إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

الجيش الإسرائيلي ينشر قواته في المنطقة العازلة مع سوريا في الجولان، تأهبا للفوضى بعد سقوط نظام الأسد

إسرائيل تنشر قواتها في المنطقة العازلة لأول مرة منذ عام 1974؛ الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع أسلحة كيماوية في دمشق، وقافلة لحزب الله تفر إلى لبنان

القوات الإسرائيلية تنتشر في مرتفعات الجولان، بالقرب من الحدود مع سوريا، في 7 ديسمبر، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)
القوات الإسرائيلية تنتشر في مرتفعات الجولان، بالقرب من الحدود مع سوريا، في 7 ديسمبر، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

انتشر الجيش الإسرائيلي الأحد في مواقع جديدة في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان استعدادا للفوضى المحتملة في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت السلطات المحلية في مرتفعات الجولان يوم الأحد أنه لن يكون هناك أي تغييرات في المبادئ التوجيهية لسكان المنطقة، في أعقاب تقييم جديد أجراه الجيش، بينما يعزز الجيش من انتشار قواته في المنطقة كإجراء احترازي.

وقال الجيش أنه “نشر قواته في المنطقة العازلة وفي عدد من المناطق الضرورية للدفاع، من أجل ضمان أمن البلدات في مرتفعات الجولان ومواطني إسرائيل”.

وذكرت تقارير إعلامية سورية أن إسرائيل شنت قصفاً مدفعياً على المنطقة.

وقال الجيش إن هذه الخطوة جاءت بعد تقييم جديد و”احتمال دخول مسلحين إلى المنطقة العازلة”. وأضاف “نؤكد أن الجيش الإسرائيلي لا يتدخل في الأحداث الجارية في سوريا”.

وهذه هي المرة الأولى منذ توقيع اتفاق فك الارتباط عام 1974 التي تنتشر فيها القوات الإسرائيلية في مواقع داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا. وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد دخلت المنطقة لفترة وجيزة في عدة مناسبات في الماضي.

اتفاقية فك الارتباط بين إسرائيل وسوريا أنهت حرب يوم الغفران.

الدخان يتصاعد في ضواحي قرية حضر السورية المتاخمة للحدود الإسرائيلية، في 7 ديسمبر 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

كما تم إرسال الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي مع لواء المظليين ولواء الكوماندوز إلى مرتفعات الجولان صباح الأحد، حيث عززت إسرائيل دفاعاتها على الحدود بالفعل.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إنه ساعد قوات الأمم المتحدة على الجانب السوري من مرتفعات الجولان في صد هجوم شنه مسلحون بالقرب من بلدة حضر القريبة من الحدود. وأعلنت قوات المعارضة أنها سيطرت على منطقتي القنيطرة ودرعا الحدوديتين في وقت سابق من اليوم.

وقال مجلس الجولان الإقليمي في بيان إن الدروس في القرى الدرزية في شمال الجولان ستعقد عبر تطبيق “زووم” بسبب التطورات، في حين ستستمر الدروس في بقية المنطقة كالمعتاد.

ومع انهيار النظام بين عشية وضحاها، شنت إسرائيل غارات جوية في سوريا استهدفت مصانع الأسلحة، بما في ذلك مواقع تخزين أسلحة كيميائية بالقرب من دمشق، على ما يبدو لمنعها من الوقوع في أيدي الجماعات المعارضة، وفقا لتقارير إعلامية سورية.

كما قصفت إسرائيل قافلة لحزب الله أثناء انسحاب عناصر الحركة من مدينة القصير السورية على الحدود مع لبنان قبل وقت قصير من سيطرة قوات المعارضة عليها، حسبما ذكرت مصادر في الجيش السوري لرويترز.

وقالوا لرويترز إن ما لا يقل عن 150 مركبة مدرعة تقل مئات المقاتلين غادرت المدينة على مراحل. وكانت القصير لفترة طويلة طريق إمداد رئيسيا لنقل الأسلحة للجماعات المسلحة وتدفق المقاتلين من وإلى سوريا منذ أن سيطر عليها حزب الله في عام 2013 في المرحلة المبكرة من الصراع السوري.

