الجيش يقول إن عددا من المسلحين قُتلوا خلال المعارك في غزة، ويعلن عن مقتل قائد فرقة
بمقتل الرائد إيال شومينوف (24 عاما) يرتفع عدد قتلى العملية البرية في الجيش الإسرائيلي إلى 238؛ خلال زيارة للقوات، رئيس الأركان يقول إن الضغط العسكري هو الإجراء "الأكثر فعالية" للتوصل إلى صفقة رهائن
استمر القتال العنيف خلال نهاية الأسبوع بين القوات الإسرائيلية والمقاتلون الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك خانيونس في الجنوب، وحي الزيتون في مدينة غزة في الشمال، وفي وسط القطاع.
وقال الجيش إن العديد من مسلحي حماس قُتلوا خلال اليوم الماضي في مسارح العمليات الثلاثة.
ومساء السبت، أعلن الجيش عن مقتل ضابط خلال القتال في شمال غزة خلال نهاية الأسبوع، ليصل عدد القتلى في صفوف الجنود منذ بدء الهجوم البري ضد حماس إلى 238.
القتيل هو الرائد إيال شومينوف (24 عاما)، قائد فرقة في كتيبة “شاكيد” التابعة للواء “غفعاتي”، من مدينة كرميئل.
خلال زيارة إلى شمال غزة، قال رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي إن الضغط العسكري على حماس هو الطريقة “الأكثر فعالية” للتوصل إلى صفقة رهائن مع الحركة، في الوقت الذي عُقدت فيه محادثات في باريس لبحث آخر المقترحات للتوصل إلى اتفاق.
وقال هليفي خلال تقييم مع الضباط: “هناك علاقة بين هذين الأمرين. إنجازاتكم – تفكيك كتيبة أخرى، [هدم] المزيد من البنية التحتية تحت الأرض، وحي آخر تم فيه تدمير البنية التحتية [لحماس] وإخلاء السكان إلى بر الأمان – كل هذه الأشياء تدفعنا، كما آمل بشدة، نحو تحقيق إطلاق سراح الرهائن”.
وأضاف هليفي: “هذا هو هدف الحرب. نعتزم القيام بالكثير لتحقيق ذلك، والجهد القتالي هو الإجراء الأكثر فعالية الذي يساعد أولئك الذين يتفاوضون من أجل إطلاق سراح الرهائن”.
ونشر الجيش الإسرائيلي أيضا لقطات تظهر الغارات الجوية وقصف الدبابات لمقاتلي حماس خلال العمليات في القطاع.
وفي غرب خانيونس، قال الجيش إن قوات من المظليين عثرت على مستودع أسلحة تابع لحماس يضم كميات كبيرة من العبوات الناسفة والألغام والقنابل اليدوية والذخيرة والصواريخ ومعدات عسكرية أخرى.
وقال الجيش إن قوات من اللواء المدرع السابع داهمت منزل ضابط كبير في استخبارات حماس في خانيونس، وعثرت على فتحة نفق وأسلحة في مكان قريب، وتم تدمير النفق في وقت لاحق.
في المنطقة ذاتها، عثرت القوات الإسرائيلية، حسبما قال الجيش، على مخبأ لقذائف الهاون في أكياس أعيد استخدامها وتحمل شعار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وأسلحة ومعدات عسكرية أخرى.
وسط عمليات اللواء السابع في خانيونس، قال الجيش إن القوات رصدت اقتراب ثمانية من مقاتلي منها، قبل القضاء عليهم بقذيفة هاون موجهة من نوع “آيرون ستينغ”. ونشر الجيش تسجيلا للضربة.
في هذه الأثناء، تفاقمت المخاوف يوم السبت بشأن الأزمة الإنسانية المتزايدة في الجيب الذي مزقته الحرب، حيث حذرت وكالات الإغاثة من مستويات غير مسبوقة من اليأس والمجاعة التي تلوح في الأفق.
