملاء إيرانيين في الداخل يعملون لصالح إسرائيل، وبدأت بالفعل تحقيقا شاملا يستهدف القيادات المتوسطة والرفيعة في الحرس الثوري.

وقال المسؤول الأمني “يشمل هذا التدقيق في حساباتهم المصرفية في إيران والخارج، فضلا عن تاريخ سفرهم وسفر عائلاتهم”.

ولم يتسن حتى الآن الحصول على تعقيب من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية الإيرانية على التعليقات التي أدلى بها المسؤولان الأمنيان لرويترز.

ووقعت يوم الثلاثاء الماضي تفجيرات متزامنة لأجهزة اتصال لاسلكي (بيجر) تستخدمها جماعة حزب الله اللبنانية. وفي اليوم التالي (الأربعاء) انفجرت مئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي (الووكي توكي) التي يستخدمها أعضاء الجماعة أيضا. وأسفرت الهجمات عن مقتل 39 شخصا وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف.

صورة التقطت في 18 سبتمبر 2024 في الضاحية الجنوبية لبيروت تظهر بقايا أجهزة البيجر المنفجرة معروضة في مكان غير معلوم. تم استخدام أجهزة الاتصال من قبل حزب الله وتم إلقاء اللوم في الهجوم على إسرائيل. (AFP)

ويقول لبنان وحزب الله إن إسرائيل تقف وراء الهجمات، لكن إسرائيل لم تنف أو تؤكد تورطها.

ورفض المسؤول الأمني الإدلاء بتفاصيل حول كيف تتواصل قوات الحرس الثوري الإيراني التي يبلغ قوامها 190 ألف فرد.

وقال “في الوقت الحالي نستخدم أنظمة المراسلة المشفرة”.

وبحسب المسؤول نفسه هناك قلق كبير في المؤسسة الحاكمة في إيران. وتواصل مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني مع حزب الله لإجراء تقييمات فنية، وتم إرسال العديد من عينات الأجهزة المتفجرة إلى طهران ليفحصها خبراء إيرانيون.

حماية الصواريخ والمنشآت النووية

وقال مسؤول إيراني آخر إن مصدر القلق الرئيسي للجمهورية الإسلامية هو حماية منشآت الصواريخ والمنشآت النووية، لا سيما تلك التي تحت الأرض.

وقال المسؤول “ولكن منذ العام الماضي، زادت الإجراءات الأمنية في تلك المواقع بشكل كبير”، في إشارة إلى الإجراءات المشددة بعد ما قالت السلطات الإيرانية إنها محاولة إسرائيلية لتخريب برنامج الصواريخ الإيراني في عام 2023. ولم تعلق إسرائيل أبدا على ذلك.

سيارة تحترق بعد الإبلاغ عن انفجارات جديدة في لبنان في 18 سبتمبر، 2024، بعد يوم من انفجار الآلاف من أجهزة الاستدعاء الخاصة بحزب الله في هجوم ألقي باللوم فيه على إسرائيل. (Screencapture X/ used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وأضاف “لم يكن هناك قط مثل هذه الإجراءات الأمنية المشددة كما هو الحال الآن”، مشيرا إلى أنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل كبير بما يتجاوز المستويات السابقة بعد تفجيرات أجهزة البيجر في لبنان.

ويعد الحرس الثوري الإيراني قوة سياسية وعسكرية واقتصادية ذات نفوذ في إيران وله علاقات وثيقة مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وتأسست القوة بعد الثورة الإسلامية عام 1979 لحماية النظام الديني الحاكم، ولديها قوات برية وبحرية وجوية خاصة بها تشرف على الأسلحة الاستراتيجية الإيرانية.

وهي تمارس نفوذها في الشرق الأوسط عبر ذراع عملياتها الخارجية، فيلق القدس، من خلال توفير المال والأسلحة والتكنولوجيا والتدريب للجماعات المتحالفة معها: حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيون في اليمن، وميليشيات في العراق.

وقال المصدر الإيراني الأول إن الجيش الإيراني يستخدم مجموعة من أجهزة الاتصال المشفرة، بما في ذلك أجهزة الاتصال اللاسلكي، للاتصالات الآمنة. وقال إنه في حين أن النماذج والعلامات التجارية المحددة قد تختلف، إلا أن معدات الاتصالات العسكرية الإيرانية غالبا ما يتم تطويرها محليا أو يتم الحصول عليها من مجموعة من الموردين المحليين والأجانب.

وأضاف أن القوات المسلحة الإيرانية توقفت عن استخدام أجهزة البيجر منذ أكثر من عشرين عاما.

وأضاف أن طهران طورت نظام ارسالات لاسلكية عسكريا خاصا بها من خلال صناعتها الدفاعية لتجنب الاعتماد على الواردات الأجنبية، خاصة بسبب العقوبات الغربية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي.

رجل يحمل جهاز اتصال لاسلكي بعد أن أزال البطارية أثناء جنازة أشخاص قُتلوا عندما انفجرت مئات أجهزة البيجر في موجة انفجارات دامية عبر لبنان في اليوم السابق، في الضاحية الجنوبية لبيروت، 18 سبتمبر، 2024. (Anwar Amro / AFP)

لكن في الماضي، استوردت إيران أجهزة اتصال من دول مثل الصين وروسيا وحتى اليابان.

ولقد انخرطت إيران وإسرائيل في حرب ظلال منذ عقود من الزمن، مع مزاعم متبادلة بمخططات تخريب واغتيال.

وتصاعد الصراع، بما في ذلك بين إسرائيل وحزب الله، في العام الأخير بالتوازي مع حرب غزة، التي اندلعت بعد أن هاجمت حركة حماس الفلسطينية بلدات إسرائيلية بجنوب البلاد في السابع من أكتوبر.

واتهم إيران وحزب الله إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري الأعلى لحزب الله فؤاد شكر في بيروت قبل ساعات قليلة من ذلك في شهر يوليو. وقالت إسرائيل إنها قتلت شكر لكنها لم تؤكد وقوفها وراء اغتيال هنية.

ولا تعترف إسرائيل بحق إسرائيل في الوجود. وكان خامنئي قد وصف إسرائيل في الماضي بأنها “ورم سرطاني” سوف “يتم اقتلاعه وتدميره بلا شك”.

وتعتقد إسرائيل أن إيران تشكل تهديدا وجوديا، كما تتهمها بمحاولة تطوير أسلحة نووية سرا، رغم أن إيران تنفي ذلك.

اقرأ المزيد عن