وقال مصدر إن إسرائيل، التي قصفت مرارا مستودعات أسلحة لحزب الله وتحصينات تحت الأرض أقامتها في المدينة، قصفت إحدى القوافل المغادرة، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

مقاتلو المعارضة السورية يحتفلون بالقرب من برج الساعة في حمص في 8 ديسمبر 2024. (Aaref WATAD / AFP)

وقد دعم حزب الله وداعمته إيران وحليفته روسيا نظام الأسد. واستخدمت إيران سوريا كممر للأسلحة التي ترسلها إلى الحزب الذي تدعمه.

أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة إسقاط “الطاغية” بشار الأسد بعد “هروبه” و”بدء عهد جديد” لسوريا، إثر دخول قواتها دمشق فجر الأحد عقب هجوم سريع أنهى حكم عائلة الأسد الذي امتد على أكثر من خمسة عقود.

وأتى ذلك بعد ساعات من بدء دخول قوات الفصائل المسلحة دمشق، في تتويج لهجوم واسع بدأته في شمال البلاد في 27 نوفمبر وحققت خلاله تقدما واسعا لم يشهد له مثيل منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011.

ودعا وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي من حزب الليكود الحاكم الأحد إلى اتخاذ إجراءات إضافية ضد سوريا، وكتب على موقع إكس أن إسرائيل يجب أن تسيطر بالكامل على المنطقة العازلة مع سوريا التي أنشئت في عام 1974، محذرا من تداعيات سقوط نظام الأسد.

وكتب شيكلي أن “الأحداث في سوريا بعيدة كل البعد عن أن تكون سبباً للاحتفال”، مشيراً إلى أن سيطرة قوات المعارضة الإسلامية، وأن “الخلاصة هي أن معظم سوريا الآن تحت سيطرة فروع القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية”.

وأضاف أن الخبر السار هو “تعزيز مكانة الأكراد وتوسيع حكمهم في شمال شرق البلاد (منطقة دير الزور)”.

وأكد أن “إسرائيل يجب أن تجدد سيطرتها على قمة جبل الشيخ وتقيم حدود دفاعية جديدة على أساس خط الانسحاب لعام 1974، ويجب ألا نسمح للجهاديين بالتمركز بالقرب من بلداتنا”.

سوريون يحتفلون في ساحة الأمويين في دمشق في 8 ديسمبر 2024. (LOUAI BESHARA / AFP)

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد إنه “من المهم أكثر من أي وقت مضى إنشاء تحالف إقليمي قوي مع السعودية ودول اتفاقيات إبراهيم للتعامل معًا مع عدم الاستقرار الإقليمي”.

الدول التي وقعت على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل “اتفاقيات إبراهيم” في عام 2020 هي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.

وقال لبيد إن “المحور الإيراني ضعف بشكل كبير، ويجب على إسرائيل أن تسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي شامل” يساعدها أيضًا في التعامل مع التحديات في غزة والضفة الغربية.

وأصدر حزب “القائمة العربية الموحدة” الإسلامي والفرع الجنوبي للحركة الإسلامية بياناً رحبا فيه بـ “سقوط النظام البعثي الدكتاتوري” في سوريا، واعتبراه “مرحلة مفصلية تمثل منعطفًا تاريخيًا في مسيرة الشعب السوري الشقيق”.

وجاء في البيان أن الشعب السوري “قدم أغلى التضحيات، على مدار سنوات طويلة، في سبيل نيل الحرية واستعادة الكرامة، بعد أن بقي عقودًا تحت قبضة نظام استبدادي، شكل أداة قمع وقتل وتهجير وسلب للحقوق”.

وأضاف الحزب أن هذه التطورات “تفتح باب الأمل أمام ملايين اللاجئين السوريين حول العالم… للعودة إلى وطنهم بأمان، والالتفاف مع أهاليهم، والمساهمة في الوحدة الشعبية وبناء سوريا جديدة تُعلي قيم الحرية والكرامة الإنسانية”.

اقرأ المزيد عن