الجيش يقدم الدعم لقوات الشرطة وسط التوترات في إسرائيل؛ الشرطة تستعد لاضطرابات جديدة في الأقصى
وزير الدفاع يأمر بتمديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات؛ من المتوقع أن يشارك آلاف اليهود في بركة الكهنة عند حائط المبكى يوم الأحد
مع قوات الأمن في حالة تأهب قصوى وسط سلسلة من الهجمات، أصدر وزير الدفاع يوآف غالانت يوم السبت أوامر استثنائية للجيش الإسرائيلي بتعزيز قوات الشرطة في المنطقة الوسطى.
وقال مكتب غالانت إن مسؤولو إنفاذ القانون والمسؤولون العسكريون سيحددون عدد القوات التي ستعدم الشرطة في وسط إسرائيل.
ومن المتوقع أن يكون يوم الأحد يوما حساسا بشكل خاص في القدس، حيث من المقرر أن يشارك الآلاف من المصلين اليهود في بركة الكهنة التقليدية عند حائط المبكى ضمن مراسم عيد الفصح.
وقالت الشرطة مساء السبت إنها تتوقع حدوث اضطرابات في الحرم القدسي خلال الليل ويوم الأحد، وأنها تستعد للعنف.
وفي الوقت نفسه، يشتعد الجيش الإسرائيلي أيضًا لتعزيز قواته في الضفة الغربية وغور الأردن وما يسمى بمنطقة التماس – وهي المنطقة بين الجدار الأمني في الضفة الغربية وإسرائيل – في أعقاب الهجمات الأخيرة.
وتأتي هذه التحركات بعد أن أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستدعاء فوري يوم الجمعة لضباط احتياط حرس الحدود. وقالت الشرطة إنه سيتم نشر أربع وحدات احتياطية من شرطة الحدود ابتداء من يوم الأحد. وستنضم إلى ست وحدات احتياط من شرطة الحدود تعمل بالفعل في القدس وحولها، وفي بلدة اللد المختلطة بين العرب واليهود في وسط إسرائيل.
كما أمر غالانت الجيش الإسرائيلي يوم السبت بتمديد الإغلاق المفروض على معابر الضفة الغربية وقطاع غزة وسط حالة التأهب القصوى، مما يمنع الفلسطينيين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى في الحرم القدسي في الأيام المقبلة وسط شهر رمضان.
وكان من المفترض في البداية أن يستمر إغلاق عيد الفصح من الساعة 5 مساءً الأربعاء حتى مساء السبت، مع إغلاق آخر في اليوم الأخير من عيد الفصح الذي يبدأ في 11 أبريل ويستمر حتى 12 أبريل. بعد تقييم للأوضاع، أمر غالانت بتمديد الإغلاق حتى 12 أبريل. وسيتم استثناء الحالات الإنسانية وغيرها من الحالات الخاصة.
وقال قائد شرطة منطقة القدس دورون تورجمان إن حركة حماس “تهدد بركة الكهنة بالادعاء بأن اليهود سيهاجمون حائط المبكى بينما يزعمون أن الأقصى في خطر”.
وقال تورجمان إن الشرطة ستعمل من أجل “السماح بحرية العبادة وتمكين المسلمين من الصلاة [في الأقصى]… حماس والعناصر التحريضية الأخرى هم من يضرون [حرية] العبادة”.
ويتم فرض هذه الإغلاقات خلال الأعياد العبرية. ويقول الجيش إنها إجراء وقائي ضد الهجمات في فترات التوتر المتزايد.
وقال الرئيس إسحاق هرتسوغ في بيان مساء السبت إن “سحابة من الإرهاب تلقي بظلالها على أيام أعيادنا”.
وقال: “أعداؤنا يتصرفون بطرق متعددة لإلحاق الأذى بنا خلال هذه الفترة، التي ينبغي أن تكون وقت عيد وعطلات”، مضيفًا أن أعداء إسرائيل يسيئون فهم الديمقراطية الإسرائيلية، “التي يمكن أن تؤدي إلى خلافات شديدة ومريرة… لكنها ستتحد في مواجهة أي عدو”.
وعادة ما يشهد شهر رمضان، الذي يتزامن هذا العام مرة أخرى مع عيد الفصح اليهودي، توترات شديدة. ويزور عشرات الآلاف من المصلين المسجد الأقصى خلال الشهر، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات.
وتسمح إسرائيل لليهود بزيارة الحرم القدسي تحت حراسة مشددة، وتتزايد هذه الزيارات خلال الأعياد الدينية. وأفادت أخبار القناة 12 يوم السبت أن الشرطة تناقش ما إذا كانت ستمنع الزيارات اليهودية إلى الحرم من الأربعاء وحتى الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، طبقا للممارسة المعتمدة في السنوات الماضية لمنع الاحتكاك مع المصلين المسلمين.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو يميني متطرف يدافع عن الحقوق اليهودية الحرم، يوم السبت إنه يعارض هذه الخطوة، مؤكدًا أنها “ستكون استسلامًا للإرهاب”.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث ينفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية.
أسفرت الهجمات في إسرائيل والضفة الغربية في الأشهر الأخيرة عن مقتل 18 إسرائيليا وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة.
وشهد الأسبوع الماضي عدة هجمات في الضفة الغربية، حيث أصيب ثلاثة جنود في هجوم دهس يوم السبت الماضي، وأصيب جنديان آخران في هجمات إطلاق نار منفصلة يومي الأربعاء والخميس.
وكان المسجد الأقصى محور الاضطرابات المتزايدة في الأيام الأخيرة بعد دخول الشرطة الإسرائيلية إلى الحرم لقمع أعمال الشغب. يوم الخميس، أطلق عناصر من حماس وابل من الصواريخ على إسرائيل من غزة ولبنان، مما أدى إلى غارات جوية إسرائيلية.
بعد ظهر الجمعة، قتلت شقيقتان وأصيبت والدتهما بجروح خطيرة في هجوم إطلاق نار في الضفة الغربية. وفي مساء اليوم ذاته، ولقي سائح ايطالي مصرعه واصيب عدد اخر في هجوم دهس عند كورنيش تل ابيب.