وبينما يكافح المدنيون في المنطقة المحاصرة للحصول على الغذاء والإمدادات، حذرت الأونروا أن السكان “في خطر شديد بينما العالم يراقب”.
وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حمل الأطفال اليائسين علبا بلاستيكية وأواني طهي محطمة للحصول على القليل من الطعام المتاح.
ومع نفاد الغذاء، تقول وكالات الإغاثة إنها غير قادرة على دخول المنطقة بسبب الغارات الإسرائيلية، بينما تتعرض الشاحنات التي تحاول الدخول لعمليات نهب محمومة.
وقال برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع إن فرقه أبلغت عن “مستويات غير مسبوقة من اليأس”، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص على شفا المجاعة.
ودافعت إسرائيل عن سجلها في السماح بدخول المساعدات إلى غزة، قائلة إن ما يقارب من 14 ألف شاحنة تحمل إمدادات الإغاثة دخلت القطاع منذ بداية الحرب.
وزعمت إسرائيل أيضا أن المنظمات الإنسانية العاملة داخل غزة تفشل في مواكبة الوتيرة، قائلة إن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات تقف دون حراك على الجانب الفلسطيني من معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم).
بدورها، قالت الأمم المتحدة إنها لا تستطيع دائما الوصول إلى الشاحنات عند المعبر لأن الوضع في بعض الأحيان يكون خطيرا للغاية.
بالإضافة إلى ذلك، تتهم إسرائيل حماس منذ فترة طويلة بالاستيلاء على المساعدات وسرقتها من السكان المدنيين اليائسين بشكل متزايد.
وفقا لتقرير في موقع “أكسيوس” يوم السبت، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل التوقف عن استهداف رجال شرطة حماس الذين يرافقون قوافل المساعدات في غزة. ويأتي التقرير، نقلا عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، بعد أن علقت منظمات الإغاثة تسليم المساعدات إلى شمال غزة هذا الأسبوع قائلة إن حشودا جائعة استولت على القوافل.
وفقا لأكسيوس، طلبت إدارة بايدن من إسرائيل التوقف عن استهداف أفراد قوة الشرطة المدنية التي تديرها حماس، محذرة من أن “الانهيار التام للقانون والنظام” سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل كبير.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن 11 عنصرا على الأقل من شرطة حماس قُتلوا في غارات إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
وقال التقرير إن إسرائيل رفضت الطلب الأمريكي، وأبلغت الإدارة أن الهدف الواضح للحرب هو إنهاء سيطرة حماس على غزة، وأن إسرائيل تعمل على خطط بديلة لضمان القانون والنظام.
يوم السبت، أشارت تقارير منفصلة في إسرائيل إلى تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى هدنة مؤقتة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن من شأنه أن يشهد توقفا في القتال بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الهدنة السابقة في أواخر نوفمبر والتي تم فيها إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.
وأفادت القناة 12 أن وزراء كابينت الحرب سيصوتون عبر الهاتف على ما إذا كانوا سيصادقون على المقترح الذي توصل إليه الوسطاء الدوليون في باريس بشأن الخطوط العريضة لصفقة رهائن مقابل الهدنة.
وقالت القناة إن الصفقة تنص على ما يبدو، في المرحلة الأولى، على إطلاق سراح حوالي 40 رهينة مقابل الافراج عن مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينين وهدنة تستمر لستة أسابيع. معظم الرهائن الذين سيتم الافراج عنهم بموجب الاقتراح سيكونون من النساء والمسنين والمرضى.
بدأت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر بالهجوم الوحشي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، عندما قام الآلاف من المسلحين بقيادة الحركة بشن هجمات على البلدات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين كرهائن.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما يقارب من 30 ألف فلسطيني قُتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر. ولا يمكن التحقق من هذه العدد بشكل مستقل وهي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، أو أولئك الذين قُتلوا بصواريخ حماس التي انفجرت في القطاع. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل حوالي 12 ألف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.