الجيش الإسرائيلي ينفي المخاوف من فرار يحيى السنوار إلى سيناء مع عودة المعارك في مدينة غزة
وفاة جندي متأثرا بجراحه، ليصل عدد القتلى إلى 236، مع استمرار القتال في خان يونس ووصول زعيم حماس هنية إلى القاهرة لمحادثات الرهائن العالقة
نفى مسؤولون إسرائيليون يوم الثلاثاء تقريرا نشرته وكالة أنباء سعودية ذكر أن شخصيات أمنية تخشى أن يكون زعيم حماس في غزة يحيى السنوار قد فر إلى مصر عبر شبكة واسعة من الأنفاق الممتدة تحت الحدود. وأشار الجيش الإسرائيلي في الوقت نفسه إلى أنه يعتزم تجديد المعارك في أجزاء من مدينة غزة.
وجاء تقرير صحيفة “إيلاف” العربية في الوقت الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي إنه يواصل تركيز القتال في مدينة خان يونس الجنوبية، في حين تصاعدت التحذيرات من خطط توسيع الهجوم جنوبا إلى رفح، ومع ارتفاع حصيلة القتلى بين الجنود منذ بدء العملية البرية إلى 236 جنديا مع وفاة جندي احتياط أصيب في خان يونس الأسبوع الماضي.
وزعم تقرير إيلاف يوم الثلاثاء أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قدرت أن قيادة حماس، بما في ذلك السنوار وشقيقه محمد، هربوا مؤخرًا إلى شبه جزيرة سيناء المصرية عبر أنفاق من رفح، وربما أخذوا معهم رهائن لاستخدامهم كدروع بشرية.
ومن المستحيل تقييم مدى صحة التقرير الذي اعتمد على مصدر واحد. وقد ثبت كذب تقارير سابقة صادرة عن إيلاف.
وقال الجيش أنه ليس لديه معلومات عن مغادرة السنوار غزة.
ولم يظهر السنوار علنا منذ الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، واحتجز 253 رهينة إلى غزة.
وردت إسرائيل بهجوم جوي وبحري وبري للإطاحة بحماس وتحرير الرهائن، الذين ما زال أكثر من نصفهم في الأسر. وبينما يدعي الجيش أنه دمر 75% من كتائب حماس، فإن قادة الحركة، بما في ذلك السنوار، ما زالوا طلقاء.
في غضون ذلك، وصل الزعيم السياسي لحركة حماس المقيم في قطر إسماعيل هنية إلى القاهرة يوم الثلاثاء لإجراء مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن الذين يقدر عددهم بـ 134 وما زالوا محتجزين في غزة.
ويبدو أن المفاوضات التي توسط فيها مسؤولون أمريكيون وقطريون ومصريون عالقة، حيث وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مطالب الحركة حتى الآن بأنها “متوهمة”، وورد أنه يرفض إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة من جديد بعد زيارته الأسبوع الماضي.
وتأتي المحادثات في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي للنظر في اقتراح جزائري يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، على الرغم من وعد الولايات المتحدة باستخدام حق النقض. وقالت واشنطن إن القرار قد يعرقل المحادثات الحساسة وتقدمت باقتراح منافس يدعو إلى هدنة مؤقتة ويسعى إلى وقف التقدم الإسرائيلي المزمع نحو رفح حيث يتواجد أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن قواته قتلت العشرات من عناصر حماس خلال اليوم الماضي، العديد منهم في خان يونس. وقال الجيش إن القوات اشتبكت من مسافة قريبة مع عدد من المسلحين، بعضهم مسلح بقذائف “آر بي جي”، كما تم قصف مستودع أسلحة في المدينة من الجو.
وقال الجيش يوم الاثنين إنه قتل 12 ألفا من عناصر حماس منذ بدء القتال في 7 أكتوبر، وهو ضعف العدد الذي أعلنته حماس.
ووفقا للجيش، قُتل 236 جنديا إسرائيليا في القتال، من بينهم جندي توفي متأثرا بجراح أصيب بها في 15 فبراير خلال معركة مع عناصر حماس في خان يونس.
وأن الرقيب معوز موريل (22 عاماً) من وحدة الاستطلاع التابعة للواء المظليين، من تلمون.
وقُتل جندي آخر، هو الرقيب روتم ساهر هدار، في نفس الحادث.
ويواصل الجيش عملياته يوم الثلاثاء في مستشفى ناصر في خان يونس، حيث اعتقلت القوات أكثر من 200 مشتبه به حتى الآن، والعديد منهم على صلة بالرهائن الذين تحتجزهم حماس، وفقا للجيش الإسرائيلي. وتزعم منظمة الصحة العالمية، التي قالت يوم الثلاثاء أنها قامت بإجلاء 32 مريضا في الأيام الأخيرة، أن المنشأة لم تعد تعمل، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قال إنه يعمل على ضمان استمرار المستشفى في العمل، بما في ذلك إصلاح مشاكل الكهرباء هناك.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها يوم الثلاثاء، إن “مستشفى ناصر لا يوجد به كهرباء أو مياه جارية، والنفايات الطبية والقمامة تشكل مرتعا للأمراض”.
وقد قدمت إسرائيل أدلة تظهر أن حماس استخدمت المستشفيات في غزة لأغراضها الخاصة، بما في ذلك سحب الكهرباء من المواقع أو بناء مخابئ تحت المراكز الطبية، مما يجعلها أهدافًا عسكرية مشروعة لإسرائيل.
وبينما أحجم الجيش عن غزو منطقة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، آخر معاقل حماس، حذر يوم الثلاثاء من أنه قد يستأنف القتال في اثنين من أحياء مدينة غزة ودعا السكان إلى الإخلاء إلى “منطقة المواصي الإنسانية” في الساحل الجنوبي لقطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية عن سقوط ضحايا في الغارات الإسرائيلية على حي الزيتون، أحد الحيين، يوم الثلاثاء.
وفي بداية الهجوم البري الإسرائيلي ضد حماس، دعا الجيش جميع المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة إلى الإخلاء جنوبا، رغم أن بعضهم ظل هناك.
ووفقا للسلطات الصحية التابعة لحماس، قُتل أكثر من 29 ألف شخص في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل، ويعتقد أنه لا يفرق بين المقاتلين والمدنيين.
وقد تسببت الحرب في أزمة إنسانية في قطاع غزة، حيث أدت إلى نزوح معظم السكان وتعرضهم لخطر المجاعة.
وقالت منظمة رعاية الأطفال التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أن واحدا من كل ستة أطفال في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد.
وحذرت منظمة اليونيسيف من أن ندرة الغذاء والمياه في غزة أدت إلى معاناة الأطفال والنساء في أنحاء القطاع من ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية.
وقالت إن الوضع سوف “يؤدي إلى تفاقم المستوى الذي لا يطاق بالفعل من وفيات الأطفال”.